عثرت قوى الأمن اللبناني على الناشط والكاتب السياسي اللبناني، لقمان سليم، مقتولاً في سيارته بمنطقة النبطية جنوبي لبنان، بعدما أعلنت شقيقته عن اختفائه أثناء عودته إلى بيروت، أمس الأربعاء، وذلك بعد تهديدات كان يتعرّض لها على مدار عام كامل.
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية، اليوم الخميس، أنه تم العثور على لقمان سليم مقتولاً داخل سيارته بين بلدتي تفاحتا والعدوسية.
ونقلت جثة سليم إلى مستشفى صيدا الحكومي بعدما أنهى الطبيب الشرعي الكشف عنها، وتبيّن أنها مصابة بخمس طلقات نارية، أربع في الرأس وواحدة في الظهر، دون ذكر مزيد من التفاصيل، وفق الوكالة.
وكانت رشا الأمير، شقيقة سليم، أعلنت على وسائل التواصل الاجتماعي عن اختفاء شقيقها لقمان منذ أمس الأربعاء، قائلة إنه "غادر الجنوب عائداً إلى بيروت ولم يعد بعد، ولا أثر له في المستشفيات، داعية من يعرف عنه شيئاً التواصل معها".
وقالت الأمير لموقع "الحرة"، إنّ لقمان تعرّض سابقاً لتهديدات متنوعة، وفي منزله، واتهمت من هددوه سابقاً باغتياله، مضيفة أن قتل شقيقها دمر العديد من المشاريع الثقافية والفنية التي كان يعمل بها قائلة: "هذه هي بصمتهم.. أن يرحل الجميع ولا يبقى سوى القتلة".
وأشارت الأمير إلى أنّها لا تثق بقدرة القضاء اللبناني، واشتكت من تكاسل الأمن في الاستجابة لشكوى غياب شقيقها وتقاعسه عن حمايته رغم تعرضه لتهديدات على مدار عام.
وطالب منسق الأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيش، في تغريدة على "تويتر" بتحقيق سريع وشفاف بمقتل الناشط لقمان سليم، مشدداً على أنه يجب ألا يسير التحقيق على نسق تحقيق انفجار "مرفأ بيروت".
فيما كلّف مدعي عام الجنوب القاضي رهيف رمضان، شعبة المعلومات بإجراء مسح كامل للكاميرات لمعرفة المسار الذي سلكته سيارة لقمان سليم قبل اغتياله وبتفريغ معلومات هاتفه المحمول وتحليلها، وفق موقع "لبنان 24".
نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش، قال لتلفزيون "ام تي في": "أتهم حزب الله باغتيال لقمان سليم وهذه المنظومة المسؤول عنها هو الحرس الثوري وهذه رسالة للشيعة كي لا يفكّر أحد منهم بالذهاب الى المعارضة"، على حد تعبيره.
اقرأ أيضاً: "حزب الله": لن ننسحب من سوريا وهذا سبب القصف الإسرائيلي

وهزّ مقتل سليم، لبنان ورأى البعض أنّ في اغتياله عودة إلى زمن الاغتيالات التي عانت منها البلاد في الماضي، ولا سيما اغتيال أصحاب الرأي، مستذكرين اغتيال المصور جوزف بجاني من قبل مسلحين مجهولين أمام منزله بعد صعوده إلى سيارته في بلدة كحالة شهر كانون الأول العام الفائت.
وكان سليم معروفاً بمعارضته الشديدة لـ"حزب الله"، وربطت شقيقته اختفاءه بمواقفه السياسية، قبل الإعلان عن وفاته.
ندين الإغتيال الوحشي للمفكر والناشط #لقمان_سليم و نقدم العزاء لعائلته.
— دارين العبدالله (@Darin_ALabdalla) February 4, 2021
لقمان المؤمن بالديمقراطية،كان منتقداً ومعارضاً صلباً لـ #حزب_كلشي_الاالله ونشط بقوة في مجال احياء ذكرى المفقودين في #لبنان و #سوريا
إن هذه الجريمة ليست إلا استمرار وتدعيم واضح لنظام مجرم قاتل . pic.twitter.com/KTyXyWgQwA
ويدير سليم مركز "أمم" للأبحاث في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب في بيروت، وأنتج عدة بحوث سلطت الضوء على ملف المفقودين في الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990).
وسبق أن تحدث سليم عن تعرضه سابقاً لتهديدات، وحمّل في بيان نشره أواخر عام 2019 حسن نصر الله، الأمين العام لـ"حزب الله"، ونبيه بري رئيس مجلس النواب، المسؤولية التامة عن التهديدات التي يتعرض هو وعائلته، يتّهم "حزب الله" سليم بأنه مقرّب من الولايات المتحدة ويعمل لصالحها في لبنان، وفق وكالة "فرانس برس".
وتم الاعتداء على منزل سليم في كانون الأول عام 2019 في حارة حريك، وتزامن مع اعتداء مماثل نفّذه مؤيدون لـ"حزب الله" وحركة "أمل" على خيمة ناشطين معارضين للحزب في بيروت.
سليم من مواليد الضاحية الجنوبية في بيروت عام 1962، حاصل على شهادة الفلسفة من جامعة السوربون في فرنسا، أسس عام 1990 دار الجديد للنشر، المهتمة بنشر الأدب العربي، وشارك في 2004 بتأسيس "أمم للأبحاث والتوثيق"، في مركز حارة حريك، وهي تعنى بجمع شتات ذاكرة الحرب اللبنانية، وإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان.
وأخرج سليم مع زوجته الألمانية مونيكا بورغمان فيلمين وثائقيين أحدهما يوثق مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا خلال الحرب الأهلية في لبنان، والآخر حول سجن تدمر في سوريا، حيث تعرّض سجناء لبنانيون للتعذيب.
الكلمات المفتاحية