رغم عودة الهدوء الحذر في مناطق الشمال السوري، اليوم، بعد تصعيد مكثف طال يوم أمس الأحد مناطق الشمال بغربه وشرقه، إلا أن هدوء الجبهات المشتعلة فجأة ينذر برسائل عدة يحملها هذا التصعيد.
و اشتعلت الأوضاع الميدانية مجدداً على أكثر من جبهة، إذ جددت قوات النظام قصفها أهدافاً مدنية في "منطقة خفض التصعيد الرابعة" (إدلب ومحيطها)، شمال غربي سورية، ما أوقع قتلى وجرحى، في حين تجددت الاشتباكات على نحو أعنف في محيط بلدة عين عيسى، بين "الجيش الوطني" والجيش التركي من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى.
روسيا تريد عبر القوة العسكرية تحريك محادثاتها مع تركيا حول ملفات عالقة من وجهة نظر روسية ربما من بينها الوضع في إدلب، وفق قول الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية، طه عبد الواحد.
تُُمثل ذريعة ضرورة خروج "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وسيلة روسية تسعى من خلالها الأخيرة لتحقيق مكاسب على الأرض في الشمال الغربي من سوريا. و ربما يهدف التصعيد العسكري الأخير إلى فرض واقع جديد على الأتراك شمال سوريا بشكل عام.
واعتبر عبد الواحد أن "الروس والنظام لا يبدو أنهم بصدد معركة واسعة في أي منطقة حاليا، لذلك يبقى الأقرب إلى الواقع أنه تصعيد محدود".
وكانت جبهات عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي قد شهدت، خلال الساعات الماضية، قصفا متبادلا واشتباكات، بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تقودها "وحدات حماية الشعب" و"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، حيث يحاول الطرفان السيطرة على قرية المعلك الاستراتيجية شمال عين عيسى.
قد يهمك: هل يُحافظ اتفاق أردوغان-بوتين حول إدلب على استمراره؟

وفي شأن متصل، قالت مصادر محلية إن ثلاثة عناصر من "قسد" قتلوا وجرح آخرون بهجوم من مجهولين على حاجز لهم بالقرب من دوار المحطة في بلدة جزرة البو حميد غرب محافظة دير الزور. وأوضحت المصادر أن الهجوم جاء بالتزامن مع الاحتفالات بعيد النوروز في المنطقة.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، جدّدت قوات النظام السوري، عمليات القصف المدفعي والصاروخي على مناطق في ريف حلب الغربي ومناطق في ريف إدلب الجنوبي الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار شمال غربي سورية، عقب قصف أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، أمس الأحد، فيما ردّت المعارضة المسلّحة بقصف مواقع للنظام في سهل الغاب بريف حماة.
وقالت مصادر محلية، إنّ قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ مناطق في محيط بلدة كفر عمة بريف حلب الغربي، كما قصفت مناطق في محيط مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين. وجاء القصف بعد يومٍ دامٍ شهدته المنطقة الخاضعة لوقف إطلاق النار.
وقال الدفاع المدني السوري، في بيان له، مساء أمس الأحد، إنّ حصيلة القصف الذي قامت به قوات النظام على مستشفى مدينة الأتارب الجراحي بريف حلب الغربي بلغت سبعة قتلى مدنيين، بينهم طفل وامرأة، و15 جريحاً آخرين، بينهم 9 من الكادر الطبي في المستشفى.
وأضاف البيان أنه بعد ساعات من مجزرة مستشفى الأتارب، شنّ الطيران الحربي الروسي غارات جوية على عدة مناطق بريف إدلب، ما أدّى إلى مقتل مدني وإصابة آخر، إذ استهدفت 4 غارات جوية معملاً للإسمنت، ومحطتي وقود، وكراجاً للسيارات الشاحنة في منطقة معبر باب الهوى الحدودية والتي تضم عدداً من المنشآت الحيوية.
الكلمات المفتاحية