انتهت بالأمس انتخابات الائتلاف الوطني المُعارض التي أفرزت فوز هادي البحرة برئاسة الائتلاف، وهو الأمر الذي شكّل عاصفةً من التصريحات الرافضة لذلك الانتخاب، المعارض كمال اللبواني أكد في تصريحات لـ "روزنة" على أنّه اعترض ومنذ تشكيل الائتلاف على التدخل الدولي وعلى اعتماد الوكلاء بدلاً من الأُصلاء، وعلى عدم اعتماد معايير في تشكيل هذا الائتلاف لا بالهيئة العامة ولا بغيرها، لم يتم اعتماد أيّة معايير.
بل اعتمدت الدّول التي شكّلت الائتلاف كما يقول اللبواني على أشخاص للسيطرة على الائتلاف وسرقة قرار الشعب السوري، وذلك بهدف مفاوضات جنيف: "الائتلاف شُكِّل للتفاوض مع النظام السوري، رغم إرادة الشعب السوري الذي قال باسقاط النظام".
وأضاف اللبواني: "حاولنا أن نلعب من داخل اللعبة، وأن نُفرمل هذا الاتجاه، ووضعنا في النص الأساسي للائتلاف عدم التفاوض مع هذا النظام، وكان هذا الشرط والعقد الأساسي للائتلاف".
اقرأ أيضاً: فراس طلاس يرد على كمال اللبواني.. كيف قمت باستفتاء الثوار؟!!
وتابع اللبواني: "ما حدث في الانتخابات قبل الماضية هو تقرير الائتلاف العمل بعكس الوثيقة الأساسية، وأن يذهب للمفاوضات، وهذه المخالفة تعني نهاية الائتلاف، وخيانته لمبدأه القائم على تمثيل قوى الثورة المُطالبة بإسقاط النظام، وبالتالي الائتلاف خان نفسه وتغيّر، تحوّل من ائتلاف لإسقاط النظام إلى هيئة تنسيق للحوار مع هذا النظام".
وأشار اللبواني إلى أنّ القرار الذي اتخذه الائتلاف؛ قراراً بادانة نفسه وبتغيير خطه السياسي، وبالتالي اتخذت القرار بالاستقالة من الائتلاف: "قلت حينها أنّ هذا الائتلاف لم يعد مؤتمن على قرار الثورة السورية بإسقاط النظام وطرد الإيراني، أصبح ائتلاف يُمثل قوى أخرى لا نعرفها، السبب الرئيسي لهذا التحويل هو أنّ الهيئة العامة هي هيئة وكلاء مأجورين يعملون بالرواتب، ومن يملك المال يملك القرار".
ويرى اللبواني أنّ الجربا ليس لديه حصّة في الائتلاف إلّا بماله: "إذا كان هناك 62 يمكن شرائهم، فإنّه يقوم بشرائهم، وهكذا.. القرار تابع للمال، وهذا لا يجوز ولا يليق بالشّعب السوري، ولا يليق بتضحيات نصف مليون إنسان، ليأتي أحدهم في النهاية ويحمل 100 ألف دولار ويشتري قرار هؤلاء الناس وقرار الشعب".
وأكّد اللبواني: "هذا ما قلته، وأصرُّ عليه، وأنا مسؤولٌ عنه، ومستعد أن أُحاكم أنا وهم أمام أي محكمة في العالم لنكشف الحقائق والوثائق، التي تُدينهم مالياً وأخلاقيّاً وسياسياً".
وشهدت مرحلة ما بعد الانتخابات تبادل التهم بين الرئيس الجديد للائتلاف وعدد من المُعارضين بسبب اتهام البحرة بتزوير الانتخابات وشراء الأصوات، حيث كان اسم السيد محمد الجربا هو الأكثر ترديداً، وهنا يقول اللبواني: "كنت بفريق الجربا وعملت مع فريق الصّباغ وأعرف كم يُدفع ولمن كُنّا ندفع، نحن من هذا المطبخ، وأرفض كل ما صرّح به السيد البحرة حول تزوير الانتخابات، كان الصوت يتراوح بين 3 إلى 4 آلاف دولار، ووصل في الانتخابات الماضية إلى 30 ألف دولار، وفي الانتخابات الحالية لم يُدفع كثيراً، كون الصّباغ والجربا اتفقوا وأنزلوا الأسعار، وأعطوا الحد الأدنى، الاثنين يُموّلون ويشترون الأصوات، وأتحدّاهم".
