تجمّع مئات المثقفين في ساحة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم أمس الخميس، ضمن لقاء تأبيني دعوا إليه تضامناً مع الكاتب والباحث اللبناني لقمان سليم، الذي اغتيل منذ أيام في جنوب لبنان.
ورفع المجتمعون شعارات عدة دعت في مضمونها إلى تخليد ذكرى لقمان "شهيد الكلمة"، كان من بينها "صفر خوف" و "لقمان سليم حيّ"
وتخلل التجمع الباريسي كلمات مقتضبة نددت بالجريمة التي أريد منها إسكات المعارضين وترهيب أصحاب الرأي والأصوات الحرة كصوت سليم.
ولقد حدد المجتمعون مكان الاعتصام في السوربون التي كان سليم قد تلقى علوم الفلسفة فيها.
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية، يوم الخميس قبل الماضي، أنه تم العثور على لقمان سليم مقتولاً داخل سيارته بين بلدتي تفاحتا والعدوسية.
ونقلت جثة سليم إلى مستشفى صيدا الحكومي بعدما أنهى الطبيب الشرعي الكشف عنها، وتبيّن أنها مصابة بخمس طلقات نارية، أربع في الرأس وواحدة في الظهر، دون ذكر مزيد من التفاصيل، وفق الوكالة.
وهزّ مقتل سليم، لبنان ورأى البعض أنّ في اغتياله عودة إلى زمن الاغتيالات التي عانت منها البلاد في الماضي، ولا سيما اغتيال أصحاب الرأي، مستذكرين اغتيال المصور جوزف بجاني من قبل مسلحين مجهولين أمام منزله بعد صعوده إلى سيارته في بلدة كحالة شهر كانون الأول العام الفائت.
وكان سليم معروفاً بمعارضته الشديدة لـ"حزب الله"، وربطت شقيقته اختفاءه بمواقفه السياسية، قبل الإعلان عن وفاته.
قد يهمك: مقتل لقمان سليم أبرز المعارضين لـ"حزب الله" في الجنوب اللبناني

وأدار سليم مركز "أمم" للأبحاث في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب في بيروت، وأنتج عدة بحوث سلطت الضوء على ملف المفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990).
وسبق أن تحدث سليم عن تعرضه سابقاً لتهديدات، وحمّل في بيان نشره أواخر عام 2019 حسن نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله"، ونبيه بري رئيس مجلس النواب، المسؤولية التامة عن التهديدات التي يتعرض هو وعائلته، يتّهم "حزب الله" سليم بأنه مقرّب من الولايات المتحدة ويعمل لصالحها في لبنان، وفق وكالة "فرانس برس".
وتم الاعتداء على منزل سليم في كانون الأول عام 2019 في حارة حريك، وتزامن مع اعتداء مماثل نفّذه مؤيدون لـ"حزب الله" وحركة "أمل" على خيمة ناشطين معارضين للحزب في بيروت.
سليم من مواليد الضاحية الجنوبية في بيروت عام 1962، حاصل على شهادة الفلسفة من جامعة السوربون في فرنسا، أسس عام 1990 دار الجديد للنشر، المهتمة بنشر الأدب العربي، وشارك في 2004 بتأسيس "أمم للأبحاث والتوثيق"، في مركز حارة حريك، وهي تعنى بجمع شتات ذاكرة الحرب اللبنانية، وإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان.
الكلمات المفتاحية