معركة قريبة في ريف درعا الغربي 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سياسي | 05 فبراير 2021 | مالك الحافظ

تشي تحركات النفوذ الإيراني في الجنوب السوري أن الواقع الميداني في محافظة درعا قابل للتصعيد المكثف خلال الأيام المقبلة حيث تُبيّن المؤشرات أن معركة قريبة ستستهدف ريف المحافظة الغربي.


في التفاصيل أفاد مصدر في اللجنة المركزية بدرعا لـ "روزنة" اليوم الجمعة، بأن تجهيزات عسكرية كبيرة للفرقة الرابعة (يرأسها ماهر الأسد) تتحضر لاقتحام المنطقة هناك ابتداء من بلدة اليادودة وصولا لمنطقة حوض اليرموك.
  
الأنباء عن التجهيزات العسكرية تأتي بالتزامن مع اجتماع مسؤول ملف الجنوب السوري، في "حزب الله" اللبناني، منير علي النعيم، مع ضباط من قوات النظام السوري لدراسة خيارات السيطرة عسكريا على ريف درعا الغربي.
                                       عناصر قوات النظام السوري إلى جانب الشرطة العسكرية الروسية في محافظة درعا (أرشيف) 

 و أشار المصدر إلى أن توافقا جرى بين الطرفين يقضي بالتمهيد الناري للعملية العسكرية ويسبق ذلك تحركات أهلية من مجندين مدنيين يتبعون للفرقة الرابعة تطالب بدخول قوات النظام إلى الريف الغربي.

كل ذلك جاء بعد الاجتماع الذي ضم شخصيات عسكرية ومدنية وأمنية في مقر فرع حزب البعث في درعا، حيث ترأس الاجتماع  رئيس اللجنة الأمنية في درعا اللواء حسام لوقا، إضافة إلى ممثلين عن الفرقة 15 قوات خاصة، والفرقة الخامسة ميكا، والفرقة التاسعة دبابات، إلى جانب الفرقة الرابعة.

الاجتماع الذي عُقد منتصف الأسبوع الجاري، اتخذ فيه عسكريي وأمنيي النظام القرار لبدء عملية عسكرية في ريف درعا الغربي بمساندة الفرقة الرابعة، للسيطرة على كامل الريف الغربي وإخراج عناصر المعارضة المسلحة السابقين منه. 

لوقا اتهم خلال الاجتماع اللجنة المركزية في درعا (تتألف من قيادات معارضة سابقة ووجهاء مجتمع أهلي معروفين) بأنهم عبارة عن "عصابة تابعة للإخوان المسلمين"، وذلك بعد رفض اللجنة شروط النظام من أجل وقف العملية العسكرية على بلدة طفس التابعة للريف الغربي، أواخر الشهر الفائت. 

كذلك ادعى لوقا خلال الاجتماع بوجود عناصر عديدة من أبناء  المنطقة يتبعون لتنظيم داعش يتمركزون في بلداتهم الواقعة ضمن الريف الغربي للمحافظة. 
                                                                                        مناطق غرب درعا

الكاتب و الصحفي، فراس اللباد، لم يستبعد قيام قوات النظام في الريف الغربي للمحافظة، وبالأخص بعد الإنذارات التي وجهها لمدينة طفس بريف المحافظة الغربي، وكذلك من خلال توجيه رسائل هاتفية للناس في طفس تطالبهم بالتهدئة وتسليم السلاح ومساندة الجيش، "علما أنه لا يوجد أي أسلحة مع المدنيين من أهالي المنطقة" وفق تعبيره. 

وتابع أن "السيناريوهات كلها محتملة لقيام النظام بأي عمل عسكري من خلال تعزيز قواته العسكرية وجلب قوات إيرانية للمنطقة، كما فعل في مدينة الصنمين منذ قرابة العام وغيرها الكثير من المناطق في محافظة درعا".

تصعيد قريب و أوضاع سيئة

و رأى اللباد أن الأوضاع في المحافظة الجنوبية تزداد صعوبة على الأهالي لما يقوم فيه النظام من سياسة ممنهجة وتجويع الناس وتقليل الكثير من المخصصات الهامة من أجل الاستمرارية في العيش كمادة الطحين والمازوت والبنزين. 

