في الوقت الذي ما تزال فيه محافظة الحسكة تشهد توترا أمنيا بين قوات النظام السوري، و قوات الأسايش (قوى الأمن الداخلي في مناطق الإدارة الذاتية الكردية)، أرسلت القوات الروسية أكثر من 300 عنصر من الشرطة العسكرية إلى مطار القامشلي يوم أمس الأحد.
و لا يزال التوتر الأمني الذي تشهده المحافظة منذ مطلع الشهر الجاري، على خلفية اعتقالات متبادلة بين الطرفين، يسجل تصعيدا مستمرا، حيث قامت العناصر الكردية يوم الأحد، في محافظة الحسكة، بإغلاق جميع الحواجز والنقاط التي تربطها مع أحياء وسط مدينة الحسكة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، ومنعوا وصول السيارات التي تحمل المواد الغذائية والتموينية والدوائية إلى الأحياء المحاصرة.
وكالة "تاس" الروسية، نقلت اليوم الاثنين، عن قائد وحدة الشرطة العسكرية، جورجي روداكوف، أن العناصر العسكرية التي وصلت ستعزز نقاط المراقبة الروسية في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
و اعتبر أن من مهام كتيبة الشرطة العسكرية تعزيز القوات الروسية من أجل تسيير دوريات على طول الحدود السورية- التركية، وتعزيز نقاط القوة المشتركة ونقاط المراقبة، والمشاركة في دوريات روسية- تركية مشتركة، ومرافقة أرتال السيارات المدنية.
من جانبه قال مصدر مقرب من "قسد" لـ "روزنة"، اليوم الاثنين، أن وصول التعزيزات الروسية في مثل هذا التوقيت تتلاقى مع الإيعازات التي قالها مبعوث روسي لوفد من "قسد" منتصف الأسبوع الفائت، وهو الذي طلب من العناصر الكردية التخفيف من الاحتقان وعدم التصعيد مع قوات النظام السوري في محيط المربع الأمني بالقامشلي.
قد يهمك: التصعيد العسكري في عين عيسى يوتّر الأوضاع بالقامشلي

واستبعد المصدر أن يكون وصول القوات من أجل منطقة عين عيسى، لافتا إلى أن الروس يريدون الضغط أكثر على القوات الكردية من أجل عدة ملفات، حيث أشار إلى أن التصعيد الحاصل في القامشلي يعود أسبابه إلى رغبة كل من النظام والروس في الضغط على "قسد" للانسحاب الكامل من مدينة عيسى ومحيطها.
وكان مصدر في "الإدارة الذاتية" قال لـ "روزنة" خلال حديث سابق مطلع الشهر الحالي أن "توتير الأجواء (في القامشلي) هدفه دفع قسد للموافقة على الشروط الروسية في عين عيسى، حيث ترفض قسد الانسحاب الكامل من المدينة وتسليمها للروس والنظام بحجة التصعيد العسكري التركي عليها، فكانت رؤية قسد واضحة منذ البداية أن يدخل كل من النظام وروسيا إليها ولكن دون أي انسحاب للقوات العسكرية الكردية".
وساد التوتر بين الجانبين بعد ضغوط مارسها كل من النظام والقوات الروسية على الوحدات الكردية لتسليم بلدة عين عيسى شمالي الرقة لقوات النظام. فيما تتجدد حالة التوتر بين الطرفين بسبب تداخل السيطرة العسكرية في أكثر من منطقة بالحسكة حيث تتدخل روسيا للفض بينهما بشكل مستمر.
وفي الـ 10 من الشهر الحالي تداولت مواقع إخبارية محلية وناشطون، أنباء تفيد باعتقال "الأسايش" 3 ضباط برتبة عميد من قوات النظام مع 18 عنصراً على حاجز دوار الصباغ بمدخل مدينة الحسكة. كما حاصرت القوات الكردية المربع الأمني الذي يتواجد فيه النظام في القامشلي وقطعت كل الطرق المؤدية إليه.
الكلمات المفتاحية