بعد أكثر من 3 أشهر على اعتقال الناشطة الإعلامية، نور الشلو، لدى "هيئة تحرير الشام"، في إدلب، في ظل مطالبات لمنظمات ومؤسسات حقوقية وإنسانية ودولية بالإفراج عنها، أطلقت "الهيئة" سراحها، أمس الإثنين.
وقالت عائلة الشلو لـ"روزنة"، إنه تم إطلاق سراحها عصر أمس الإثنين، وهي بصحة جيدة، في مدينة الأتارب مسقط رأسها، في حين لم تعلن "تحرير الشام" إطلاق سراحها رسمياً.
وتناقل ناشطون على "فيسبوك" بياناً لنور الشلو على صفحتها الشخصية، أعلنت خلاله إطلاق سراحها، وأبدت رغبتها بقضاء الوقت مع عائلتها وعدم التواصل مع أي جهة إعلامية والإدلاء بأي تصريح، موضحةً أنه تم اعتقالها في الـ 19 من أيلول الماضي، لكنها الآن بصحة جيدة.
وأشارت الشلو إلى أنها ليست مسؤولة قانونياً عن أي منشور على صفحات التواصل الاجتماعي، وبأنها لم تعط موافقتها الخطية عليه، في حال كان يحتوي على معلومات غير صحيحة، لكونها كانت في المعتقل، شاكرة كل من سلط الضوء على قضيتها.
وتمنت من الجميع تسليط الضوء على كل معتقل ومعتقلة في سوريا، لا سيما في سجون النظام السوري.
وكانت والدة الشابة المعتقلة، البالغة من العمر 28 عاماً، قالت لـ"روزنة" في وقت سابق، إنهم لا يعلمون السبب وراء هذا "الاعتقال التعسفي"، حيث لم تصلهم أي مذكرة توقيف أو طلب مراجعة.
ونفت الوالدة لـ"روزنة" صحة الاتهامات الموجهة إلى ابنتها الشلو، بالتعامل مع جهات مثل التحالف الدولي أو النظام السوري، وتنفيذ عمليات تفجير، وغير ذلك من الاتهامات.
اقرأ أيضاً: والدة نور الشلو توضح لـ "روزنة" سبب اعتقالها

وقالت "هيئة تحرير الشام" في بيان في الـ 18 من تشرين الثاني، إن اعتقال الشلو تم بسبب رفع ادعاءات ضدها، والتحقيقات تثبت تورطها في عدة قضايا أخلاقية وجنائية، منها ابتزاز النساء بصورهن، وإرسالها إلى رجال، وقضايا أخرى لا تزال قيد التحقيق، بحسب "شبكة إباء" التابعة للهيئة.
وخلال الأشهر الأخيرة، حذّر ناشطون من نية "تحرير الشام" إعدام الشلو، وانتشر وسم "الحرية لنور الشلو" على وسائل التواصل الاجتماعي، طالب خلاله الناشطون بالإفراج عنها، كما تم نشر عريضة تطالب بالعدالة للناشطة الإعلامية الشلو.
وقال مصدر مقرب منها لـ"روزنة" سابقاً إن "الهيئة أصدرت حكم الإعدام شفهياً بحق الشلو، دون إصدار قرار مكتوب بذلك، وهو شيء متعارف عن الهيئة حيث سبق وأن أصدرت قرارات إعدام شفهية، ونفذتها دون إصدار قرار مكتوب، ودون وجود أي إثباتات أو دلائل لاعتقال الشخص المتهم".
وتنحدر نور الشلو من مدينة الأتارب غربي حلب، وهي أرملة، وأم لفتاتين تبلغان من العمر 13 و12 عاماً، وصبي يبلغ من العمر 11 عاماً، وعملت الشلو مع العديد من وسائل الإعلام المحلية.
وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أصدرت في كانون الثاني عام 2020 تقريراً وثقت خلاله أبرز الانتهاكات على يد أطراف النزاع الفاعلة في سوريا لعام 2019، وقالت إنه قتل 49 مدنياً على يد التنظيمات الإسلامية المتشددة، 45 منهم قتلوا على يد "هيئة تحرير الشام"، بينهم 6 أطفال وسيدتان، وقضى 4 أشخاص نحبهم تحت التعذيب على يد "تحرير الشام".
وبلغت حصيلة حالات الاعتقال التعسفي في عام 2019، 4671 حالة، بينها 303 حالات على يد "هيئة تحرير الشام"، بينهم 8 أطفال و4 سيدات، بحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".
الكلمات المفتاحية