تشي التطورات الحاصلة داخل صفوف "أحرار الشام" عقب تعيينات أجراها مؤخرا القائد الجديد للحركة، أن انهيارا قريبا لـ "أحرار الشام" سينهي وجودها دون أي قدرة على عودة التنظيم للحياة مجددا.
التغييرات التي قام بها قائد الحركة، عامر الشيخ، شملت تعيين قائدا عسكريا عاما للحركة، وهو أبو صهيب (مقرب من حسن صوفان قائد التمرد الحاصل في تشرين أول الماضي) وكان يشغل سابقا منصب نائب قائد الجناح العسكري لـ صوفان، كذلك تم تعيين أبو إسلام معسكرات قائدا للأركان، وهو المقرب من صوفان الذي ساعده بالعودة للحركة بعد ابتعاد دام لأربع سنوات.
ورغم التوقعات التي صاحبت وصول الشيخ إلى قيادة الحركة، والتي تفاءلت بطي صفحة التمرد والخلافات التي طال أمدها داخل جسم الحركة، كان آخرها محاولة الانقلاب التي قادها الجناح العسكري (كان يتزعمه أبو المنذر والقائد السابق حسن صوفان) ضد جابر علي باشا بدعم من هيئة "تحرير الشام"، إلا أن التعيينات وما أعقبها من موجة انشقاق يُتوقع أن تتوسع وفق مصادر "روزنة" في إدلب، ما يعني تفككا حادا لجسم الحركة الأمر الذي سيؤدي إلى اندثار وجودها، بحسب المصادر.
ولفتت المصادر إلى أن تفكك الحركة كان أمرا متوقعا وتريده قيادة "هيئة تحرير الشام" سعيا من الأخيرة إلى صبغ المنطقة وشكل النفوذ فيها بلون واحد يتبع فقط للهيئة.
في المقابل تبدو الأمور أنها متجهة للتصعيد خلال الفترة المقبلة بين "تحرير الشام" و "الجبهة الشامية" (تعمل ضمن إطار الجيش الوطني المعارض في الفيلق الثالث)، وذلك بعدما انضمت الكتلة "الأولى" المنشقة وقوامها 400 مقاتل إلى "الجبهة الشامية"، فيما يرجح أن تلحقها دفعة أخرى، و هو الذي قد يؤدي لصدام قريب بين "الجبهة" (الفصيل الذي ينسق مع المنشقين عن الأحرار) و بين "تحرير الشام" (الفصيل الذي كان يسعى لضم الأحرار تحت جناحه أو تفكيكه).
اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب جددت واشنطن بحثها عن مكان الجولاني

ووفق تقارير إعلامية فإن كتلة حمص تحت قيادة أبو فيصل الأنصاري قائد قوات المغاوير، انشقت نهاية الأسبوع الماضي رفضا للتعيينات التي أجراها الشيخ واعتبرت أنها تصب في مصلحة القيادي المتمرد حسن صوفان، وهو المقرب من أبو محمد الجولاني متزعم "تحرير الشام".
من جانبه، قال الباحث في شؤون الحركات الجهادية، عباس شريفة، أن التعيينات العسكرية الأخيرة كان من شأنها أن تزيد من الشرخ ضمن صفوف الحركة من خلال الاعتماد على أحد الأقطاب المختلفة في التعيينات، وربما تنتهي بحالات من الانشقاق كما يحصل الآن.
و أضاف لـ "روزنة" أن حركة الانشقاقات سيكون لها ارتدادات سلبية على الحركة؛ ربما يؤدي إلى تفككها تماما، وينقض مبدأ تماسكها التي كانت أساس الدفع نحو مبادرة الصلح التي أوصلت الشيخ لقيادة الحركة.
وكان عامر الشيخ استلم قيادة الحركة خلفاً لجابر علي باشا بموجب اتفاق توصل إليه طرفا الحركة القيادة والجناح العسكري، وقضى بتوليه القيادة العامة إلى جانب الإشراف على تشكيل مجلس قيادة جديدة بالكلية.
يذكر أن حسن صوفان، نصب نفسه في تشرين الأول الماضي، قائدا عاما لـ "حركة أحرار الشام" بشكل منفرد، الأمر الذي أدانه القائد السابق للحركة جابر علي باشا، مشيرا آنذاك رفضه حالات التمرد والانقلاب التي يقودها صوفان بالتعاون مع بعض الشخصيات داخل "أحرار الشام" وخارجها، في إشارة منه إلى تأثير الجولاني ونفوذه داخل الحركة.
الكلمات المفتاحية