وختم بالقول "مازال هنالك أمل كبير، والجميع يعول عليه بتحرك جديد في سوريا، بالتعاون مع الأطراف الدولية للخلاص من هذه المرحلة العصيبة التي تمر على السوريين. 

من جانبه رأى أستاذ العلوم السياسية، د.نصر فروان، بأن الواقع الأمني في الجنوب بات هشاً وينذر بالخطر،  وذلك في ظل تحوّل الصراع إلى صراع أمني تنخرط فيه أطراف عديدة.

و أضاف خلال حديث لـ "روزنة" أنه وبالنسبة لروسيا فإنها تسعى إلى تطوير آليات لضبط الوضع في الجنوب، والسيطرة على الصراعات الحاصلة هناك، ومن بين أهم آلياتها زيادة فعالية "الفيلق الخامس" لتحقيق التوازن مع قوات النظام وعناصر النفوذ الإيراني، فضلاً عن التنسيق المستمر مع إسرائيل لضبط الحدود مع سوريا. و أما النظام السوري فاستبعد فروان أن يمتلك القدرة العسكرية على مواجهة أي طرف من الأطراف، و إنما يلعب بورقة التناقضات بين الأطراف المختلفة في سعيه للسيطرة على الجنوب.

وختم بالقول "نحن الان امام تنافس حاد بين أطراف متعددة تستعمل ميليشيات هذه المنافسة قد تتحول إلى صراع ميليشيات وتكون مبرر لتدخل إقليمي مباشر".

وفِي 25 كانون الثاني الماضي، عقدت اللجنة المركزية وممثلين عن الفرقة الرابعة، اجتماعا في محافظة درعا، بحضور المسؤولين الروس عن المنطقة الجنوبية، وتم خلاله الاتفاق على ترحيل عدة أشخاص من مدينة طفس أو تسليم أنفسهم للفرقة الرابعة، إضافة إلى السماح لقوات الأخيرة بالدخول إلى المدينة وتفتيش بعض منازلها ومزارعها، إلا أن اللجنة المركزية رفضت ذلك قبل انتهاء المهلة يوم الخميس قبل الماضي.
قد يهمك: درعا: مهلة أخيرة للريف الغربي قبل بدء عملية عسكرية


و بحسب الصحفي عاصم الزعبي، فإن الأوضاع لن تهدأ في الفترة المقبلة بسبب العقلية الأمنية والعسكرية للنظام الذي يسعى لـ "سحق أي جهة معارضة"، بحسب تعبيره. وأضاف لـ "روزنة" أن النظام يعتبر مدينة طفس بؤرة للمعارضين من وجهة نظره، فهي تُشكّل عقبة في استكمال سيطرة الفرقة الرابعة (ذراع إيران) على ريف درعا الغربي.

ويلجأ النظام بشكل دوري إلى التصعيد في المنطقة ذاتها منذ عملية التسوية في محافظة درعا (صيف 2018)، وذلك لأهمية المنطقة استراتيجيا وقربها من الحدود الأردنية وحدود الجولان في بعض المناطق، حيث تسعى عناصر النفوذ الإيراني هناك للتمدد أكثر وجعل المنطقة "منطقة عبور لتهريب المخدرات إلى دول الجوار".

في سياق آخر، اغتال مسلحون مجهولون، مساء يوم الأربعاء، عنصرا من قوات النظام في بلدة عتمان بريف درعا، في ثاني عملية من نوعها تشهدها المحافظة خلال ساعات، وذلك على وقع التوتر الأمني المتصاعد بسبب تهديد روسيا والنظام اقتحام ريف درعا الغربي.

شبكة أخبار "درعا 24" أفادت باغتيال عمار فواز الصبيحي في بلدة عتمان بعد استهدافه من قبل مجهولين بإطلاق النار المباشر عليه ما أسفر عن مقتله على الفور. وتأتي هذه العملية بعد ساعات من اغتيال عنصر من الأمن العسكري التابع لقوات النظام في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي.

فيما وقع تفجير يوم الأربعاء أيضا في مقر للفرقة الرابعة بالقرب من بحيرة المزيريب غربي درعا، ما أسفرعن سقوط جرحى، بينهم إصابات خطيرة نقلوا إلى المشفى الوطني بدرعا.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق