بعدما أشارت تقارير إعلامية إلى مقتل العشرات من عناصر في صفوف الفصائل الإيرانية والقوات الموالية لها جراء قصف إسرائيلي مكثّف استهدف مناطق في دير الزور الأربعاء الماضي، نفى "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري"الإيراني، ولواء "فاطميون" مقتل أي عناصر في صفوفهما جراء القصف.
وقال قيادي في "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف عدداً من المناطق في دير الزور الأربعاء الماضي، لم يوقع أي قتلى.
وذكرت وكالة أنباء "فارس"، أمس الخميس، نقلاَ عن أحمد كريم خاني، المساعد السياسي لقائد "فيلق القدس" ، قوله إنّ "الهجوم لم يسفر عن أي ضحية"، وإن المعلومات التي أعلنها المرصد السوري عن مقتل 57 جندياً ومقاتلاً "للمقاومة" فجر الأربعاء جراء القصف الإسرائيلي هي أكاذيب ودعاية إعلامية.
وأردف خاني أن "خوف الصهاينة من انتقام إيران أجبرهم على القيام بهجمات عمياء"، وأن إسرائيل تدرك جيداً أن استهداف مواقع "المقاومة" في سوريا سيُقابل بالتأكيد برد فعل قوي.
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قال منذ يومين، إن القصف الذي استهدف مخازن أسلحة ومواقع عسكرية ومقرات عند أطراف مدينة دير الزور وباديتي البوكمال والميادين، أدى إلى مقتل 9 عناصر من قوات النظام السوري، و31 عنصراً في صفوف فصائل موالية لإيران، وفي وقت لاحق قال إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 57، لافتاً إلى أنّ هذا الاستهداف الإسرائيلي هو الأكثر كثافة من نوعه.
وأوضح المرصد أنّ "الحرس الثوري" الإيراني، و"حزب الله" اللبناني وقوات "فاطميون" الأفغانية، تتمركز في تلك المواقع التي تتخذها مركزاً للتدريب وإعداد المقاتلين.
اقرأ أيضاً: قصف إسرائيلي مكثّف يستهدف مواقع إيرانية في دير الزور

فيما لم يصدر عن النظام السوري أي إعلان عن الخسائر التي تكبدها نتيجة القصف، بعدما ذكرت وكالة "سانا" أنه يتم تدقيق نتائج القصف الذي استهدف مناطق في دير الزور والبوكمال شرقي سوريا.
كما نفى لواء "فاطميون" الأفغاني، ما نشرته وسائل إعلام حول مقتل عدد من المقاتلين الأفغان جراء القصف الإسرائيلي.
ونقلت وكالة "تسنيم"، أمس الخميس، عن قائد لواء "فاطميون" قوله إن "المقاتلات الصهيونية استهدفت في غاراتها الجوية الأخيرة مواقع للجيش السوري الواقعة على الطريق بين دير الزور والبوكمال ، مما أدى إلى استشهاد عدد من ضباط الجيش السوري".
وأكد أنه لم يقتل أي عنصر أفغاني خلال الغارات الإسرائيلية.
ما أسباب القصف الإسرائيلي؟
وعن سبب القصف الإسرائيلي المكثف الأخيرة، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن السبب يعود إلى قلق تل أبيب حول تطورت الوضع في العراق.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مصادر عسكرية، أن القصف جاء بسبب تموضع إيران عند الحدود السورية - العراقية، وتصعيد التوترات الإقليمية قبل وصول إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، إلى الحكم.
قد يهمك: رسالة إسرائيلية جديدة للنظام السوري حول إيران

قصف مكثف خلال أقل من شهر
وفي السادس من شهر كانون الثاني الجاري استهدف جيش الاحتلال بالصواريخ بعض الأهداف جنوبي سوريا، وذكرت وكالة "سانا"، أنّ طائرات إسرائيلية استهدفت، عبر رشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان المحتل بعض الأهداف في المنطقة الجنوبية، (دون تحديد المنطقة) تصدت لها وسائط الدفاع الجوي وأسقطت معظم الصواريخ.
ونقلت وكالة "رويترز"، آنذاك، عن منشقَين من قوات النظام قولهما، إن القصف استهدف منطقة الكسوة، وقواعد عسكرية يستخدمها "حزب الله" اللبناني.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، منذ أيام إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بعثت برسائل إلى النظام السوري، تهدف من خلالها إلى تنبيه دمشق بضرورة تقليص استخدام الدفاعات الجوية في حماية "قواعد إيران، وحزب الله العسكرية في الأراضي السورية".
وذكرت الصحيفة في مادة تحليلية اطلعت عليها "روزنة" أن وتيرة القصف الإسرائيلي على سوريا ارتفعت مؤخراً، حيث تم استهداف منظومة الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري، ومواقع مشتركة لقوات النظام و "حزب الله" اللبناني في جنوب سوريا، إلى جانب القصف الاعتيادي له باستهداف مواقع إيرانية عديدة من بينها مصانع أسلحة ومخازن لـ"حزب الله".
وفي الـ 30 من شهر كانون الأول الفائت، استهدف الاحتلال الإسرائيلي مواقع تابعة لقوات النظام السوري في منطقة النبي هابيل بريف دمشق، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة آخرين من قوات النظام. كما استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي، في الـ 25 من الشهر الفائت، من الأجواء اللبنانية، منطقة مصياف بريف حماة الغربي.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قال في العاشر من كانون الأول الفائت، على حسابه في "تويتر"، نقلاً عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إنهم نفذوا خلال العام الفائت العديد من العمليات السرية، وأن "التموضع الإيراني في سوريا في حال تباطؤ واضح نتيجة استمرار نشاطات الجيش الإسرائيلي، إلا أن الطريق أمامنا ما زال قائماً لاستكمال الأهداف في هذه الجبهة".
الكلمات المفتاحية