اقرأ أيضاً: اللبواني لـ "روزنة": مجلس عسكري-أمني بديلاً للأسد في حكم سوريا
وردّاً على تصريحات هادي البحرة بأنّ من يمتلك وثائق على تزوير الانتخابات أن يُبرزها، يقول اللبواني: "تمّ إعطاء النقود بظروف، وهم يقولون من أموالهم الخاصة، من أين نأتي بالوثيقة، نحن على استعداد أن نحلف يمين على القرآن فهل هم مُستعدون، أحلف بأنّ هادي البحرة يتموّل من الجربا ومن جهة أخرى داخل سوريا، قد تكون حمشو أو غيره، البحرة ليس أمين، ولم يُثبت أنّه ضد النظام، ولم يقول بإسقاط النظام، لا بخطابه الحالي ولا بخطابه السابق، هادي البحرة لم يقطع علاقته بالنظام، القضية سياسيّة أيضاً، ليس فقط إجرائيّة وأخلاقيّة".
وتابع اللبواني: "أخشى أن يقودنا البحرة إلى تسوية مذلّة مع هذا النظام، وأخشى أن يكون حصان طروادة الذي دُفع للائتلاف بطريقة غريبة ورُفع ليُفاوض في جنيف، ومن ثمّ زعيماً للائتلاف ويقودنا إلى ما لا نُريده على طريقة معاذ"
وعن سبب هذا التصعيد من اللبواني وكتلة ميشيل كيلو بشكلٍ عام ضد الائتلاف وقيادته الجديدة خصوصاً في الوقت الذي نشهد فيه تقدماً ميدانياً لقوّات النظام السوري وتوسعاً لتنظيم داعش؛ أكّد اللبواني أن سبب الخسارات على الأرض وتقدّم قوّات النظام هو وجود شخصيّات كالجربا، فسبب فشل الثورة هو فشل إداري وسياسي بامتياز، فشلت الثورة بسبب عدم وجود قيادة ناجحة ولا إدارة صحيحة.
وأشار اللبواني إلى أنّه وبعد تحرير الرّقة وبدلاً من دخول الائتلاف وينشئ حكومة تعمل على الأرض، تمّ ترك المدينة لداعش، يقول اللبواني: "الفشل السياسي هو الذي أدى لفشل الثورة، وفشل الثورة وتراجعها على الأرض هو نتيجة حقيقيّة لفشل إدارتها وفسادها في الخارج، فلا يُمكن قيادة ثورة من الفنادق والطائرات، يجب العمل على الأرض".
وأكّد اللبواني أن تنظيم داعش يمتلك 7000 مُقاتل، ويوجد في القلمون 7000 مُقاتل مُشرّدون، مُقاتلي داعش يحكمون سوريا، ومُقاتلي القلمون لا يجدون ما يأكلون، الخطأ في الإدارة والتنظيم، والائتلاف أولاً يتحمل مسؤولية هذا الخطأ، ثُمّ الحكومة والأركان، الائتلاف نقل مشاكله إلى الحكومة والأركان، ودمروا كافة مؤسسات الثورة جميعها واستبدلوها بأمراء حرب، وهؤلاء الأمراء لا يستطيعون قتال النظام، وبدأ تسليم الجبهات الواحدة تلو الأخرى، وكلُّ ذلك كان بزمن أحمد الجربا، نحن نُهاجمه لأن نتيجة وجوده كانت مُرّة على الشعب السوري، الثّمن الباهض الذي دفعه الشعب السوري لا يتناسب مع هذه القيادة التافهة التي لا تهتم إلّا بمصالحها الخاصة.
تجدر الإشارة إلى أنّ حرباً كلاميّة جرت بين اللبواني وعدد من أعضاء الائتلاف السوري المعارض الذي كان اللبواني عضواً فيه، وصلت لوصف اللبواني في تصريحات صحفية سابقة للائتلاف بأنّه لم يكن منتجا وطنيا، لم تُنتجهُ الثورة، بل الائتلاف كائنٌ مصطنع بالتالي فإن البديل يجب أن يكون منتجا حقيقيا من الأرض، من الداخل، فليس معقول اليوم أن يتم تشكيل قيادة للداخل من معارضة الخارج، هذه فكرة مدمرة، وبالمقابل لا يكفي اليوم أن نقول إننا لا نريد ائتلافًا، لكن يجب العملُ على إنتاج قيادات حقيقية للثورة السورية من الداخل، من الناس الفاعلين على الأرض لأن هؤلاء فقط يستطيعون قيادة العمل.