أنيس النقاش: إرهابي عند الغرب مناضل لدى محور الممانعة

أثناء اعتقال أنيس النقاش في فرنسا عقب محاولة الاغتيال الفاشلة 1980
أثناء اعتقال أنيس النقاش في فرنسا عقب محاولة الاغتيال الفاشلة 1980

سياسي | 24 فبراير 2021 | مالك الحافظ

خلال سنوات مضت؛ اعتبر الغرب، اللبناني أنيس النقاش (توفي يوم الاثنين الفائت) إرهابياً ارتكب جرائم بارزة تركت أثرها في سجل العمليات الإرهابية، كان أبرزها خطف وزراء "أوبك" في سبعينيات القرن الماضي، في وقت اعتبره النظام الإيراني ومن وراءه نظيره السوري، وما يسمى بمحور "المقاومة والممانعة" مقاوماً ومناضلاً عروبياً. 


نَقاش الذي أبرق بشار الأسد، يوم الاثنين، معزياً أسرته بوفاته، شخصية متورطة في قضايا "إرهابية" بارزة، قال عنه الاسد أنه قد "أمضى حياته مقاوما ضد الاحتلال وأتباعه في منطقتنا، ومدافعا عن القضايا العربية بجسده وبفكره". 

توفي النقاش في دمشق، عن عمر ناهز الـ 70 عاما، إثر إصابته بفيروس كورونا، وهو الذي وُلِدَ في بيروت عام 1951، والتحق بصفوف حركة فتح عام 1968. 

جرائم ارتكبها النقاش 

أولى عمليات النقاش الإرهابية نفذها في كانون الأول عام 1975 عندما هاجم مقر منظمة "أوبك" بالعاصمة النمساوية فيينا، وأخذ جميع وزراء نفط أوبك كرهائن وتم نقلهم إلى الجزائر. 

و شارك النقاش رجل وفتاة ألمانيين، لإضافة إلى راميريز سانشيز الملقب بـ "الثعلب"، وخلال العملية قتل سانشيز والنقاش ورفاقهما ثلاثة أشخاص قبل أن يأخذوا 70 رهينة بينهم 11 وزيراً وينطلقوا جميعاً بطائرة واجهت مصاعب عديدة قبل ان تحط أخيراً في الجزائر، حيث انتهت العملية بالإفراج عن الرهائن ومقتل عدد منهم، مقابل الحصول على مبالغ مالية.
               في الصورة يظهر النقاش بجانب محسن رضائي ومحسن رفيق دوست من قيادات "الحرس الثوري" الإيراني

و في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية في العام 2000، ذكر النقاش إنه ساهم "في كتابة مشروع الحرس الثوري الإيراني".

في عام 2010، أكد اللبناني أنيس النقاش (توفي يوم الاثنين الفائت) في تصريح أدلى به إلى صحيفة "إيران" فخره بالمشاركة في عملية الاغتيال الفاشلة ضد رئيس الوزراء الإيراني الأسبق، شابور بختيار، في باريس عام 1980. 

حُكم على النقاش، آنذاك، بالسجن المؤبد بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لآخر رئيس وزراء من عهد شاه إيران، وأدت تلك العملية إلى مقتل فرنسيان أحدهما شرطي. و في العام 1990 عفا الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران عن النقاش وطُرِدَ من فرنسا إلى إيران.

 قال في حديثه للصحيفة الإيرانية حول مشاركته في عملية الاغتيال التي تسببت بسجنه عشر سنوات، "لست خائفا أو خجولا من التحدث حول هذه القضية، فهي جزء من إنجازاتي المشرفة".
قد يهمك: الأسد يتخلى عن محور الممانعة ويستعد لمفاوضة إسرائيل 


وخلال استقراره في طهران خلال السنوات الأخيرة، كان يدير مركز أبحاث باسم "أمان"، كما كان الرئيس التنفيذي لشركة الشرق الأوسط للاتصالات. 

البرقية التي وصلت عائلة النقاش، بحسب موقع قناة "روسيا اليوم" تقول على لسان الأسد :"كان وسيبقى دائما أحد الرموز المشرفة التي ستخلد في الذاكرة العربية لتستلهم منها الأجيال معنى التمسك بالأرض والدفاع عنها، والنضال من أجل القضايا المحقة".

واختتم الأسد برقيته قائلا "كما احتضنته دمشق في أيامه الأخيرة، فإن الشعب السوري سيحتضنه في وجدانه، على الدوام ذكراه العطرة".

عادى النَقاش ثورات "الربيع العربي"، و ساند رئيس النظام السوري، بشار الأسد،كما ساند قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني السابق، قاسم سليماني، بضرورة التدخل العسكري في سوريا لمنع سقوط النظام، وقال في وقت سابق، بأن القرار الأساسي في الصمود جاء من بشار الأسد.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق