تركيا .. دعوات لمحاسبة أوميت أوزداغ بعد مقتل السوري فارس العلي

الشاب فارس العلي_ Google
الشاب فارس العلي_ Google

سياسي | 05 سبتمبر 2022 | أسما منير

طالبت شخصيات تركية بمحاسبة زعيم حزب النصر التركي المعارض، أوميت أوزداغ، على خلفية تصريحاته التي وصفت بالـ"العنصرية" تعليقاً على مقتل الشاب السوري فارس محمد العلي، على يد مجموعة من الأتراك في ولاية هاتاي.


الصحفي التركي إيمري إيرجيش انتقد أوزداغ، وخاطبه في تغريدة  قائلاً "أنت شريك في مقتل الشاب السوري فارس العلي".

وكان أوزداغ علَّق على مقتل العلي في تغريدة جاء فيها "الشاب السوري الذي قُتل في حادثة هاتاي ضرب امرأة تركية وابن المرأة قتله انتقاماً لها"، وأثار كلام أوزداغ غضب أتراك وسوريين إذ اعتبر كثيرون أن كلامه تبرير لجريمة القتل.

اقرأ أيضاً: سلطان جبنة .. نهاية صادمة لشاب سوري في اسطنبول



ورد نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل جاتاكلي، على تبرير أوزداغ قائلاً على حسابه في تويتر "لا يمكنك حتى تقديم تعزية، لقد قلنا دائماً: أنت لست إنساناً".

وألقت الصحفية التركية أوزلم دوغان، باللوم على "أوزداغ وأمثاله" في مقتل فارس العلي، حيث اعتبرت في تغريدة لها على تويتر أن فارس العلي قتل طعناً من قبل قتلة ألهمتهم خطابات أوميت أوزداغ العنصرية وأمثاله".

موقع "Bugün Güncel" التركي، اعتبر في تغريدة له على تويتر، أن "الحادث الأليم سببه تصريحات أوزداغ الحاقدة والمثيرة للكراهية"، وأضاف أن "عصابة أوميت أوزداغ تواصل أخذ الأرواح، لقد توفي السوري فارس محمد العلي نتيجة هجوم لمجموعة عنصرية في هاتاي".

كما ألقى الموقع التركي باللوم في هذه الحادثة وكل حوادث القتل العنصرية تجاه اللاجئين السوريين التي جرت خلال عام، على حزب النصر، لافتاً إلى أنه "مر عام منذ إنشائه، قبل حزب النصر لم يكن هناك هجوم عنصري في تركيا".

وأطلق آلاف الأتراك تغريدات غاضبة طالبوا فيها بمحاسبة القتلة العنصريين، الذين أنهوا حياة روح بريئة، مطالبين الحكومة، باتخاذ إجراءات عاجلة لإغلاق حزب النصر وافتتاح تحقيق فوري مع أوميت أوزداغ بتهمة التحريض على الكراهية والقتل.

كيف قتل الشاب السوري فارس العلي؟

صديق القتيل عبد الرحمن بارودي، والذي كان متواجداً معه عند وقوع الحادثة، بيّن عبر لقاء له أجراه تلفزيون سوريا، تفاصيل الحادثة، حيث أكد ترصد مجموعة من الشبّان الأتراك لعلي وأصدقائه الذين قاموا بضرب البارودي قبل أن يشرعوا السكين في وجه العلي ويقومون بطعنه.
 

وعن تفاصيل حادثة القتل، نقل الناشط السوري المقيم في تركيا محمد سرحيل، عن أسرة العلي قولهم إن الأخير بدأ العمل قبل ثلاثة أيام من الحادثة في معمل مواد غذائية، بهدف مساعدة والدته وتأمين نفقاته الجامعية، حيث حصل على قبول في تخصص الطب البشري من جامعة بورصة مؤخّراً.

وتابع أنه في اليوم الثالث من العمل الجديد، اصطدم فارس بإحدى العاملات التركيات، فاعتذر منها ومر الأمر بسلام، فيما لم أتمكن من معرفة طبيعة وملابسات وحجم ودوافع هذا الاصطدام من مصدر آخر مستقل.

وفي اليوم التالي تقدّم إليه ستة شبان أتراك، وسألوه عن اسمه وتحققوا من كونه الشاب الذي اصطدم بالعاملة، بعد ذلك أخذوه بعيداً عن كاميرات المراقبة وأقدموا على طعنه، ما أدى إلى موته مباشرة، وعلى إثر سماعها الخبر، نُقلت والدته إلى المستشفى ليلاً، وهي في وضع مستقرّ الآن.

ولاية هاتاي أصدرت بياناً، أكدت فيه اعتقال الفاعلين في الحادثة خلال مدة قصيرة، موضحة أنه "تم سوقهم إلى السلطات القضائية".

وأجرى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، اتصالاً هاتفياً بعائلة العلي، ونقل لهم تعازي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معلناً القبض على قاتل الشاب ذو الـ17 عاماً، إلى جانب اثنين آخرين شاركا بالعملية، بحسب منظمة IHH.

وأضاف صويلو أنه سيتم إنزال أقسى العقوبات بحق المجرمين، الذين أقدموا على قتل الشاب السوري.

يتيم الأب.. يعيل أسرته ويتهيأ للالتحاق بكلية الطب

الشاب السوري يتيم الأب وينحدر من بلدة معربليت بريف مدينة إدلب، لجأ إلى تركيا قبل نحو 9 سنوات، برفقة والدته أخوته الخمسة، عقب مقتل والده في إدلب.
فارس، تخرج من مدرسة الإمام خطيب الثانوية في مدينة الريحانية التركية، حسب ما نقلته وكالة serbestiyet الاخبارية التركية، و كان المغدور يتهيأ للالتحاق بكلية الطب في جامعة بالك اسير التركية بعد أيام.

مدرس فارس في المرحلة الثانوية، عمران الحمصي، كشف في مقابلة  مع تلفزيون سوريا عن معاناة فارس في تأمين القسط الجامعي، مشيراً إلى أنه عمل في مصنع للأغذية لتأمين دفعات من الأقساط.



وسبق أن قتل الطفل السوري محمد أسامة الحامد (15 عاماً) طعناً بسكين، نهاية شهر آذار الماضي، إثر شجار اندلع بين مجموعتين سوريتين لأسباب غير معروفة في منطقة "خليلية" بولاية شانلي أورفا.

وفي بداية الشهر الحالي قتل الشاب السوري مصطفى جولاق على يد 7 أتراك عنصريين بعد أن هاجموه بواسطة بندقية صيد وسقط قتيلاً في مكان عمله في إسطنبول.

كما قتل الشاب "نايف النايف" 19 عاماً بعد هجوم مماثل في منطقة بيرم باشا بمدينة إسطنبول ما أدى لوفاته.

وفي شهر حزيران الماضي لقي اللاجئ السوري "شريف خالد الأحمد" 21 عاماً مصرعه في منطقة باغجلار بمدينة إسطنبول، وذلك بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر في الرأس والقدم من قبل مواطن تركي خلال هجوم وصف بالعنصري.

ووصل عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا، إلى 3 ملايين و 710 آلاف، بينما وصل عدد السوريين حاملي إقامات العمل والدراسة إلى مليون و 207 آلاف، وفق إحصائية صرح بها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أيلول الماضي. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق