"الأثر المميت للتضليل".. حرب معلومات لإخفاء الانتهاكات في سوريا

احتجاجات كفرنبل ولافتة تضامنية مع أوكرانيا  2014 - تويتر
احتجاجات كفرنبل ولافتة تضامنية مع أوكرانيا 2014 - تويتر

تقني | 19 يونيو 2022 | محمد أمين ميرة

"حرب معلومات متطورة ضمن حملات تضليل تقوم بها روسيا والنظام السوري لإخفاء الانتهاكات في سوريا"، هذا ما أكده بحث جديد حول ما وصفه "الأثر المميت لإنكار وتشويه الحقائق المستمر إلكترونياً حتى يومنا هذا".


البحث الذي أصدره معهد الحوار الاستراتيجي (ISD) الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، بالتعاون مع "منظمة أجل سوريا" حمل عنوان: "الأثر المميت للتضليل… كيف تسبّبت نظريات المؤامرة حول سوريا عبر الإنترنت بمعاناة حقيقية على أرض الواقع".

وجاء في البحث الذي رصدته روزنة، أن 28 فرداً ومنظمة نشروا ضمن حملة روسية منسقة معلومات مضللة، عن الحرب السورية على مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: تحقيق يكشف أساليب النظام السوري لـ الإيقاع بمعارضيه عبر فيسبوك

الحضور الأقوى للأفراد والمنظمات المرتبطة بحملة التضليل الروسية كان على تويتر يليه فيسبوك وكانت ذروة نشاطه ما بين 2015 و2021، وقد استخدم النظام السوري تلك الأساليب منذ اندلاع الثورة وفق المعهد.

سوريا والأسلحة الكيميائية

وتعتمد تلك الحسابات الترويج للأكاذيب والمعلومات المضللة باللغة الإنكليزية، وبعد نشرها تعيد تدويرها مرة تلو الأخرى على شتى منصات التواصل، وهو ما فعلته بشكل بارز حيال الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وصلت تلك الحملة لدرجة الكتابة عن وجود مصانع للأسلحة الكيميائية لدى المعارضة وهو "ما كان عار عن الصحة"، واستطاعت نظريات المؤامرة "حشد بعض الدعم حتى في بعض أوساط الأكاديميين البريطانيين"، وفق البحث.

انتشرت ادعاءات كاذبة مرتبطة بعمل الدفاع المدني السوري (الذي يعمل على إنقاذ حياة المدنيين)، وبإنكار أو تشويه حقيقة استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي التي تم تأكيدها بنتائج تحقيقات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا.

حرب معلومات

تلك الأساليب تعتبر وفق البحث تطوراً جديداً لحرب المعلومات ونموها، وقد كانت سوريا أولى ساحات الصراع الرئيسية التي تم خوضها إلكترونياً لتخلق ما وصف بـ "الوهم الخطير الناتج عن تدفق معلومات غير مفلترة".

وأكدت الدراسة أن "المدنيين/ات والأطباء والعاملين/ات الإنسانيين والمدافعين/ات عن حقوق الإنسان يواجهون الآثار الحقيقية للأذى الإلكتروني على أرض الواقع وتجاربهم شهادة حية للأثر المميت المضلل".

عدد المعهد 10 نتائج للتضليل على أرض الواقع أبرزها أنها تكلف الناس حياتهم عبر محاولة تبرير استهدافهم المتعمد بغارات مزدوجة تطال فرق الإنقاذ، فتجعل الناس تتردد بالتطوع في المنظمة وفق ما ذكره حميد قطيني العامل في الدفاع المدني.

كما توفر الريبة والشكوك غطاء للتقاعس السياسي وتسهل على الحكومات التهريب من مسؤوليتها في التحرك، فضلاً عن كونها تمحو التاريخ وتؤدي لإنكار جرائم الحرب وتؤجج حملات الكراهية الإلكترونية وتبرر سياسات الحكومات المعادية للاجئين.

قدم البحث توصيات للحكومات والمنظمات المسؤولة عن السياسات في سوريا، ولمشرفي المنصات الرقمية ومنظمات المجتمع المدني، بهدف منع تلك الحملات مؤكداً أن تجربة سوريا قد تساعد في اتخاذ إجراءات بشأن أوكرانيا وخارجها.

هجمات تصيد واختراق

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021 أكدت شركة ميتا (فيسبوك سابقاً)، وقوع هجمات تصيد واختراق، استهدفت كيانات سورية معارضة، قامت بها 3 شبكات الكترونية مرتبطة بالنظام السوري بحسب رويترز.

قد يهمك: هلا البلخي: النظام السوري يجوع الناس كي ينسوا المطالبة بالحرية

ووفق الوكالة تحركت ميتا لتعطيل حسابات مجموعتين من مجموعات القرصنة الإلكترونية التي ربطتها بالمخابرات الجوية السورية، وأبلغت عن حوالي 2000 مستخدماً تضرروا من حملات القرصنة الإلكترونية، خاصة في أفغانستان وسوريا.

وفي 14 تشرين الأول 2021، تحدثت غوغل، في تقرير لها، عن قيام مجموعات "هاكرز" مرتبطين بروسيا وإيران، بتنفيذ هجمات مكثفة، ذات أغراض سياسية.

وأعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أيضاً في تشرين الأول 2021،  تعرض موقعها لهجمات إلكترونية وصفت بالأكبر منذ سنوات.

وذكرت الشبكة، أن الهجمات تصاعدت إثر نشر الموقع الرسمي لها تقريراً سنوياً عن انتهاكات القوات الروسية في سوريا.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق