بعد التصريحات الأمريكية الأخيرة على لسان جون كيري والتوافق مع الروس، وهل سترفع واشنطن يدها عن دعم المعارضة السورية، رفض المعارض السوري ميشيل كيلو هذا التوجه للإدارة الأمريكية، مؤكداً أنّ دعم المعارضة السورية يصب في صلب المصالح الأمريكية، يقول كيلو: "نعم تم التوافق بينهما فيما يخص الوضع السوري، وإذا تطلب الأمر أن يعودوا للمتاجرة بالقضية السوريّة؛ لن يترددوا لحظة واحدة".
وتابع كيلو: "ما يزال هناك فرصة للمتاجرة بالقضيّة السورية، الأمريكيين عينهم على إيران أكثر مما هي عليه في سوريا، وبما يخص روسيا هناك الكثير من الملفّات التي تجبرهم على التجارة بالقضيّة السورية، فالقضيّة السورية أربحتهم هدفين استراتيجيين كبيرين، الأول هو نزع السلاح الكيماوي من النظام، وهذا يصبُّ في مصلحة إسرائيل، والهدف الثاني، هو سحب السلاح النووي من إيران وهذا يصبُّ في مصلحة إسرائيل وأمريكا".
وأشار كيلو إلى أنّ الأمريكيين يقومون الآن بترتيب وضعهم مع إيران من خلال التفاوض على السلاح الصاروخي ودور طهران الإقليمي الجديد، وهذا يوضح أهميّة القضيّة السورية بالنسبة لأمريكا.
وتعليقاً على تصريحات جون كيري بأنّ أمريكا لن تستطيع تقديم أكثر مما قدّمته، يؤكد كيلو أنّ الأجدر بكيري أن يقول بأنّ أمريكا لم تشأ أن تُقدم أكثر من ذلك، ولو أرادوا تقديم ما هو أكثر لأخرجوا بشار الأسد من سوريا دون إرسال طائرة مقاتلة واحدة، مُشدداً على أنّ الأمريكيين أرادوا أن استشثمار الأزمة من أجل تصفية حسابات إقليمية ودوليّة بدماء السوريين، هناك مصالح كبرى مُتربطة بهذا الموضوع.
اقرأ أيضاً: كتب ميشيل كيلو.. زمن ما بعد العرب
وتابع كيلو: "قال الأمريكيين إنّهم لن يُرسلوا قوّات إلى سوريا، ماذا عن المطار الذي أسسوه شمالي سوريا، والـ 7000 آلاف جندي الموجودون في العراق، وعدد من حاملات الطائرات، الأمريكيين يكذبون، فعندما تتطلب مصالحهم يفعلون ما تتطلبه تلك المصلحة".
وعن ماذا تبقى للمعارضة السورية سياسياً يرى كيلو أن المعارضة تواجه تحدياً كبيراً ويجب مواجهته بعقلانية، وضرورة استخدام ما لدى المعارضة من إمكانيّات بطريقة معقولة ومقبولة كي نردّ على تلك التحديّات، ونخلق منها فرصاً، لم تنتهِ الأمر بالنسبة لنا.
وعن التحديّات التي تواجهها المعارضة السورية؛ نوّه كيلو إلى أنّه وفي حال خسرت المعارضة السوريّة، ستكون تركيا محاصرة بين ثلاث دول، والسعوديّة ستكون مُعلّقة بين الأرض والسماء، لا مصلحة لأحد بهزيمة المعارضة السورية، ولن يستطيع أحد المُحافظة وحدة البلاد إلّا المعارضة السوريّة، وللمعارضة السوريّة اليوم أهميّة كبرى بالنسبة للرياض وأنقرة أكثر مما كان سابقاً بعشرات المرّات، نحن طليعة الدفاع عن وحدة الدول المُجاورة، وطليعة القوى التي تُقاتل لصد الأخطار عن دول المنطقة، ليس سهلاً أن تُهزم المعارضة السوريّة، وبهزيمتها ستُقسّم تركيا إلى دولة كردية وأخرى علوية وثالثة طورانيّة، كما ستدخل إيران إلى مكّة والمدينة وجدة.
وبخصوص عدم إشراك الائتلاف المُعارض لباقي وفود المعارضة كوفد القاهرة وموسكو ووفد الأكراد ضمن في المفاوضات، أشار كيلو إلى أنّه وعلى سبيل المثال ورقة المعارضة الكرديّة التي يُمثلها الـ (ب ي د) ليست كورقة هيئة التنسيق وليست كورقة بعض من ذهب إلى موسكو، فهيئة التنسيق التي ذهبت إلى القاهرة وموسكو؛ تُشارك في الهيئة العُليا للتفاوض، وبعض من ذهبوا إلى القاهرة وموسكو هم أيضاً أعضاء في ذلك الوفد، لا يوجد إقصاء كامل للناس.
وأضاف كيلو: "الخطأ الأكبر الذي حدث كان في اللحظة التي دعت فيها قوى إقليمية البعض لتشكيل كيانات وتشكيلات غير الائتلاف؛ هنا كان يجب على الائتلاف أن يفتح حواراً وطنيّاً واسعاً يتوافق من خلاله مع الجميع بمن فيهم الأكراد، وذلك على نمط الدولة المُقبل وخطّة حلٍّ سياسي ومواقف مُشتركة وتنازلات مُتبادلة، والائتلاف لم يفعل ذلك".
وحمّل كيلو مسؤولية إعداد الساحة العامة لوضعٍ يكون فيه الائتلاف قوي وتمثيلي ومتوافق مع الأرض وإنشاء قيادة سياسية وعسكريّة مُشتركة تتعاون معه لرئيس الائتلاف خالد خوجة (ومن يقف وراءه) واصفاً إيّاه بالـ (أحمق) الذي لم يُدرك أهميّة هذه المسألة التي اقترحناها عليه بالتفصيل الشديد، واليوم نحن ندفع ثمن هذه المسألة.
أما الورقة الرابحة التي يُمكن للمعارضة السياسيّة أن تلعب بها، قال كيلو: "الحل المطروح اليوم سياسياً يُشكل عشرة بالمائة فقط من الحل الذي نُجبر على الالتزام به والتعامل معه، الحل في سوريا ليس سياسياً وحسب، الحل سياسي وعسكري، الحل السياسي هو النتيجة التي تترتب على الوضع العسكري، والوضع العسكري تسعون بالمائة من ما يزال غير فعال ويمكن أن نُنشطه إلى أبعد حد مُمكن، واليوم وبعد دخول روسيا إلى سوريا أصبحت تُركيا مُهددة في وضعها الداخلي ووجودها كدولة موحّدة، وبعد الدخول الإيراني إلى اليمن أصبحت السعودية مُهددة، وهذا يزيد من قيمة الورقة السوريّة بالنسبة لهم، لكن يجب علينا أن نعرف كيف نلعب بها.