يعتبر الدعم الأميركي للمفاوضات الكردية-الكردية في شمال شرق سوريا، عاملاً رئيسياً يصون مباحثات الأطراف الكردية من الفشل الذي يحوم حولها منذ مراحلها الأولى.
وتأتي الضغوط الأميركية أواخر أيام إدارة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، في إطار ذلك الدعم بخاصة وأنها كانت تدفع بالمفاوضات خطوات متقدمة نحو الأمام للوصول إلى تفاهمات جديّة بين الطرفين مقابل حماية مصالحها في شرق الفرات.
المجلس الوطني الكردي (مُقرّب من تركيا)، الطرف المقابل لأحزاب الوحدة الوطنية الكردية (مدعومين من قسد) في جلسات المفاوضات، ما زال يضع شروطه المتعددة لإكمال مسار المفاوضات. بينما تصف أحزاب الوحدة تلك الشروط بالتعجيزية، ما أدى إلى توقف المفاوضات لأكثر من ثلاثة أشهر.
مصادر كردية في "الإدارة الذاتية" أشارت لـ "روزنة" إلى أن مرحلة جديدة من المفاوضات ستبدأ بين الطرفين بعد مساعي أميركية جديدة تهدف إلى استئناف المفاوضات، وتجلت تلك المساعي من خلال لقاء جمع ممثل الخارجية الأميركية الجديد ديفيد براونستين برئاسة المجلس الوطني الكردي، دفع فيه المسؤول الأميركي الأطراف الكردية لاستكمال المفاوضات.
لقاء المسؤول الأميركي جاء بعد يوم من لقاء جمع وفد رئاسة المجلس الوطني والقائد العام لـ "قسد" مظلوم عبدي، للتباحث بشأن استئناف المحادثات بين الجانبين، والوضع السياسي في المنطقة.
وفي هذا الصدد صرح عبدالغني عمر مسؤول العلاقات الدبلوماسية في "حركة التجديد الكردستاني" التابعة لأحزاب الوحدة الوطنية الكردية، أنه و رغم توقف المفاوضات، إلا أن عودتها باتت قريبة بسبب جدية الولايات المتحدة وفرنسا في إنجاح الحوار.
كما لفت عمر إلى أن كلا الأطراف الكردية مقتنعة بأن نجاح المفاوضات هو السبيل الوحيد للحصول على أي مكتسبات سياسية للشعب الكردي، بحسب حديثه لـ "روزنة".
و حول الأمور العالقة في المفاوضات بما يتعلق بشروط "المجلس الوطني الكردي" كالمشاركة في "الإدارة الذاتية" لحين إجراء انتخابات محلية في المنطقة، أشار عمر إلى "أن الحل الأنجح يتمثل بتقاسم مقاعد أحزاب الوحدة الوطنية فقط مع المجلس الكردي".
اشترط المجلس الكردي إعادة المناهج التعليمية التابعة للنظام السوري للتدريس في مدارس المنطقة بدلا من المناهج الحالية للإدارة الذاتية مع إضافة اللغة الكردية على المدارس الخاضعة لسيطرة الإدارة، وحول ذلك أكد المسؤول الكردي استحالة تنازلهم عن المناهج الكردية التابعة للإدارة الذاتية.
قد يهمك: "قسد" تتقدم خطوة لفك ارتباطها مع حزب العمال الكردستاني؟

واستدرك بالقول "يمكن تشكيل لجان مشتركة من مختصين بالتربية والمناهج لتطويرها، وإزالة المواضيع الخلافية والبحث عن آليات لإمكانية كسب الاعتراف بالمناهج في منظمات الأمم المتحدة".

وفيما يتعلق بالوجود العسكري في مناطق شمال شرق سوريا، وعملية بحثها في مرحلة المفاوضات الجديدة قال الممثل لأحزاب الوحدة الوطنية الكردية الداعمة لوجود قوات "قسد"، بأن مسألة دخول قوات "بيشمركة روج" (قوات المجلس الوطني الكردي) قد تم حسمها بعدم قبول وجود قوتين عسكريتين بقيادة منفصلة، بمعنى أنه سيكون على قوات "بيشمركة روج" الانضمام لقوات "قسد".
من جانبه قال طاهر حصاف، عضو الأمانة العامة في "المجلس الوطني الكردي"، أن توقف المفاوضات بين الطرفين كان مرتبطا بشكل أو بآخر بالانتخابات الأمريكية وحدوث الفراغ السياسي، مؤكدا حدوث لقاءات بين الأطراف الكردية و الجانب الكردي. كما بيّن خلال حديث لـ "روزنة" أنهم يتطلعون بإيجابية لمساعي قائد قوات "قسد"، مظلوم عبدي، بخصوص استئناف المفاوضات.
وكان القائد العام لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، مظلوم عبدي، دعا الإدارة الأميركية الجديدة لتبني استراتيجية جديدة من أجل تفعيل دور الولايات المتحدة ووضع نهاية لـ "المحرقة السورية"، آملا في أن يصحح الرئيس الأميركي، جو بايدن، أخطاء إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب.
الكلمات المفتاحية