التوتر مستمر في الحسكة رغم توقف الاشتباكات بين النظام والأكراد

عناصر من "قسد" - الصورة من الأرشيف
عناصر من "قسد" - الصورة من الأرشيف

سياسي | 25 يناير 2021 | مالك الحافظ

ما يزال التوتر سيد الموقف في مدينتي القامشلي و الحسكة (شمال شرق سوريا) رغم الوساطة الروسية بين قوات "الأسايش" الكردية (الأمن الداخلي في الإدارة الذاتية) و "الدفاع الوطني" (قوات محلية رديفة لقوات النظام السوري).


هذا وتواصل قوات "الأسايش" حصارها للأحياء التي يسيطر عليها النظام داخل منطقة المربع الأمني في المدينتين، وفق ما أفادت به مصادر كردية من القامشلي لـ "روزنة"، مشيرة إلى أن الوساطة الروسية لم تنجح سوى بوقف الاشتباكات التي اندلعت في القامشلي مساء يوم السبت الماضي.

و قُتل عنصر من "الدفاع الوطني" وأصيب 6 آخرين، فيما أصيب عنصر من "الأسايش" بسبب الاشتباكات التي شهدتها عدة مناطق في أحياء حلكو والبشرية والتربوية بمدينة القامشلي، في الوقت الذي شهدت فيه المناطق القريبة من نقاط التوتر نزوحاً من قبل المدنيين إلى مناطق أخرى أكثر أمناً. 

و تشترط "الأسايش" من أجل فك حصارها عن المربعات الأمنية في كل من القامشلي والحسكة، أن يتعهد الروس والنظام السوري بوقف أي حصار يفرضه الجانبين على مناطق ما تسميه "الإدارة الذاتية" بمقاطعة "الشهباء" والتي تضم مناطق سيطرت عليها القوات الكردية "قسد" منذ أكثر من 3 سنوات في ريف حلب الشمالي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة السورية التي تدعهما أنقرة. 

وتحوي مقاطعة "الشهباء" بلدات تل رفعت ومنغ وحوالي 35 بلدة وقرية في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى أن المنطقة أقيم فيها  منذ سيطرة "قسد" على المنقطة مخيمات لـ مُهجّري منطقة عفرين.

وتفيد المصادر بأن كل من الروس والنظام يسعون لزيادة الضغط على "قسد" من أجل الانسحاب الكامل من مدينة عين عيسى ومحيطها (شمال محافظة الرقة)، مشيرة إلى أن الضغوط لم تعد تقتصر فقط على التصعيد والمناوشات في مدينة القامشلي وتوتير الأجواء في المدن الرئيسية بالمحافظة، و إنما ازداد بتشديد الحصار أكثر على "الشهباء" بمنع دخول المواد الغذائية الأساسية والمحروقات، فضلا عن صعوبة خروج المواطنين من المقاطعة نحو مدينة حلب أو مناطق شرق الفرات. 
قد يهمك: التصعيد العسكري في عين عيسى يوتّر الأوضاع بالقامشلي 


وتجددت الاشتباكات بين "الأسايش" و "الدفاع الوطني" يوم السبت، إثر هجوم من عناصر "الدفاع الوطني" على حاجز لـ"الأسايش" في حي حلكو، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين لإنهاء التوتر في المدينة. 

من جانبها قالت قوات "الأسايش" التابعة لـ "الإدارة الذاتية" الكردية في بيان لها مساء يوم السبت، إن القوات الروسية في القامشلي عملت بالتنسيق مع مكتب العلاقات التابع لـ"قسد" (الذراع العسكري للإدارة) من أجل تهدئة الوضع في المدينة، مضيفة أنها حصلت على تعهد من القوات الروسية بعدم تكرار هجوم قوات "الدفاع الوطني".

ويذكر أن مفاوضات تجري بين النظام و"قسد" برعاية روسية، بهدف الوصول إلى اتفاق ينهي النزاع بين الطرفين في القامشلي، قبل أن يمتد إلى مناطق أخرى في ريف الحسكة وريف حلب ومدينة حلب (الأحياء ذات الغالبية الكردية).

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق