نهاية العام 2019 حاز اسم بشار الأسد النسبة الأكبر من توقعات المتنبئين الفلكيين حول سوريا للعام 2020، غير أن أي من تلك التوقعات لم يكتب له النجاح حيال مصير الأسد ومستقبله بعدما توقع بعضهم أن يكون العام الحالي سنة مفصلية على رئيس النظام السوري.
لم يقف فشل التوقعات عند الأسد بل طال أغلب توقعات المتنبئين اللبنانيين، سواء بخصوص الأسد أو التدخل الروسي والإيراني وكذلك ملف إعادة الإعمار.
توقّع المنجّم اللبناني ميشال حايك رأس ليلة السنة، أن يكون هناك "سباق محفوف بالمخاطر لتعويم بشار الأسد، وأن يجيّر بشار الأسد ملفاً أساسياً لصالح أخيه ماهر الأسد، في ظل "إطلالة خاطفة للضوء لأحد أبناء بشار الأسد.
اللبناني ميشال حايك قال أن "بشار الأسد سيكشف للعلن موضوع الخلافة الأسدية في هذا العام، كما سيسلّم بعض مقاليد الحكم لشباب صغير وواعد، وفي خطوة استباقية لن ينتظر الأسد حتى عام 2021، حيث تجري انتخابات رئاسية للترشح لمنصب رئاسة البلاد".
ويتضح مما سبق أن كل ما قاله حايك لم يكن قريب من التحقيق خلال شهور العام 2020، كما أضاف حايك في توقعاته ليلة رأس السنة بأن عملية ستحدث داخل "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد، يفسرها البعض على أنها انقلاب، على حد قوله، فيما تنبأ بترنّح طيران إسرائيلي متطور في سماء سوريا بطريقة مدهشة.
وبعيداً عن بشار الأسد، توقّع حايك "اهتزاز داخل دروز سوريا"، و"يوم لا يشبه غيره على ضريح السيدة زينب"، وسط "تطور في العلاقات السورية اللبنانية بشكل مفاجئ"، وفيما يتعلّق بمعرض دمشق الدولي قال حايك إنه سيكون هذا العام "معرض معارض المنطقة"، وأنّ المرأة السورية سوف تتكلل بالنجوم.
أما مايك فغالي، المعروف بتوقعاته الفاشلة بشكل شبه كامل حول سوريا في كل عام، توقع للعام 2020 في وقت سابق أن تستعيد حلب سيطرتها السابقة كمركز للتجارة والصناعة، فضلا عن تنظيم الدول العربية مؤتمراً عالمي من أجل الدعوة لإعادة إعمار سوريا.
وكذلك توقع أن يقوم كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة سوريا خلال عام 2020 للوقوف على آخر المستجدات فيها. كما ستعود السفارات السورية للعمل بكل طاقتها مرة أخرى في معظم بلدان العالم. و أن العام 2020 سيشهد عودة عدد كبير من السوريين مرة آخرى لوطنهم.
بينما توقعت ليلى عبد اللطيف أن تشهد سوريا تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في عام 2020، وأن يتولى رئيس آخر غير بشار الأسد رئاسة سوريا، كما تنبأت بقيام كل من روسيا وإيران قيادة مفاوضات كبيرة لحل الأزمة السورية بمساعدة مصر والتي ستلعب دور الوساطة بين المعارضة والنظام السوري.
ما حقيقة توقعات رأس السنة؟
الاختصاصي في الفيزياء الفلكية؛ د.حنا صابات، قال في حديث سابق لـ "روزنة" أن التوقعات السنوية للمنجمين يعود ظهورها وانتشارها على الفضائيات المتعددة لأسباب اقتصادية بحتة في المقام الأول.
وأوضح أنه وبسبب أن موضوع التنبؤات يعنى بالمستقبل؛ فإن الناس بطبيعتها ومن دوافع نفسية واجتماعية تميل لمعرفة شيء من المستقبل، معتبراً أن التنبؤات والتوقعات ما هي إلا تجارة رائجة للمتنبئين ولأصحاب القنوات التلفزيونية الفضائية؛ فضلاً عن الناحية التسويقية التي يسعون لها من خلال التوقعات.
ومن الناحية العلمية أشار صابات إلى أنه لا يمكن الاعتراف بمصداقية التنبؤات وما يصدر عن المنجمين الذين يطلقون على أنفسهم صفة "عالم فلك".
وعاد في حديثه لتوضيح حقيقة التوقعات ومصادرها؛ إلى الجذور التاريخية للتنجيم لافتاً إلى أنه (التنجيم) يرجع ظهوره لبلاد ما بين النهرين في المرحلة البابلية والكلدانية والآشورية؛ حيث كان المنجمون يقومون بعمليات رصد للسماء وللظواهر الفلكية.
وأضاف بالقول: "لاحظوا في ذلك الزمن أن هناك أجرام سماوية لها حركات خاصة؛ وتتحرك بطريقة منفصلة عن الأجرام الأخرى، وتلك الأجرام التي تمتلك حركات خاصة تم تقديسها وتأليهها في تلك الفترة، وكانت هي الشمس والقمر وعطارد والزهرة والمريخ والمشتري و زحل"، وتابع: "في ذلك الوقت لم يكونوا يعلموا أنها كواكب تدور حول الشمس؛ لذلك كانوا يعتبرون أن حركتها لها تأثير على البشر؛ والمنظور لها يختلف بين كل فترة و أخرى بسبب تحركها".
الكلمات المفتاحية