يعاني طفلك ألماً بأسنانه!… إليك معلومات عن التخدير العام ومخاطره

معالجة أسنان الأطفال - facebook
معالجة أسنان الأطفال - facebook

صحة | 24 فبراير 2021 | إيمان حمراوي

نخرٌ في أسنان الطفلة السورية لين الحسن، البالغة من العمر 5 سنوات، أنهى حياتها في مدينة إسطنبول في الـ 19 من شباط الجاري، بعدما توجه بها والدها إلى أحد المراكز الطبية في المدينة لعلاج أسنانها.


طبيبة أسنان في المركز الطبي نصحت والد الطفلة توفيق الحسن بإجراء تخدير عام لطفلته بسبب خوفها من العلاج، مؤكدة له أنها عملية سهلة، وأجرتها للعديد من الأطفال، وهو ما شجع الحسن على أخذ موعد يوم الجمعة الماضي، لعلاج ابنته باستخدام التخدير العام، فكان موعداً لوفاتها.

والد الطفلة قال في تسجيل مصوّر، تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، إن ابنته توفيت ظهر يوم الجمعة الماضي على يد الطبيبة في المركز الطبي، بعد تخديرها بجرعتين أثناء العمل على معالجة أسنانها، حيث لم تستيقظ بعد ذلك، وقبل أن يعرف بوفاتها قام بإسعافها إلى أحد المستشفيات دون فائدة، ليعرف فيما بعد أنها متوفاة.

ما هو التخدير العام وما هي شروطه؟

تواصلت "روزنة" مع طبيب الأسنان شكري أنطاكلي، بمدينة غازي عنتاب، للحديث معه عن التخدير العام ومخاطره وشروطه عند الأطفال، الذي حذّر أن التخدير العام لا يمكن إجراؤه إلا في غرف العمليات بالمستشفيات، وماعدا ذلك قد يشكّل خطورة على حياة الطفل.

ومايز انطاكلي ما بين إجراءات التخدير في عيادة الأسنان و غرف عمليات المشافي. وبين أنّ الطبيب يلجأ إلى إجراء التخدير العام عند الأطفال في حالات محدّدة، ومنها عند زيارة الطبيب من قبل أطفال غير متعاونين، أو لديهم درجات قلق شديد، أو رافضين معاندين للمعالجة، أو في حال البكاء الشديد، أو عند الأطفال ذوي الإعاقة، أو المصابين بأمراض عقلية، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، أولئك يكون عندهم خوف عام من الأطباء فيبدؤون في البكاء ويرفضون الدخول إلى عيادة الطبيب.

وشدد أنطاكلي أنّ التخدير العام لا يجب استخدامه خارج غرف التخدير في المستشفيات، فالطفل في هذه الحالة يفقد السيطرة على التنفّس وضربات القلب، وبخاصة إن كانت جرعة التخدير زائدة عن المطلوب، ما قد يسبب خطورة على حياته.

ويجب ألا يكون عند الطفل أي مرض تنفّسي، مثل الربو أو الالتهاب الرئوي، وأوضح أنطاكلي أنّ الطفل الذي يعاني من الربو يُمنع تخديره تخديراً عاماً إن كان في العيادة أو المستشفى، باستثناء حالات قليلة جداً في المستشفى ضمن شروط معيّنة، لكون التنفس أكثر مشكلة تواجه الشخص أثناء التخدير العام.

اقرأ أيضاً: غياب أمني في الرقة والأطفال هدف سهل للمجرمين



لذلك عندما يتم إجراء التخدير العام للطفل في المستشفى، يتم إجراء تنبيب للرئتين، لضمان استمرار عملية التنفس، عند مواجهة أي مضاعفات، إضافة إلى أجهزة متابعة القلب والدماغ.

وبيّن انطاكلي أن طبيب الأطفال هو الذي يقدّر متى يمكن استخدام التخدير العام، إضافة لذلك يجب أن يوجد طبيب تخدير مختص غير طبيب الأسنان.

