مصير الهيئة العليا للمفاوضات في حلبة صراعات المعارضة

اجتماع وفد المعارضة مع وزير الخارجية الروسي
اجتماع وفد المعارضة مع وزير الخارجية الروسي

سياسي | 22 يناير 2021 | مالك الحافظ

بالتزامن مع قرب انعقاد الجولة الخامسة للجنة الدستورية (أواخر الشهر الجاري) تعصف موجة جديدة من الخلافات داخل "هيئة التفاوض" السورية، والتي يقول عنها مصدر معارض من الهيئة إنها موجة أخيرة ستنهي الاستعصاء الحاصل داخل جسم الهيئة المعارضة بتشكيل جسم جديد. 


المصدر المعارض قال لـ "روزنة" إن حجم الخلاف بين مكونات الهيئة (منصة موسكو، منصة القاهرة، هيئة التنسيق، كتلة المستقلين الجديدة) و"تكتل الائتلاف" أكبر مما تم تسريبه مؤخراً، مشيراً إلى أن استمرار عقد الائتلاف لاجتماعات "هيئة التفاوض" بشكل غير شرعي، و فصل غير قانوني لأعضاء من "هيئة التفاوض" و "اللجنة الدستورية"  تجاوزات "بات الصبر على حلها أمر غير ممكن". 

عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الأربعاء، انتشرت صور لقرار داخلي صادر عن وزارة الخارجية السعودية، يقضي بتعليق عمل موظفي الهيئة بالسعودية نهاية الشهر الجاري، ما يعني إيقاف الدعم السعودي للهيئة حتى يتم إنهاء الخلافات - التي لا يبدو أنها ستنتهي ضمن القوام الحالي للهيئة - وفق تعبير المصدر المعارض. 

وأوضح المصدر أن القرار السعودي هو شأن خاص بوزارة الخارجية السعودية ولا علاقة له بالتجاذبات الحاصلة منذ أواخر العام الفائت؛ في إشارة إلى أزمة رئيس الهيئة والتمديد لنصر الحريري و من ثم استلام أنس العبدة بديلاً عنه.

كما لفت بأن الهيئة لا يمكن أن تجتمع مجدداً ضمن شكل "تقاسم النفوذ" الحالي، مؤكداً بأن جناح التنسيق-موسكو-القاهرة- والمستقلين، سيطلب عقد مؤتمر جديد للمعارضة على غرار الرياض 1 والرياض 2، لكن هذه المرة قد يعقد في القاهرة؛ من أجل التوافق لتشكيل جسم سياسي معارض "واسع الطيف" يكون هيئة تفاوضية جديدة بمكونات سياسية أكثر.

اقرأ أيضاً: بيدرسن: الهدوء "الهش" في سوريا قد ينهار بأي لحظة



وطُلب من المبعوث الأممي غير بيدرسن التدخل السريع لحل الإشكاليات "المتأزمة" داخل الهيئة والحفاظ على اللجنة الدستورية.

في سياق مواز قال المصدر ذاته، إن ممثلي الجناح المعارض لجناح الائتلاف، سيحضرون في اجتماعات اللجنة الدستورية كممثلين عن مكوناتهم بشكل مستقل عن هيئة التفاوض الحالية، وتابع "منصة موسكو لم تستطع الحضور حتى الآن بسبب فصل ممثلها مهند دليقان، بينما سيتغيب جمال سليمان كممثل عن منصة القاهرة رافضاً الحضور في الأجواء الحالية، وسيحضر ممثلو هيئة التنسيق لكن دون أن يكونوا تحت لواء هيئة التفاوض". 

وخلال الفترة الماضية ساد جو من الجدل بين مكونات "هيئة التفاوض"، كان آخرها قضية استبدال "منصة القاهرة" ممثلها في الهيئة واللجنة الدستورية، حيث طالب الجناح المعارض على "الائتلاف" خلال الأسبوع الفائت المبعوث الدولي بيدرسون، برفض أي عملية استبدال لأي من الأعضاء، قبل حصول التوافق بين مكونات الهيئة.

واتهمت المنصات الثلاث خلال رسالة وجهت للمبعوث الأممي غير بيدرسون، أطرافاً في الهيئة العليا بالتعطيل، وعقد اجتماعات دون حضور "هيئة التنسيق" و"منصة موسكو" و"منصة القاهرة" خلافا للقرار الأممي 2254"، مطالبين بيدرسون بالتدخل للحفاظ على وحدة "اللجنة الدستورية" واستمرارها.

كما وأشارت الرسالة إلى قضية إنهاء عضوية قاسم الخطيب وتعيين نضال محمود الحسن بدلاً منه في كل وهيئة التفاوض السورية وتليد صائب في اللجنة الدستورية، بشكل غير قانوني وفق تعبيرها، والذي تم باجتماع هيئة التفاوض لم تحضره المنصات الثلاث.

تأتي هذه الخلافات في ظل المصالحة الخليجية الخليجية، وموعد الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف التي لم تحرز أي تقدم سابق، وتحضيرات الأسد لإعادة انتخابه مجدداً في شهر نيسان القادم. كما من المتوقع أن تنعكس هذه الخلافات على نتائج الجولة الجديدة لأعمال اللجنة الدستورية، خصوصاً أن الجولات الأربع السابقة لم تحرز أي تقدم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق