بعد أن أًغلقت جميع السبل في وجهه، لجأ أبو صالح وزوجته وأولادهم الثلاثة إلى مسجد صغير في منطقة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي، كمسكن مؤقت لهم منتظرا وعائلته فرج قريب يضمن لهم العودة إلى خيمتهم القماشية.
" حتى الخيمة البالية التي كانت تأوينا ضمن مخيم عشوائي تهدمت بفعل العواصف المطرية التي ضربت المنطقة خلال الأيام الماضية، وكأن الطبيعة تقول لنا لا أهمية لوجودكم في هذه الحياة لا مشكلة أن تموتوا بردا إن لم تموتوا بالقصف وشتى أنواع الأسلحة". يقول أبو صالح في حديثه لـ "روزنة".
ويضيف الرجل الخمسيني أن خروجهم من المخيم الذي تداعت جميع أركانه كان صعبا رغم سوء الأوضاع المعيشية اليومي في المخيم، حيث لا مياه نظيفة ولا غذاء كاف، إلا أن السقف الذي كان يأويهم جعل أبوصالح يعتبر المخيم "جنّة" بالنسبة لهم.
تكاد الاستجابة معدومة من أجل إصلاح الأضرار التي لحقت بالمخيمات التي تجاوز عددها 228، فضلا عن 341 خيمة مع كتلة اسمنتية تهدمت كلياً، فيما طالت الأضرار الجزئية بحدود الـ 3 آلاف خيمة، وفق ما أفاد به محمد حلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" لـ "روزنة".
أوضاع إنسانية مزرية واجهت النازحين في مخيمات الشمال إثر انخفاض كبير في درجات الحرارة وتساقط الثلوج في عدة مناطق مختلفة في ريفي إدلب وحلب بعد هطولات مطرية غزيرة دفعت سكان المخيمات المتضررة للهرب من خيمها قبل تداعيها، في وقت أصبحت المنظمات الإنسانية عاجزة تماما عن تقديم الدعم الإنساني اللازم للنازحين.
قد يهمك: قوات النظام مستمرة في انتهاك وقف إطلاق النار بإدلب

دفعت أوضاع الطقس السيئة في المخيمات إلى تصنيف النازحين هناك إلى 4 أقسام، قسم "قليل" منهم لجأ إلى مراكز إيواء مؤقتة، وقسم ثاني لجأ إلى تقاسم خيمة مع عائلة أخرى في مخيمات مجاورة تضررت بشكل محدود، وقسم ثالث لجأ إلى مساجد المنطقة، بينما اندفع القسم الرابع إلى ترميم محدود لخيامهم المتضررة.
و ابتداء من مخيمات خربة الجوز غربي ادلب وصولا إلى المخيمات الحدودية باتجاه ريف حلب الشمالي توزعت الأضرار الناجمة عن الهطولات المطرية الكثيفة في الأيام الفائتة، إضافة إلى محيط مدينة إدلب ومعرة مصرين وكللي و حربنوش و كفريحمول وحزانو و زردنا.
من جانبه كان بيّن "الدفاع المدني السوري" إن نسبة الأضرار التي أصابت المخيمات اختلفت بحسب ارتفاع منسوب المياه، مشيرا إلى أن أغلب المخيمات المتضررة عشوائية، حيث تفتقر للبنية التحتية والمكان المناسب لتحمي قاطنيها من غزارة الهطولات المطرية.
وشهد الشمال السوري هطولات مطرية غزيرة خلال الأيام الماضية، كما بدأ أمس هطول الثلج في عدة مناطق، ما تسبب بأضرار لحقت بمواقع النازحين داخليًا، وتضررت خيام وقُطعت طرق مؤدية إلى المخيمات.
وكانت الأمم المتحدة تحدثت عن وجود فجوة في تمويل المواد الأساسية بمنطقة شمال غربي سوريا تبلغ 32 مليون دولار، تزامنا مع عواصف مطرية تشهدها المنطقة، أدت إلى تضرر المخيمات، وخلّفت أوضاعا إنسانية صعبة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الفائت، إن التقييم الأولي للأضرار كشف تضرر أكثر من 1700 أسرة في شمال غربي سوريا نتيجة الفيضانات، ودمار أكثر من 200 خيمة، كما تعرضت أكثر من 1400 خيمة لأضرار.
الكلمات المفتاحية