فهد بلان.. حكاية جبل بين سوريا ولبنان ومصر

الفنان السوري فهد بلان
الفنان السوري فهد بلان

فن | 07 فبراير 2021 | إيمان حمراوي

عالبال بعدك يا سهل حوران، عرفها العالم العربي بصوت فهد بلان، الفنان القادم من السويداء، ليصبح رمزاً للأغنية السورية الجبلية.


و لا تزال إلى الآن أغاني الفنان السوري فهد بلان تتردد على مسامع السوريين، وهو المعروف بصوته الجبلي، وحقّقت أغانيه شهرة واسعة، ليس في سوريا فقط وإنما في الوطن العربي.

بلان من مواليد السويداء عام 1933 من قرية الكفر، وهو ابن عائلة درزية، كان والده، حمود بن أحمد بلان، من الشخصيات المعروفة بكرمها وقوتها الجسدية، ولكن عائلة بلان تفتت بعد أن غادر مع والدته إلى قرية ملح جنوب شرقي السويداء، ليعمل في الأعمال الجسدية، من بينها عمله كمرافق سائق باص من وإلى دمشق.

من أغانيه "عالبال بعدك يا سهل حوران"، "واشرح لها"، فضلاً عن الكثير من الأغاني التي تميز بأدائها.

بداية مشواره الفني

اشترك في مسابقة فنية، وأدى فيها أغنية للفنان فريد الأطرش "تطلع يا قمر بالليل"، ونجح فيها بشكل كبير، ومن ثم تقدم إلى الإذاعة السورية في دمشق عام 1959، ورُفض مرتين قبل قبوله في المرة الثالثة، وعمل في الإذاعة ضمن الكورس.

انتقل بلان إلى إذاعة حلب، التي ضمّت آنذاك عدداً من أهم الفنانين السوريين، حيث تعرّف على الفنان شاكر بريخان، الذي لحن له أولى أغانيه "آه يا قلبي"، والفنان عبد الغني الشيخ الذي لحن له أغنية "قلي قلبك".

 
أغنية آه يا قلبي


وتعرف بلان بعد ذلك على الملحن عبد الفتاح سكر، الذي لحّن له عدة أغاني مشهورة، ليصبح خلال وقت سريع من بين أفضل المطربين المميزين في سوريا، من أبرزها: "واشرح لها" و "لاركب حدك يالموتور" و "ع سهولنا"، و"شفتا أنا شفتا"، وفي أواخر الخمسينيات اتجه إلى بيروت وبدأت منذ ذلك الحين حياته الموسيقية تأخذ منحى آخر.
 
فهد بلان مع فريد الأطرش

قدّم بلان العديد من الأغاني المشتركة، بينها أغنيته مع الفنانة صباح الشحرورة "أنا فلاح وزنودي قوية"، ثم اتجه إلى العاصمة المصرية القاهرة ليبدأ مسيرة جديدة هناك برفقة عمالقة الطرب العربي.

يقول فهد بلان في مقابلة مع الإعلامي المصري وجدي الحكيم "أول ما وصلت إلى مصر، أعطتني الفنانة أم كلثوم وسام قبل وفاتها - عندما قالت -  فهد بلان أداء جديد ولون جديد في المغنى العربي، وكتبت ذلك صحيفة "الأهرام".

غنى بلان أغنية "ما قدرش على كده" وهي من ألحان فريد الأطرش، وأغنية "على كفي" من ألحان بليغ حمدي وأغنية "مال واحتجب" من ألحان سيد مكاوي، إضافة إلى عدد من الأغاني الوطنية.

وحصد في مصر شهرة واسعة بفضل أسلوبه في الغناء، وتلونيه للأغنية المصرية بشيء من لكنة السويداء السورية.
 
أغنية أنا فلاح 
أعماله في السينما والتلفزيون

شارك بلان في عدد من الأعمال  السينمائية، وكانت فترة ستينيات القرن الفائت غنية بتلك المشاركات، ومن تلك الأعمال في سوريا "عاريات بلا خطيئة 1967".

وفي لبنان "يا سلام ع الحب 1963" و"أفراح الشباب 1964"، و"عقد اللولو عام 1964"، و"البنك 1965"، و"ليالي الشرق 1965"، و"حبيبة الكل 1965"، و"القاهرون 1967"، و"لهيب الجسد 1967"، و"أين حبي 1968"، و"فرسان الغرام 1968"، و"لسنا ملائكة 1970".

كما شارك في أعمال تلفزيونية منها المسلسل "عجيب أفندي 1971" وهو من بطولة الفنان المصري الراحل إسماعيل ياسين، ومسلسل "أنا أنت 1976" .
اقرأ أيضاً: أصالة نصري… ثلاثة عقود من النجومية والفن الأصيل


حياته الشخصية

تزوج بلان عدة مرات، من الفنانة المصرية، مريم فخر الدين، إحدى أشهر الممثلات المصرية، ومن الفنانة اللبنانية صباح، ومن الفنانة اللبنانية آمال عفيش.

ويقول في مقابلة مع تلفزيون مصري في ستينيات القرن الفائت، إنه كان متزوجاً قبل مريم فخر الدين من سيدتين وانفصل عنهما، ولديه منهما ابنتين وولد.
 


الفنان الكريم

 كان بلان، وفق زوجته مريم فخر الدين، خلال حوار مع "مجلة الشبكة"، منتصف الستينيات، لا يعمل رغم أنه تلقى وعوداً كثيرة بالعمل، ورغم أنه كان يتمتع بصوت جبلي قوي، إلا أنّ معظم الحفلات التي كان يحييها كانت خيرية، ولم يكن يحصل على مقابل كبير منها.

 تقول فخر الدين: "كان يجد حرجاً في طلب أي أجر عن هذه الحفلات الخيرية أو لصالح الوطن، حتى لو عرف أنه غيره من الفنانين يتقاضون أجراً أو نصف أجر عن هذه الحفلات".

وطالت بلان الكثير من الإشاعات مثل أنه بخيل، لكن فخر الدين ردت بأنها "مظلوم"، وأشادت بكرمه وسخائه: "أعلم منذ كنا في بيروت أن فهد ينفق بسخاء على أمه وأولاده، وهذا أحد أسباب إعجابي به، لأنه دليل على الأصالة والكرم".
 
فهد بلان ومريم فخر الدين

عاد فهد بلان إلى سوريا في سبعينيات القرن الفائت، وقرر تخصيص وقت كبير لأرض اشتراها وزرعها بالتفاح، قبل أن يعود مجدداً للغناء بعد أن التقى بالشاعر والموسيقي سعدو الذيب الذي ألف له أغنية "يوماً على يوم" ثم أغنيتي "سلامين" و "غالي علينا يا جبل" وهي الأغنية التي غنّاها في مهرجان المحبة قبل وفاته بعام واحد بعد إصابته بنزيف في الدماغ،  في الـ 26 من آب عام 1997.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق