في تطور نوعي حيال استراتيجية التواجد الإيراني في سوريا، ألمح وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، خلال مقابلة صحفية إلى إمكانية مغادرة عناصر فصيل "فاطميون" لسوريا وعودتهم إلى بلادهم افغانستان، وهم الذين يقاتلون لمصلحة الحرس الثوري الإيراني.
ولعل التصريح الذي أعلن من خلاله ظريف تخلي طهران عن مسؤوليتها تجاه أولئك العناصر؛ عازياً أمر عودتهم لأفغانستان إلى حكومة كابل (عاصمة أفغانستان)، تبدو من خلاله احتمالات رغبة طهران من توجيه رسالة ما صوب واشنطن، بخاصة وأن إدارة أميركية جديدة برئاسة جو بايدن ستدخل البيت الشهر المقبل، حيث يراها مراقبون أنها ستكون أقل تشددا من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ظريف قال في مقابلة مع موقع "TOLOnews"، إن إيران لم ترسل المقاتلين الأفغان إلى سوريا، غير أنهم ذهبوا إليها طواعية. و أوضح أن مسؤولية عودتهم إلى بلادهم مرهونة بالحكومة الأفغانية، والتي إذا ما رغبت في ذلك، فعليها دعوتهم للعودة، مبدياً تخلي طهران عن أي مسؤولية مباشرة لتواجدهم في سوريا.
وكانت الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة دونالد ترامب حدد استراتيجية بثلاث محاور رئيسية في سوريا، تمثل أهمها بمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، وكذلك محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، وإرساء الحل السياسي الشامل في سوريا.
ماذا تريد إيران في تصريحات ظريف؟
الباحث في الشؤون الإيرانية، وجدان عبد الرحمن، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن نية إيران التي تتضح من خلال هذا التصريح تبرز في 3 عوامل، أولها خوف إيران من مشاكلها الاقتصادية التي تعاني منها جراء العقوبات الأميركية، لذا فإن طهران لا توجد لديها عملة صعبة تتناسب والدعم المالي الذي تتكبده لعناصر نفوذها في سوريا، وفي مقدمته فصيل "فاطميون" الأفغاني.
وتابع "إعادة عناصر فاطميون ليس لأن الحرب في سوريا انتهت، و إنما هناك عدة أمور بدأت تضغط على إيران وتدفعها لسحب عناصر نفوذها، أولهم الضغط الإسرائيلي على الميليشيات الإيرانية ومراكز تواجدهم في سوريا؛ لذلك الآن تتراجع إيران إلى الخلف، وثانيها الضغوط الروسية و سيطرة موسكو على بعض المواقع التي تسيطر عليها إيران في سوريا".
اقرأ أيضاً: تقرير يتحدث عن وصول أسلحة إيرانية إلى سوريا

وتابع في سياق مواز أن "عودة فاطميون وهم كثر ومدربين بشكل جيد وهم مجندين عقائديا لخدمة المشاريع الإيرانية، و ذهابهم إلى أفغانستان يعني أنه سيكون هناك قوة كبيرة تدعم المشروع الإيراني، و هذا سيضغط على الحكومة الأفغانية لتكون هناك قوتين تدعمان إيران في أفغانستان طالبان و فاطميون".
وختم بالقول "وجود فاطميون في أفغانستان هو وسيلة ضغط على التواجد الأمريكي هناك، و ليس هناك أي تنازل من جانب إيران".
الكلمات المفتاحية