لقاح كورونا في أجساد اللاجئين السوريين قبل أن يصل بلادهم

لقاح كورونا في أجساد اللاجئين السوريين قبل أن يصل بلادهم
صحة | 28 يناير 2021 | مالك الحافظ

قد يكون السوريون اللاجئون في دول الجوار أفضل حالا من أقرانهم بالداخل السوري إذا ما تعلق الأمر بتلقي التطعيم ضد فيروس "كورونا"، لا سيما و أن دول الجوار باتت تصلها شحنات من لقاح كورونا وتضع في خطتها تلقيح اللاجئين، بينما تنتظر سوريا نصيبها "المجاني" منه بعد عدة أشهر من الآن. 


لا يختلف واقع مناطق شمال سوريا عن جنوبها، فحال مناطق سيطرة المعارضة كما مناطق حكومة دمشق و المتمثل في انتظار تلقي دفعة "مجانية" عبر "التحالف الدولي لدعم اللقاحات والتطعيم" المعروف اختصاراً بـ (غافي)، حيث سيرسل ما مجموعه الـ 20 بالمئة لجميع المناطق السورية بما فيه مناطق الشمال الغربي من سوريا، وكذلك مناطق سيطرة النظام والشمال الشرقي. 

موعد وصول نسبة قليلة من اللقاح بالمقارنة مع عدد السوريين في الداخل، لن يكون إلا بعد شهر نيسان المقبل وفق ما أفاد به الطبيب محمد السالم من "وحدة تنسيق الدعم" مطلع الشهر الحالي، وذلك في وقت بدأت فيه دول الجوار السوري تُطعّم مواطنيها والمقيمين على أراضيها (بينهم اللاجئين السوريين).  

نقيب أطباء سوريا، كمال عامر، قال في تصريحات صحفية بدمشق الأسبوع الفائت أن حكومته وضعت خطة لاستجرار مليوني جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس، لافتا إلى أن الفريق الحكومي وضع خطة للبدء بعملية إعطاء اللقاح خلال نيسان المقبل، ما يتوافق مع حديث السالم.

نقيب الأطباء قال في تصريحه أن اللقاحات سيكون مصدرها الصين وروسيا (حلفاء النظام السوري)، بينما لم يكشف عن حقيقة مصدر اللقاح المجاني الذي سيرد في الفترة ذاتها ولن يكفي إلا حوالي ربع السوريين في مختلف مناطق السيطرة من البلاد.

دول الجوار وضع مختلف 

في الأردن أثنت مفوضية شؤون اللاجئين على البلد الذي يستضيف قرابة 700 ألف لاجئ سوري وفق أرقام الأمم المتحدة، وقالت منتصف الشهر الجاري أن الأردن تمنح اللقاح للاجئين السوريين أسوة بالمواطنين الأردنيين، وذلك ضمن حملة رسمية لمكافحة فيروس "كورونا المستجد".

وبحسب الخطة الوطنية الأردنية فإن الحكومة قد أنشأت 29 مركزا في أنحاء المملكة، لتلقيح 5 آلاف شخص يوميا. ويقطن في مخيم الزعتري، أكبر مخيم للاجئين السوريين في المملكة، 77163 لاجئاً، وفي مخيم الأزرق 41057 لاجئاً، ويعيش باقي السوريين موزعين في المحافظات وبشكل رئيسي في العاصمة عمّان و محافظة إربد.

و في الـ 18 من الشهر الجاري أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين بأنه قد "تم حتى الآن تلقيح نحو 100 لاجئ (سوري)، وأن العملية ستستمر في الأيام القادمة وبشكل يومي وعلى دفعات"، وتابعت أن "4 باصات صغيرة قدمت من مخيم الزعتري إلى مركز صحي في محافظة المفرق شمالي عمّان لتلقي اللقاح بعملية أشرف عليها موظفو المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة".

وبحسب أرقام المفوضية فقد تم تسجيل 1992 إصابة بالفيروس -حتى الآن- في صفوف اللاجئين السوريين بالأردن.
قد يهمك: لاجئون يختارون العودة إلى سوريا هربًا من تداعيات "كورونا"


ولا يختلف الحال كثيراً عن الأردن في كل من تركيا ولبنان، ففي تركيا بدأت في الـ 14 من الشهر الجاري حملة وطنية لتطعيم مواطنيها والمقيمين على أراضيها، حيث تُلقّح الحكومة التركية كل الأجانب المقيمين بشكل شرعي، من بينهم السوريين الحاصلين على الحماية المؤقتة أو الإقامة السياحية. 

وبحسب قوائم أولويات التطعيم باللقاح فقد تم البدء بالعاملين في القطاع الصحي، فيما بدء تطعيم المسنين (فوق 80 عام) منذ الـ 25 من الشهر الجاري. 

و أما في لبنان، قال رئيس لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية في مجلس النواب، عاصم عراجي، خلال تصريحات صحفية، نهاية الأسبوع الفائت، أن جميع الجنسيات في لبنان وضعت ضمن خطة التلقيح، مبيناً أن اللاجئين السوريين سيتم تلقيحهم أسوة بباقي الجنسيات من أجل السيطرة على الوباء. 

وأوضح النائب اللبناني أن الدفعة الأولى من اللقاحات ستصل في الأسبوع الأول من شهر شباط المقبل، ما يعني أن لبنان تأخرت عن كل من الأردن وتركيا في عملية التطعيم، و يبدو أن سبب التأخير يعود لوجود مشاكل مالية. في حين يجب على السوريين المقيمين على أراضي بلدهم الانتظار لبعد حوالي 3 شهور من الآن من أجل أن يتلقى البعض القليل منهم لقاح "كورونا".

و كانت مفوضية شؤون اللاجئين قالت في تقرير لها بعنوان "تأمين اللقاح للاجئين وسيلة لمكافحة الوباء" إنها تعمل على إدراج 80 مليونا من ضحايا التهجير القسري في أكثر من 100 بلد حول العالم، من بينهم 29.6 مليون لاجئ، ضمن خطة لتلقي اللقاح والعلاج".

ووفق المفوضية فإنه لن يحصل أي إنجاز عالمي في مواجهة جائحة "كورونا" ما لم يتم تلقيح ما يقارب 70 في المئة من سكان العالم من أجل اكتساب المناعة اللازمة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق