منى غانم: الحل في سوريا إقامة سلطة ائتلافية

منى غانم
منى غانم

سياسي | 03 نوفمبر 2014 | روزنة

دعت هيئة العمل الوطني وزارة المُصالحة الوطنية التابعة للنظام السوري وتيارات أخرى للتوافق ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فهل ستوقف هذه الشراكات السياسيّة مع النظام تنظيم داعش، سؤال طرحته "روزنة" على نائب رئيس تيار بناء الدولة السيّدة مُنى غانم التي أكدت أنّ الفكرة بدأت من تيار بناء الدولة، فنحن والحديث لغانم نتخوّف جداً من داعش كونها تُهدد الهويّة الوطنيّة ووحدة الأراضي السورية، كون مشروعها لا يقوم على السوريين بل يقوم فقط على المسلمين الذين يُبايعون البغدادي.

 
وأضافت غانم: "أعددنا في تيار بناء الدولة مسودّة بيان وقمنا بالتواصل مع جميع القوى الوطنيّة سواءً الموجودة داخل مناطق النظام أو خارجها، ومنها هيئة العمل الوطني، وحضر الاجتماع كممثلاً عن السلطة الدكتور علي حيدر وزير المصالحة الوطنيّة بصفته الحكوميّة".
 
لكن وللأسف كما تقول غانم لم نستطع التوصل إلى صيغة توافقيّة تعبر عن توجّهات تيار بناء الدولة، فما زلنا نرى أن القوى القريبة من النظام ملكيّة أكثر من الملك، ولو كُنّا نتفاوض مباشرة مع النظام كانت الأمور ستكون أسهل.
 
اقرأ أيضاً: قائدات سوريات في مركز "القيادة النسائية في العالم العربي"



وتابعت غانم: "لم نتوافق معهم ولم نستطع أيضاً أنّ جمع موافقات قوى من مناطق خارج سيطرة النظام، باستثناء بعض القوى، وكان علينا أن ننتظر كي يصبح البيان وطني، وليس فقط من المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، كان لدينا موافقات ثلاث أو أربع قوى من مناطق خارج سيطرة النظام، وكُنّا ننتظر موافقات القوى الأخرى، هم قرروا الخروج بالبيان بصيغته التي وافقوا هم عليها ولم نوافق نحن عليها، لذلك نحن لن ننظم إلى هذا الموضوع".
 
وفيما يتعلق بالشراكة مع النظام، وأنّ هذه الاجتماعات من شأنها تعزيز فكرة أن النظام السوري هو حامي الدولة السورية ويجب الالتفات حوله، أكدت غانم على ضرورة التمييز بين موضوعين، الأول هو القوى الوطنية التي لها تواجد على الأرض، هذه القوى مطلوب دعمها والتشبيك معها، ورُبّما هذه القوى قليلة نوعاً ما في البلاد.

أما الموضوع الثاني يتعلق بأنّ هذه التحالفات ليست مع النظام، نحن نُريد فتح حوارات في سوريا من أجل تجميع رأي عام ضد تنظيم داعش وإنّ الحل الوحيد لمواجهة هذا التنظيم هو إقامة حكومة وحدة وطنيّة، وهذه الحكومة ليست فقط لمواجهة تنظيم داعش.

وتابعت غانم: " كما يجب أن يعترف الجميع أنّ الحل الوحيد هو إقامة سلطة ائتلافية تُعبر عن جميع السوريين، ويكونوا مُمَثّلين بها، ويعتبرونها سُلطتهم الحقيقيّة ويلتفوا حولها لمواجهة مشروع داعش، نحن لم نقل إننا نُريد أن نتحالف مع النظام، وهذا غير موجود ضمن أجندة تيار بناء الدولة".
 
دعوة تيار بناء الدولة هذه تُناقض وكما يقول مُراقبون ما صرّح به رئيس تيار بناء الدولة لؤي حسين من أنّ النظام السوري مُتهالك وينهار، الأمر الذي ردّت عليه غانم بأنّ النظام السوري ضعيف ويتهالك، وهو في أضعف حالاته، وعندما نقول السلطة، فنحن نقصد السلطة التي تُعبر عن الموالين لهذه السلطة، تقول غانم: "النظام كتركيبة في وضعٍ لا يُحسد عليه، لكن وعندما نتحدث عن السلطة، فنحن نتحدث عن سُلطة مُمثِّلة للموالين الذي يُشكلون أعداداً جيدة، في سوريا.
 
وعن مفهوم السلطة الائتلافية الذي طرحته غانم، في الوقت الذي يرفض فيه النظام السوري وبالمطلق فصل السلطات، كما أنّه غير مُهتم بأي تسوية سياسيّة لا تتضمن بقاء رأس النظام، قالت غانم: "السلطة الائتلافية هي السلطة التي تستطيع أن تحكم، وأن يكون لها صلاحيات، وليست مُجرد شكل، وجميعنا يعلم أن الكثير من مراكز السلطة في البلاد هي مجرد شكل ولي لها أيُّ صلاحيات، وعندما نتحدث عن حكومة ائتلافية؛ فنحن نتحدث عن حكومة ذات صلاحيات وتستطيع أن تحكم ويكون لها دور فاعل في البلاد".
 
وأضافت غانم: "وبالنسبة للتسوية السياسية، نحن في تيار بناء الدولة تحدثنا عن مرحلة انتقالية تكون بوجود رأس النظام وليست بقيادته، بمعنى أن تُأخذ بعض أو الكثير من صلاحياته حسب ما تتم به التسوية بين جميع الأطراف، وتُعطى هذه الصلاحيات لحكومة أو سلطة ائتلافيّة أو حكومة وحدة وطنيّة".

تجدر الإشارة إلى أنّ تيار بناء الدولة السورية أُسِّس في 10 أيلول/سبتمبر 2011، بدمشق، عقب المؤتمر التحضيري الذي عقده أكثر من 190 شخصية مُعارِضة في 27 حزيران/يونيو 2011، على يد الناشط والكاتب لؤي حسين، الذي أصبح فيما بعد أحد مؤسِّسي التيار ورئيسه، ويعتقد التيار أن الانقسامات في صفوف المعارضة تؤثّر سلباً على النضال ضد النظام السوري، كما أنّه رفض الانضمام إلى ائتلافَي المعارضة الأكبر حجماً والمعروفَين أكثر، أي المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي، معتبراً أنهما غير فعّالين وغير قادرَين على خدمة مصالح الشعب السوري كما ينبغي. 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق