قضت المحكمة العليا البريطانية، اليوم الجمعة، برفض عودة شاميما بيجوم المعروفة باسم "عروس داعش" إلى بريطانيا، والإبقاء عليها في سوريا بسبب انتمائها لتنظيم "داعش" الإرهابي منذ 6 سنوات.
ووفق تقرير نشره موقع "بي بي سي" و ترجمه راديو "روزنة" فإن المحكمة البريطانية أشارت ضمنياً بقرارها الذي اتخذته بالإجماع أن بيجوم لم تُنتهك حقوقها عندما رُفض السماح لها بالعودة إلى بريطانيا وسُحبت منها الجنسية، وألغي جواز سفرها.
بيجوم تقيم حاليا في مخيم "روج" الذي يضم نساء وأطفال يتبعون لتنظيم "داعش" في شمال شرق سوريا، حيث تتقاسم إحدى الخيم مع الكندية الأميركية كيمبرلي بولمان، التي كانت قد سافرت هي الأخرى إلى سوريا للانضمام إلى "داعش". ولم يعد هناك أي فرصة قانونية لـ بيجوم من أجل العودة إلى البلد الذي كانت تحمل جنسيته.
من هي شاميما بيجوم؟
شاميما بيجوم، فتاة بريطانية، قررت في شباط 2015 وهي لم تتعدى الـ16 عاما أن تغادر بلادها وتتجه لتركيا ومنها إلى سوريا بصحبة صديقاتها للانضمام إلى "داعش".
وبعد وصولها سوريا -الرقة بالتحديد- بـ10 أيام فقط كانت متزوجة من الجهادي الهولندي ياجو ريدجيك الذي لم يتعدى عمره، آنذاك، الـ 22 عاما.
وفي أعقاب الهزائم المتتالية للتنظيم الإرهابي ظهر اسم شاميما بيجوم في وسائل الإعلام مقترنًا بلقب "عروس داعش" بعد إسقاط بريطانيا الجنسية عنها ورفض بنجلاديش – مسقط رأس أبويها- منحها الجنسية لتصبح بلا بلد أو هوية.
قد يهمك: مقتل 12 مدنياً على يد مجهولين في مخيم الهول

في تموز الماضي، قضت محكمة الاستئناف بأن السبيل العادل الوحيد من أجل السماح لها باستئناف القرار الصادر ضدها والذي جردها من الجنسية ومنعها من الدخول إلى بريطانيا، هو معاودة السماح لها بالدخول إلى المملكة المتحدة لأنها لا تستطيع استئناف القرار الصادر من المخيم في شمال شرق سوريا.
استأنفت وزارة الداخلية البريطانية لاحقًا أمام المحكمة العليا لإعادة النظر في حكم محكمة الاستئناف، بحجة أن السماح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة "من شأنه أن يخلق مخاطر كبيرة على الأمن القومي"، واليوم الجمعة ، قال اللورد ريد، رئيس المحكمة العليا، إن الحكومة كان لها الحق في منع بيجوم من العودة إلى المملكة المتحدة.
في مقابلة مع صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، عام 2019، وصف الصحفي ريتشارد بندولبوري التغيير الكبير الذي بدا على شاميما بيجوم أو عروس داعش عندما رآها قائلا: "أول شيء لاحظته أنها لم تعد ترتدي النقاب.. ربما وضعت بعض ملمع الشفاه أيضًا.. وزينت أنفها.. تخلت عن اللون الأسود وارتدت حجابًا زاهيًا.. رغم هذا المظهر المفاجئ إلا أنني لازلت أستطيع التعرف عليها".
في فترة سابقة كانت بيجوم تظهر في أكثر من مقابلة تلفزيونية، تدافع بقوة عن اختياراتها سواء بالذهاب إلى سوريا وترك عائلتها أو حتى مشاركة تنظيم داعش جرائمه الدموية دون أي ندم – أو هكذا أرادت أن تبدو – إلا أن الحال تغير كثيرا بالنسبة لها.
"أنا أكرههم.. أكره الخلافة.. وهؤلاء النساء اللاتي يظنون بأنهن يمتلكن الحق في تعذيب المختلفات معهن في الرأي" رسالة أرادت شاميما بيجوم أن ترسلها بوضوح خلال الحوار الذي أجرته معها صحيفة ديلي ميل، والذي رفضت خلاله التصوير حفاظًا على حياتها.
يُشار إلى أن شاميما بيجوم قد سافرت من مطار غاتويك بجنوب لندن، وهي في الخامسة عشرة من عمرها، إلى مدينة إسطنبول التركية، مع زميلتيها في مدرسة "بيثنال غرين أكاديمي" كاديزا سلطانة، 16 عاماً، وأميرة عبّاسي، 15 عاماً، في السابع عشر من شباط من العام 2015.
الكلمات المفتاحية