"هكذا هي الحياة لا البدايات التي نتوقعها ولا النهايات التي نريدها" كلمات كتبها شاب سوري على صفحتة في فيسبوك، لم يتوقع أو يرد فيما يبدو أن تكون نهايته بالطريقة الصادمة التي قضى فيها ضمن ولاية إسطنبول.
سلطان عبد الرزاق المعروف بلقب سلطان جبنة شاب سوري ضجت باسمه صفحات مواقع التواصل، بعد تعرضه مساء الإثنين لطعن بسكين أدى لوفاته عقب شجار بين شبان أتراك أمام محل عمله في منطقة تقسيم في ولاية إسطنبول.
وحسبما رصدت روزنة من حساب سلطان جبنة على فيسبوك، ينحدر الشاب من مدينة حمص وكان قد تزوج قبل شهرين، ولم تنشر أي تفاصيل أخرى عن القضية، وسط حديث عن تحقيقات بدأتها السلطات التركية لتحديد المسؤولين عن الجريمة.
ظنوه لاجئاً !
قبل يومين، كشفت صحيفة جمهورييت التركية عن حادثة عنصرية راح ضحيتها شاب تركي يعمل في مستودع لجمع الورق في إسطنبول، ظن مهاجموه أنه لاجئ أجنبي.
اقرأ أيضاً: في أزمير وقونية سوريان يناشدان الحكومة: أوقفوا العنصرية

ولاذ المعتدون بالفرار قبل وصول فرق الشرطة، ونقل الشاب الذي جرح ذراعه إلى المستشفى لتلقي العلاج، وهو بحالة جيدة وفق الصحيفة.
وتكرر سقوط ضحايا سوريين في ولاية إسطنبول آخرها الشابين نايف النايف على يد عصابة مكونة من 8 أشخاص، وشريف الأحمد أمام منزله بطلق ناري على يد مجموعة هاجمت منزله وأطلقت شتائم للموجودين فيه.
وألقت السلطات التركية في 19 شباط/فبراير الماضي القبض على 3 شباب بتهمة قتل اللاجئ السوري أحمد رفيق العلبي (69 عاماً) طعناً بالسكين في منزله بمنطقة باغجلار بولاية إسطنبول.
ويبلغ عدد السوريين المقيمين في إسطنبول بموجب الحماية المؤقتة 535 ألف شخص، من أصل 3 مليون و741 ألف شخص يقيمون في تركيا، وفق إحصائيات المديرية العامة لرئاسة الهجرة التركية لعام 2022.
عنف ضد لاجئتين
وشهدت ولايتان تركيتان خلال الأسابيع الماضية اعتداءات أخرى على لاجئتين سوريتين أولهما ميساء ح (42 عاماً) تعرضت للضرب على يد مواطن تركي في ولاية أزمير، جراء شجار دار بين أطفالها وأطفاله في الحديقة.
والسيدة الثانية تدعى ليلى محمد تعرضت للاعتداء عبر ركلها من شخص في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، تم اعتقاله بعدما أثارت الحادثة غضب أتراك وسوريين.
تزامنت تلك الأحداث مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التركية لعام 2023، وتصريحات معادية لوجود اللاجئين السوريين في تركيا.
وتشدّد السلطات التركية على اللاجئين في تركيا، إذ يتم ترحيل العشرات لأسباب مختلفة، بسبب أوراق الإقامة والكمليك وغير ذلك.
السوريون في تركيا
تعمل تركيا على مشروع "العودة الطوعية" للسوريين، حيث تقوم ببناء تجمعات سكنية في الشمال السوري بالتعاون مع منظمات إنسانية ودولية، من أجل عودة مليون سوري، كما صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع أيار الفائت.
قد يهمك: "العنصرية جريمة" أتراك يطالبون بالتضامن ضد الاعتداءات العنصرية

وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو صرّح منتصف شهر شباط الماضي أنّ جزءاً كبيراً من السوريين، الذين يريدون اللجوء في تركيا يأتون من دمشق وضواحيها بسبب الأزمة الاقتصادية، هؤلاء سيتم وضعهم في مخيمات ولن يتم منحهم وثيقة الحماية المؤقتة.
وجمّدت السلطات التركية مؤخراً بطاقات الحماية المؤقتة "الكمليك" لسوريين، وطالبتهم بتحديث بياناتهم لأجل استعادة الكمليك مجدداً.
وكانت إدارة معبر "باب الهوى" ذكرت منذ أيام أنّ عدد السوريين الذين رحلّتهم السلطات التركية من أراضيها شهر أيار الفائت بلغ ألفاً و222 شخصاً.
ويبلغ عدد السوريين في تركيا 3 مليون و741 ألف شخص، بينهم نحو 461 ألفاً في غازي عنتاب، وفق إحصائيات المديرية العامة لرئاسة الهجرة التركية لعام 2022.
الكلمات المفتاحية