اعتقلت سلطات النظام السوري زعيم تيار بناء الدولة السورية المعارض لؤي حسين (54 عاما)، وذلك أثناء محاولته مغادرة البلاد عبر لبنان، وقال نائب رئيس تيار بناء الدولة أنس جودة في حديثٍ لـ "روزنة" أنه تمّ تحويل حسين إلى إلى سجن عدرا المركزي من قبل قاضي التحقيق الأول، بتهمة "إضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة"، وذلك على خلفيّة إحدى المقالات التي نشرها حسين في صحيفة الحياة اللندنيّة بتاريخ 23 يونيو/ حزيران 2014، وحملت عنوان (السوريون لا يشعرون بحاجتهم للدولة).
وأضاف جودة: "هذا المقال، وإضافةً إلى عمله الآخر حاول حسين حثّ السوريين إلى الوصول إلى دولة المواطنة، ودولة جامعة ومركزيّة، يستطيع أنّ يشعر فيها السوريون بأنّها دولتهم، ويُحاربوا الإرهاب والأخطار المُحدقة بسوريا، لكن السلطات فهمت الأمر بطريقة مُختلفة، وحوّلت حسين إلى السجن بهذه التّهمة".
اقرأ أيضاً: لؤي حسين من داخل سجنه: اعتقالي لن يدفعني لتغيير مواقفي
وأشار جودة إلى أنّ اعتقال حسين بسبب هذه المقالة قد يكون حُجّة، أما الأسباب الأخرى فهي العمل المُتواصل لحسين قد يكون السبب الرئيسي لهذا الاعتقال، فالسلطات لا تُريد أن يكون هناك أصوات سياسيّة في الداخل تتحدث عن حلٍّ سياسي، وتُريد هذه السلطة أن تقول للجميع أنّ عدوّها الوحيد هو الإرهاب فقط، وليس هناك من مجال للحديث عن حلول سياسيّة، أو تشاركيّة في السلطة، رُبما يكون هذا هو السبب الرئيسي لهذا الاعتقال، وشهدنا عدّة اعتقالات لأعضاء تيار بناء الدولة في فترات مُتفاوتة.
وأشار جودة إلى أنّ المنحى القانوني للقضيّة قد يكون مفتوحاً على كل الاحتمالات، قد يأمر قاضي التحقيق باستمرار اعتقال حسين إذا لم يُحوّله لأي محكمة من المحاكم الموجودة في دمشق، الأمر القانونيّة مفتوحة تماماً.
ونوّه جودة إلى أنّه حضر التحقيق اليوم مع حسين الذي كان بصحّة ونفسيّة جيّدة، وقدّم شرحاً وافياً للعمل السياسي في سوريا وكيفيّة بناء الدولة والعمل جديّاً على أنّ يكون هناك دولة يشعر السوريّون فعلاً أنّهم ينتمون إليها كي يستطيعون الوقوف في وجه التحديّات.
وختم جودة بأنّه وحتى الآن لم يتم التعرض لمكاتب تيار بناء الدولة في سوريا، غير أنّ هذه الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، يقول جودة: "نحن الآن موجودون في المكتب، وسنستمر بالعمل بغضِّ النظر عن أي مشكلة أو أي عمل آخر، نشاطاتنا ما زالت طبيعيّة وسنستمر بالعمل العام العلني وأمام الجميع ودون أي توقف".