الأوقاف بدمشق تحرّم "زواج التجربة"

أصدرت وزارة الأوقاف لدى حكومة النظام السوري، اليوم الثلاثاء، فتوى حرّمت خلالها ما يسمى بـ"زواج التجربة" وقالت إنه مخالف لقانون الأحوال الشخصية المعمول به في سوريا، وذلك بعدما تم الترويج له مؤخراً في مصر  بدعوى التوفيق بين الأزواج.

وقال المجلس العلمي الفقهي في الوزارة، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إن ما يسمى بـ"زواج التجربة محظور وباطل ومحرّم ولا يصح أن يسمى زواجاً"، معتبراً بأنه هدام للأسرة ومفسدة للمجتمع ويجعل المرأة ألعوبة بيد الرجل وأهوائه، ويمس كرامة الرجل ومكانته، ويتنافى مع مقاصد الشريعة في الزواج وأحكامه.

وأضاف البيان أنّ "الزواج فيه امتهان للمراة وعدم صون لكرامتها وكرامة أهلها وفيه خطر على الأولاد وحضانتهم وفيه هدم للقيم والأخلاق في الأسرة وتترتب عليه آثار اجتماعية خطيرة، لذلك هو محرّم وباطل ولا يعد زواجاً ، وهو مخالف لقانون الأحوال الشخصية المعمول به في سوريا".

وانتشر مصطلح "زواج التجربة" الذي يتم بموجبه تحديد شروط الزوجين لشكل الحياة بينهما في عقد مدني محدد بمدة زمنية،  بعد أن تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي منتصف شهر كانون الثاني الفائت، وثيقة كتبها المحامي أحمد مهران بين زوجين في مصر بهدف حل خلاف عائلي بينهما، كما صرّح المحامي لموقع "الحرة"، ليتطور الأمر ويصل إلى "مركز الأزهر" الذي اعتبر أن ما ورد في الوثيقة فاسد ولا عبرة به.

اقرأ أيضاً: قررت الزواج بعد وفاة زوجي... وحماتي "إنت دايرة على بسطك"

ويعود أصل القصة إلى زوجة أرادت الطلاق فلجأت إلى المحامي مهران، الذي طلب رقم هاتف زوجها من أجل التفاوض معه لتوفير ما ستنفقه على المحاكم، بحسب ما قال المحامي لموقع "الحرة"، وحينما تواجه الزوجان مع بعضهما سألهما عن سبب المشاكل التي أدت إلى طلب الطلاق وعن مطالب كل طرف حتى تستمر الحياة بينهما وبخاصة بوجود أطفال، وكتابتها في عقد عنوانه "عقد اتفاق على مشاركة الزواج - زواج تجربة" للتراضي بينهما.

وبحسب العقد الذي حدّدت فيه الزوجة والزوج شروطهما، يحق للزوجة طلب الطلاق أو الخلع من القاضي من دون انتظار المدة المتفق عليها في العقد المحددة بثلاث سنوات.

وبعدما أثار عقد الزواج الجدل في الأوساط العربية أصدر "دار الإفتاء" المصري و"مركز الأزهر العالمي" فتوى حرّما خلالها هذا النوع من الزواج، وقال الأزهر في بيان له، إن "اشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة خمس سنوات أو أقل أو أكثر فيما يسمى بزواج التجربة، اشتراط فاسد لا عبرة به، واشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مدة معينة يجعل العقد باطلاً ومحرماً"، مضيفاً أن "الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به".