لبنان: السوريون يواجهون مصيراً جديداً بعد حريق مخيم بحنين

مخيم بحنين للاجئين السوريين في لبنان - almodon
السلطات اللبنانية "معنية بحماية حقوق الإنسان النازح واللاجئ الموجود على الأراضي اللبنانية"، هكذا صرح وزير الخارجية والمغتربين في لبنان، شربل وهبة، تعليقاً على حادثة احتراق مخيم السوريين في بحنين شمالي لبنان ، في الوقت الذي تشرّد فيه نحو 500 لاجئ سوري، أصبحوا فيه بدون حول ولا قوة، فما هو حالهم بعد أسبوع على الحادثة؟
أبو سليمان، أحد المتضررين من حريق المخيم، وله من الأولاد 4، قال لـ"روزنة" اليوم السبت: "ما حدا بيقدر يعوضني شغل وتعب 7 سنين بلبنان، ما في عيلة إلا وتضرّرت، فرش بيت، مصاري، تلفونات، كل شي راح، لكن المهم العيلة سالمة".
وأضاف، "لا حيلة لنا الآن ولا قوة، مصيرنا مجهول، كل يوم عم ننام عند عيلة من معارفنا، هاد خيارنا الوحيد يلي جبرتنا عليه الظروف، الكل عم يبحث عن مأوى".
مناصر "خلية أزمة المخيم"، والعامل في إحدى برامج الأمم المتحدة، محمد دهيبي، أشار في منشور على صفحته في "فيسبوك"، اليوم السبت، إلى أن "كل عائلة تحاول أن تدبر أمرها بمفردها، بعض العائلات اسـتأجرت مستودعات تأويها، والبعض ما زالوا يقيمون عند أقاربهم في المخيمات المجاورة ولا يعرفون أين يذهبون بحالهم، فيما البعض استأجروا منازل وانتقلوا إليها".
هل يُعاد إعمار المخيم؟
دهيبي قال في وقت سابق لـ"روزنة": "مساء السبت الماضي، في الـ 26 من كانون الأول الفائت، احترقت 92 خيمة مصنوعة من الخشب والبلاستيك في مخيم (بحنين 9) يقطنها 485 فرداً (98 عائلة)، بينهم 65 طفلاً تحت الـ 5 سنوات"، وذلك على خلفية إشكال بين شباب لبنانيين وعمال سوريين.
صاحب عقار مخيم بحنين، محمود دنيا، قال في بيان نقله موقع قناة "الجديد" اللبنانية، أمس الجمعة، إنه "منعاً لتكرار هذا الحادث الأليم المرفوض بكل المعايير، ونزولاً عند رأي الأصدقاء من أهل المنطقة، اتخذنا موقفاً يتناسب مع مصلحتنا ومصلحتهم التامة، بعدم العودة إلى إعادة تشييد المخيم الذي تعرض للحريق، وإلغائه نهائياً على العقار خاصتنا، والذي استمر لمدة 15 عاماً".
وبحسب ما ذكر الجيش اللبناني في بيانٍ له على موقع "تويتر" أن الحادث وقع على خلفية إشكال فردي وقع في البلدة بين شباب لبنانيين وعدد من العمال السوريين، ما دفع اللبنانيين لإحراق المخيم، حيث تم في اليوم التالي للحادث اعتقال 8 أشخاص (اثنان من الجنسية اللبنانية، و6 سوريين) وأثارت الحادثة غضب كثير من السوريين واللبنانيين، الذين نددوا على وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الفعل العنصري.
اقرأ أيضاً: خيمهم وقودٌ للنيران.. سوريو مُخيّمات القهر لا بواكي لهم

لبنان معني بحماية اللاجئين!
وزير الخارجية والمغتربين في لبنان، وهبة قال في تصريح الخميس الماضي، نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" إن اللاجئ الموجود على الأراضي اللبنانية طالما التزم القوانين اللبنانية وتقيد بها فإن السلطات معنية بحماية حقوقه، وحذّر من خطر الانزلاق إلى "فلتان أمني واجتماعي يهدّد النازحين واللاجئين واللبنانيين".
وبيّن أن وزارة الخارجية "طلبت من السلطات القضائية والأمنية المختصة التحقيق في ملابسات هذا الحادث وملاحقة المسؤولين ومعاقبتهم وفق القوانين"، وطالب المجتمع الدولي بإيلاء مسألة عودة اللاجئين أهمية خاصة، في ظل تصريحات لحكومة النظام السوري طالبت خلالها اللاجئين بالعودة، إثر حادث المخيم.
وكان وفد من سفارة النظام السوري في بيروت، زار الثلاثاء الماضي مخيم "بحنين" للاجئين السوريين، برئاسة مصطفى منصور، بتكليف من السفير السوري في لبنان، علي عبد الكريم.
وقال منصور، خلال لقاء مصور، وفق قناة "الجديد"، إن حكومة النظام ستمنح المتضررين بالحريق التعويضات المالية والعينية، وأضاف أن "الحكومة تفتح أبوابها أمام جميع رعاياها السوريين في لبنان للعودة إلى الوطن، وأن الأمن العام اللبناني سيقدم التسهيلات اللازمة لمن فقد أوراقه الثبوتية".
حريق مخيم "بحنين" لم يكن الأوّل الذي تتعرض له خيام السوريين في لبنان، فمُعاناة السوريين هُناك مُستمرّة منذ بداية لجوء السوريين إلى لبنان، ففي تموز عام 2018 أقدم شباب لبنانيون على حرق مخيم للاجئين السوريين في بلدة المحمرة بقضاء عكار شمالي لبنان، وأوقع آنذاك عدداً من الإصابات واحتراق عشرات الخيم.
وتُقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو مليون لاجئ، يعيش عدد كبير منهم في مخيمات قريبة من الحدود السورية، وسط ظروف معيشية مُتردية.
الكلمات المفتاحية