تصر نقابة الفنانين السوريين في كل فرصة على تصنيف الفنانين وتمييزهم وفقاً لمواقفهم السياسية، وفي آخر قرار لها صدر أواخر شهر كانون الثاني الفائت، قرّرت تصنيف الفنانين إلى (فنان - فنان أول - فنان ممتاز)، وعادت للتذكير أمس الخميس أنّه لا مكان للفنان الرمادي في النقابة "فإما أن يكون مع الوطن أو مع المتآمرين والخونة".
ولاقى القرار الأخير استياء الممثل السوري مازن الناطور، وعلّق على قرار نقيب الفنانين زهير رمضان بتصنيف الفنانين إلى 3 فئات خلال حديثه مع "روزنة" قائلاً: "طز فيه وبنقابته، فرع مختبرات" مكتفياً بهذه الجملة فقط.
كما انتقد الممثل السوري فراس إبراهيم قرار تصنيف الفنانين واعتبارهم كـ "فصيل"، لترد عليه في بيان مفصّل، أمس الخميس، قالت فيه إنّ عملية التصنيف ليست بشيء جديد.
وكتب إبراهيم على صفحته الشخصية في "فيسبوك" في الأول من الشهر الحالي، منتقداً وصف النقابة جموع الفنانين السوريين بـ"الفصيل" الواردة في شعار مؤتمر فرع دمشق لنقابة الفنانين والذي كان بعنوان: "الفنانون فصيل طليعي ملتزم بقضايا المجتمع ويساهم في بناء الوطن والإنسان" المنعقد أواخر الشهر الفائت.
اقرأ أيضاً: زاعماً إنصاف الزملاء.. زهير رمضان يصنّف الفنانين السوريين

وقال إبراهيم إنّ "كلمة (فصيل) أسوة بالفصائل السياسية والعسكرية والحزبية ينم عن عدم دراية وفهم بماهية النقابة كمؤسسة اجتماعية في المقام الأول، وبماهية العمل النقابي الذي يجب أن يضع على رأس قائمة أولوياته رعاية الفنانين وحماية حقوقهم ودعمهم ومساعدتهم بعيداً عن الإقصاء والتخوين لكن من نختلف معه بالرأي أو التوجه".
ورأى أنه لا يوجد أحد من مجلس إدارة النقابة السابق أو الحالي أو القادم، يملك الأهلية والمكانة الفنية والعلمية التي تمكنه من تقييم زملائه الفنانين وتصنيفهم إلى درجات.
النقابة ترد
وردّت نقابة الفنانين في بيان نشر على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، أمس الخميس، على إبراهيم، بقولها إن استخدام كلمة فصيل ضمن شعار مؤتمر دمشق جاء ضمن السياق الوطني كون الفنانين جزء وفصيل أساسي ورئيسي من هذا الوطن وبنائه.
وأضافت متسائلة أنّه "عندما يكون الوطن مهدّداً بحياته ومصيره ويتعرّض لحرب عالمية، هل يعيب الفنانين أن يكونوا ضمن فصيل وطني يشاركون في حماية وطنهم والدفاع عنه ويساهمون في بنائه ضمن وظيفتهم الفنية؟".
بخصوص ما نشره الزميل الفنان فراس إبراهيم من انتقادات في صفحته الخاصة ..
Posted by نقابة الفنانين في الجمهورية العربية السورية on Thursday, February 4, 2021
وذكّرت النقابة بأنه لا مكان للفنان الرمادي، فإما أن يكون مع الوطن في "معركته الوجودية" على حد وصفه، وإما أن يكون مع المتآمرين والخونة.
وفيما يتعلّق بأمر تصنيف الفنانين، أوضحت النقابة أنّ عملية التصنيف ليس شيئاً جديداً، وهي ليست شيئاً مبتدعاً من مجلس النقابة الحالي أو السابق، وإنما هي موجودة ضمن المراسيم الخاصة بتنظيم عمل الفنانين.
وأوضحت أنّ المرسوم التشريعي رقم (32) لعام 1973 و المرسوم التنظيمي رقم (29) لعام 1974 المتعلقان بتنظيم عمل الفنانين، حددا هذه التصنيفات وفق أسس وضوابط دقيقة تخدم مصلحة الفنانين، حيث حددت المادة (4) من المرسوم رقم (32) مستويات الفنانين (فنان - فنان أوّل - فنان ممتاز).
وأشارت إلى أنّ عملية تصنيف الفنانين ليست من اختصاص نقابة الفنانين، وإنما تتم وفق المرسوم رقم (32) عن طريق تشكيل لجنة تصنيف الفنانين بقرار من وزير الإعلام، بالاعتماد على قواعد ومعايير واحدة بما يحقق العدالة والإنصاف بين الفنانين ويساعد بالارتقاء بالعمل الفني.
وبالعودة إلى انتقادات إبراهيم، تساءل خلال منشوره، من الذي سيقيّم على سبيل المثال دريد لحام وسليم صبري وياسر العظمة وأسعد فضة ورشيد عساف وجمال سليمان وعابد فهد وغيرهم الكثير من ممثلين ومخرجين وموسيقيين وراقصين.
قد يهمك: فنانون سوريون يطالبون بالانقلاب على زهير رمضان

وطالب نقابة الفنانين أن تركّز اهتمامها على مصلحة الأعضاء وعدم الدخول في متاهات التوصيف والتصنيف لكي لا يؤدي ذلك إلى تعميق الانقسام والخلاف بين الفنانين أنفسهم وبين الفنانين والنقابة.
وسبق لزهير رمضان أن صنّف الفنانين السوريين، حيث اعتبر في حديث لإذاعة "نينار إف إم" المحلية عام 2019 أن الفنان هو المسجّل في نقابة الفنانين فقط والمسجّل في قيودها، غير ذلك ليس فناناً.
وقال لإذاعة "صوت الشباب" بداية 2020 "أكيد بدي ميّز بين يلي وقف مع أهله وناسه وشعبه، وتحمّل الضنك، وكبس عالجرح ملح.. وما بين يلي كان قاعد مرفّه ومنعم، وعم يقضيها سياحة من بلد لبلد"
وتسلم زهير رمضان رئاسة نقابة الفنانين في عام 2014، خلفاً للفنان الراحل صباح عبيد، ومنذ استلامه تتصدر تصريحاته المثيرة للجدل وسائل الإعلام، أولها كان فصل عشرات الفنانين من النقابة بحجة عدم دفعهم الرسوم المترتبة عليهم وفق قانون النقابة رقم /13/ لعام 1990، وتحديداً المادة /12/ منه.
وكان نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان أعلن خلال مؤتمر سنوي للنقابة في دمشق، أواخر شهر كانون الثاني الفائت، أن النقابة ستبدأ بداية شهر شباط بتصنيف الفنانين، إلى ثلاث فئات هي (فنان– فنان أول– فنان ممتاز) بهدف "إنصاف الزملاء وتحقيق العدالة".
الكلمات المفتاحية