مع استمرار القصف المتناوب خلال الفترة الأخيرة من قبل قوات النظام السوري على قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، أعلنت فصائل المعارضة تصديها لمحاولات تقدم قوات النظام في ريفي اللاذقية وإدلب، في حين دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة.
وقالت مصادر محلية، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام والمعارضة على محور قرية كفربطيخ بريف إدلب على خلفية محاولة قوات النظام التقدم في المنطقة. كذلك فقد تصدت فصائل المعارضة لمحاولة تسلل من جانب قوات النظام بريف اللاذقية الشمالي.
جاء ذلك قبل أن تستهدف قوات النظام، صباح اليوم السبت بصواريخ موجهة مضادة للدروع، قرية في منطقة سهل الغاب شمالي حماة، ما أدى إلى مقتل 5 مدنيين وإصابة آخرون.
إلى ذلك، دخل من معبر كفر لوسين الحدودي؛ يوم أمس الجمعة، رتل عسكري تركي مؤلف من 40 آلية يضم مدرعات ومدافع ومعدات لوجستية، متجهاً نحو نقاط المراقبة التركية المنتشرة في جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وفي السياق ذاته، قالت تقارير صحفية إن الجيش التركي وضع كتل اسمنتية على طريق "M4" (حلب اللاذقية الدولي) بالقرب من قرية ترنبة بهدف عزل رؤية قوات النظام المتمركزة في جسر العقدة والنقاط المحاذية لها، ولتخفيف نسبة الرمايات على الطريق.
قد يهمك: شكل جديد لإدارة إدلب خلال الفترة المقبلة؟

وحول احتمالات التصعيد في المنطقة، قال المحلل العسكري، العقيد الركن مصطفى الفرحات، في حديث سابق لـ "روزنة" أن مصير الشمال السوري، بات أمام أحد احتمالين لا ثالث لهما، فإما ترسيخ مناطق النفوذ والتقسيم بين القوى المتداخلة في هذا الملف، وإما حل سياسي شامل ينهي مسببات الصراع.
وأضاف بأن مصير الشمال السوري مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمسار الحل النهائي في سوريا، ما يعني وفق وصفه بأن الوضع قد يبقى مُعلقًا إلى حين نضوج الحل السياسي وتوافق الفرقاء عليه باستثناء ما يتم من خروقات في قطاعات محددة ولأهداف و رسائل سياسية محددة تخدم أحداث في أوقات محددة أيضًا.
وحول إذا ماكانت مقومات العمل العسكري في المرحلة المقبلة موجودة، استبعد الفرحات حدوث أي معركة معللًا ذلك بالقول "أية معركة مقبلة لن تكون كسابقاتها فهي بالنسبة لمقاتلي الفصائل في الشمال السوري معركة بقاء إذ أنه لا توجد إدلب بعد اليوم، ولايوجد مكان للمناورة إليه".
فيما اعتبر الخبير العسكري، د.عبدالله الأسعد أن التعزيزات العسكرية سيكون لها في المستقبل ترتيب آخر، له شأن كبير في الحفاظ على هذه الأراضي التي تمثل عمق استراتيجي لتركيا؛ يضمن عدم دخول قوات إرهابية إلى هذه المنطقة.
وأردف بالقول خلال حديثه لـ "روزنة" أنه "حتى و إن لم تكن هذه المنطقة على غرار غصن الزيتون و درع الفرات، فإن القوات التركية ستكون على أهبة الاستعداد و في جاهزية قتالية لأي عمل عسكري يمكن أن يقوم به النظام وحليفه الإيراني… لذلك تضع تركيا في هذه المنطقة قدرة عسكرية متفوقة؛ بحيث لم تعد قوات برية فقط بل قوات تشترك فيها كل أنواع الأسلحة و الوسائط القادرة على خوض المعركة بتنظيم تعاون كامل وتنسيق كبير".
الكلمات المفتاحية