يؤشر التصعيد العسكري الحالي على محافظة إدلب، كان مُعدّاً له من قبل الجانب الروسي بعد تدهور العملية السياسية وعرقلة وفد النظام منع تحقيق أي تقدم في الجولة الخامسة من مفاوضات اللجنة الدستورية.
وكثفت قوات النظام السوري، صباح اليوم الاثنين، من قصفها المدفعي على بلدات وقرى جبل الزاوية، وقصفت بقذائف المدفعية الثقيلة بلدات وقرى بينين، والبارة، والفطيرة، وسفوهن، ودير سنبل، في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
التصعيد العسكري الروسي في إدلب يأتي بعد فشل موسكو على الصعيد السياسي، لذا يبرز في الوقت الحالي من جديد مشهد التصعيد العسكري على حساب السياسة، وفق المحلل العسكري، العقيد الركن، مصطفى الفرحات.
وأضاف خلال حديثه لـ "روزنة" اليوم الاثنين، أن روسيا تسعى من ناحية للضغط على المعارضة من أجل تقديم مزيد من التنازلات في ميدان السياسة سعيا لإنجاز حل على الطريقة الروسية، إلا أن موسكو تجد نفسها خلال الفترة الحالية أمام خيارين صعبين، فإما الحل السياسي الذي يصطدم بالعقبة الايرانية، وإما التصعيد العسكري الذي يضمن لها نفوذا أكبر لكنه يصطدم بالجانب التركي.
وتابع "الجانب الروسي لا يملك قوة عسكرية على الأرض توازي حجم القوة العسكرية الإيرانية، إلا أنه يبحث عن مصالحه ولا يهمه سواها، و للوصول إلى هذه المصالح عليه الوصول إلى حل سياسي يرضي المجتمع الدولي، و بالتالي يسمح بوصول أموال إعادة الإعمار ويتيح للروس بالوصول إلى مبتغاهم".
وتسبب القصف بدمار واسع في ممتلكات المدنيين الخاصة والعامة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في صفوف المدنيين، في حين تزامن القصف مع تحليق مكثف للطائرات الحربية والاستطلاع الروسية في أجواء المنطقة.
و اعتبر الفرحات أن استمرار العقبة الإيرانية أمام الحل السياسي تجبر الروسي على التوجه نحو الحسم العسكري.
وختم بالقول "جميع المتدخلين بالملف السوري يبحثون عن حلول آمنة في مناطق النفوذ القائمة حاليا، ريثما نصل تسوية للصراع في الملف السوري".
وقضت العادة الروسية خلال جولات المفاوضات السابقة، تعطيل المسار السياسي أو عرقلة الانجاز فيه، و ليتم مواكبة التصعيد في الأروقة السياسية من خلال تجديد الاستهداف العسكري لمناطق الشمال السوري بحجج متعددة تنبع في غالبها من منطلق تحركات "إرهابية" في إدلب.
اتهامات وجهها نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا فياتشيسلاف سيتنيك لمنظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) بالقيام بعمليات استفزازية ضد "السلطات السورية"، واستشهد بوصول معدات تصوير فيديو لهم إلى إدلب.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الاثنين، عن سيتنيك قوله: "حسب المعلومات المتوفرة، فإن مسلحي الجماعات المسلحة غير الشرعية يستعدون للقيام باستفزاز من أجل اتهام القوات الحكومية السورية بقصف مستوطنات في منطقة خفض التصعيد في إدلب".
واتهم المسؤول الروسي "هيئة تحرير الشام" بالإعداد لنشاط في منطقة الفوعة، مضيفا أن "الخوذ البيضاء"وصلت إلى مكان الحادث أيضا ومعها معدات احترافية لتصوير الفيديو.
وطالب سيتنيك فصائل المعارضة السورية إلى التخلي عن "الاستفزازات المسلحة، والسير في طريق التسوية السلمية للوضع في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم" وفق تعبيره.
الكلمات المفتاحية