وفي اليوم الذي يتم في إجراء التخدير العام للطفل، يطلب الطبيب من الأهل عدم إطعام طفلهم صباحاً، بحيث تكون الجلسة صباحية، فضلاً عن طلب بعض التحاليل.

وقد يؤدي التخدير العام إلى مشاكل ومضاعفات وأخطار أهمها المشاكل التنفسية التي قد تصل بالطفل أحياناً إلى الموت، وفق انطاكلي، لافتاً إلى أنّ العيادات غالباً لا توجد فيها تجهيزات لإسعاف شخص غير قادر على التنفّس، وإنما توجد في المستشفيات وسيارات الإسعاف.

ما هي فوائد التخدير العام؟

يسهّل التخدير العام عمل طبيب الأسنان ويضمن نجاح معالجة أسنان الطفل على أكمل وجه، بكل حرفية ودقة، وبدون صعوبات، فالطفل العنيد أو الخائف أو المتوتر، في حال عدم تخديره، لا يسمح للطبيب بالقيام بعمله، كما قد تفشل معالجة أسنانه.

كما يمنع التخدير العام الطفل من تكوين تجربة سيئة مع طبيب الأسنان، فالتخدير العام أو "التركين" يُفقدان ذاكرة الطفل أثناء العلاج، وبالتالي يخرج من عند الطبيب دون معرفة ما جرى، لكن في حال  إجباره على معالجة أسنانه عند الطبيب يتولّد لديه عقدة نفسية قد تمتد لكامل العمر، ما قد يؤثر على صحته مستقبلاً.

ويخفف أيضاً التخدير العام من مشاكل السعال التي تؤثر سلباً على المعالجة، فأدوات الطبيب المستخدمة للعلاج كالسوائل تزعج الطفل، في حين يلغي استخدام التخدير الرغبة في السعال تماماً، وفق أنطاكلي.

قد يهمك: في ريف دمشق: خطأ طبي يقتل طفلة  أثناء عملية جراحية



نصائح للأهل

ونصح الطبيب الأهالي أن يكوّنوا صداقات بين طبيب الأسنان وأطفالهم، من خلال اصطحابهم معهم عند الذهاب لمعالجة أسنان الكبار من أفراد العائلة، للتعرّف على الطبيب والعيادة عن قرب.

ونصح الأهل بعدم لوم الطفل على تأذي أسنانه أو تسوسهم، لكي لا يشعر بأنّ الذهاب إلى طبيب الأسنان هو عقاب له نتيجة إهماله لأسنانه وتناوله للحلوى أوالسكاكر، وبالتالي تتكوّن لديه عقدة نفسية من طبيب الأسنان.

وتوجد بعض المعالجات البسيطة الوقائية التي نستطيع من خلالها تعويد الطفل على زيارة طبيب الأسنان، مثل استخدام سائل الفلور لتنظيف للوقاية من النخور في عيادة الطبيب، وهو عمل غير مؤلم ويحافظ على أسنان الطفل.

كيف يكون التخدير في العيادات؟

يُسمح للأطباء في العيادات باستخدام غاز النيتروز  "N202"، وهو غاز مشهور باسم غاز الضحك، يمكن استعماله في العيادة بشكل آمن، عن طريق التنفس وليس بواسطة حقنة، وفق انطاكلي، حيث يضع الطبيب قناع على وجه الطفل فيه غاز النيتروز، عندما يتنفسه يصبح في حالة تسمى "التركين" لا "التخدير" وهي حالة يكون فيها الطفل تحت الوعي، أي يسمع ويرى لكنه ليس قادراً على أن يكون في حالة طبيعية مئة في المئة، ورغم ذلك يستجيب لأوامر الطبيب من أجل العلاج.
 
ويعتبر غاز النيتروز الأسلم في الاستخدام ضمن العيادات، وفق الطبيب، الذي أشار إلى إمكانية استخدامه عند النساء الحوامل، وهو موجود في عيادات أطباء أسنان الأطفال، كما لا يحتاج إلى مداخلات طبية صعبة، مثل فتح وريد، ولا إلى أي تجهيزات خاصة، بحسب انطاكلي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق