في ظل الحديث عن "خطة تحرك" يقودها مبعوث الأمم المُتحدة إلى سوريا ستيفان ديمستورا وتقضي "بتجميد" القتال في بعض المناطق السورية للسماح بنقل المساعدات للمتضررين، و"الطبخة الروسية" التي يتم إعدادها لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم وجوهاً من المعارضة السوري كمعاذ الخطيب وقدري جميل وغيرهم، مع بقاء رأس النظام السوري على كرسي الحكم، واستبعاد الائتلاف الوطني المعارض؛ أكد رئيس المجلس الوطني المعارض جورج صبرة أنّ هذا يتعلق بمشيئة القائمين على هذا المشروع.
وأضاف صبرة: "بالنسبة لديمستورا حتى الآن لم يعرض لا على المعارضة ولا على الشعب السوري تفاصيل خطّته، ولا أعتقد أنّ مُجرد عنوان تجميد النزاع وهذه المشاريع، كفيلة بمعالجة الشأن السوري"، أما ما يتعلق في الحكومة وهيئة التنسيق والحديث لصبرة؛ فالأمر لا يحتمل الجديّة الكافية لطرحه أمام السوريين.
اقرأ أيضاً: جورج صبرا: لا أحد من أعضاء الائتلاف يستطيع إسقاط شرط رحيل الأسد
وفيما يخص غياب دور المجلس الوطني المعارض، وهو أوّل كيان سياسي مُعارض تشكّل منذ انطلاقة الثورة السوريّة، أكد صبرة أنّ المجلس جزء من الائتلاف الوطني المُعارض، وهو المُمثل الشرعي للشعب السوري، باعتراف أكثر من 100 دولة، لكن إذا كانت بعض الأطراف السياسيّة أن تقز إلى أمكنة أخرى في المعارضة، فهذا خيارها، لكن السوريون يعرفون تماماً من يُمثّلهم.
وحول امكانيّة نجاح المبعوث الدولي بتجميد القتال؛ أكد صبرة أنّه وحتى الآن لم تتضح أبعادها، ومن الظلم الحكم على هذه المُبادرة بشكلٍ مُتسرع على نجاحها أو عدم نجاحها، لكن إذا كانت تلميعاً آخر للمشروع الروسي، الذي بدأ ونُفّض عام 2014 وهو المُصالحات الجزئيّة في المُدن والقرى والمُحافظات؛ فنحن نعتقد أنّ هذا المشروع سيلقى مصير المُبادرة الروسيّة التي نُفّذت.
وبخصوص المُشاركة في حكومة وحدة وطنيّة يجري الحديث عنها هذه الأيام، أشار صبرة إلى أنّ مشروع جنيف اثنان تضمّن الاتفاق على جسم حكم انتقالي يتمثل بين المُعارضة والسلطة، لكنه كامل الصلاحيّات، ووافقت المُعارضة حينها على هذا المشروع، لا بُدّ من بحث التفاصيل وتفاصيل التفاصيل في هذا الأمر كونه هام جداً من أجل إخراج هذه الفكرة من حيّز التفكير إلى حيّز الواقع بشكل حقيقي وتكون مقبولة من السوريين وقوى الثورة في الداخل.
وأشار صبرة إلى أنّه من غير المقبول أن تكون هذه الحكومة مُشكّلة من قبل رأس النظام السوري، الثوار الموجودين الآن بعشرات الآلاف من البنادق، بنادق الثورة التي تحلم بسوريا جديدة، لا أعتقد أنّه يُمكن لأحد أن يتجاهل إرادة السوريين وتضحياتهم منذ حوالي أربع سنوات وحتى اليوم.