التوافق الدولي على مؤتمر (جنيف 3) لم يكن ضمن أولويات المُعارضة السوريّة التي علّقت حضورها في المؤتمر واضعةً عدّة مطالب لحضور ذلك المؤتمر، إضافةً لعدّة تساؤلات تمّ إرسالها إلى الأمم المُتحدة، المعارض السوري مُعاذ الخطيب رفض تسمية تلك المطالب بالشروط، واصفاً إيّاها بالمطالب الإنسانيّة لإيجاد أرضيّة يقبل بها الكثير من الناس الذين تعرضوا للظلم.
ونصح الخطيب المُعارضة السورية الذاهبة إلى (جنيف 3) بالتفاوض المُباشر مع النظام، فسوريا وعموم الناس فيها لم يعودوا قادرين على الاحتمال أكثر، وفي ظل التلاعب الدولي بالجميع؛ فالكل سيكون خاسراً إذا لم يكن هناك مشروع وطني أكبر من الثورة وأكبر من النظام.
وأكد الخطيب على أنّه وفي حال وجود إدارة جيّدة لتلك المفاوضات، يُمكن على الأقل إيقاف التداعي إلى الفناء الذي تسير إليه سوريا، منوّهاً بالضغوط الشديدة التي تُفرض على المعارضة السوريّة للذهاب إلى (جنيف 3)، ما دفع البعض للاعتقاد بأنّ موقفها ضعيف وهذا غير صحيح، يقول الخطيب: "النظام موقفه ضعيف، ولديه الكثير من الثغرات، وحتى الحاضنة الشعبيّة المُحيطة به مُتذمرة جداً، فالنظام بحاجة إلى حل كما هي بقيّة الأطراف، وهذا ينطبق على الدول جميعها التي باتت تنزلق إلى مسرى سلبي جداً، من مصلحة الجميع إيجاد حل يضمن مصلحة الناس قبل أن تتوسع الأمور بطريقة لم تكن تخطر على بال، إذا لم يكن هناك حلاً؛ المنطقة كلّها ستنحدر إلى مستوى ستترحمّ على ما مضى".
اقرأ ايضاً: معاذ الخطيب: الثورة السورية تأكل نفسها ومشاورات موسكو بين النظام وأحبابه
وتابع الخطيب: "يجب أن تذهب المُعارضة من خلال رؤية موضوعيّة ووطنيّة، لا رؤية مُتصلبة أو مُتساهلة وخاضعة للضغوط، المعارضة تتعرض لضغوطٍ شديدة من أجل السير في مسارات مُخطط لها من بعض الجهات".
وحول مُشاركة وفود أو شخصيّات أخرى غير وفد الرياض للمفاوضات ومدى المصلحة السوريّة من هذه المُشاركة، أكّد الخطيب أنّه يحق لكل سوري أن يُشارك بطرح رؤيته لإنقاذ بلده، لكن (الاحتيال) الروسي في إقحام بعض الأشخاص أو الجهات الموجودة في رحم النظام من أجل تمييع الموضوع وإقحامها في المعارضة، هذا الأمر غير مقبول، يقول الخطيب: "يستطيعون وبسهولة أن يجلسوا مع النظام، وهذا حقّهم، لكن الروس وبعض الدول الأخرى تسكت عن هذا الأمر، وتُحاول تمييع المُعارضة".
وتابع الخطيب: "المعارضة هي التي تُمثّل الثورة السورية، ولا ينبغي إدخال أحد بالقوّة إلى صفوفها، فكما النظام لا يُمكن لأحد أن يفرض على النظام أن يُدخل أحد داخل وفده؛ كذلك أيضاً وفد المعارضة والثورة السوريّة لا ينبغي لأحد أن يُدخل أحد بالقوّة والإكراه والضغط".
وختم الخطيب: "مُمثلي الثورة والمعارضة معروفين، أما من يقول أنا أُمثل عيّنة من الشعب السوري، فهذا حقٌ للجميع، وأي جهة لها استحقاقات أو مطالب حقهم في المشاركة، ولكن لا نُميّع الأمور، وكما لا يُفرض على النظام وفدٌ من خارجه وهو لا يُوافق عليه؛ كذلك هو الحال لقوى الثورة والمعارضة معروفين، هناك بعض الجهات التي لا تؤمن لا بالثورة ولا بالنظام، وهذا حقّهم، فليأتوا ويطرحوا أفكارهم، لكن حل المشكلة لا بُدّ أن يكون بين الطرفين الأساسيين المعنيين بالموضوع، والآخرين يُدلون بآرائهم دون تمييع للنقاش الذي سيقود لحالة من الفراغ والعبث لا تنتهي".