نيفين حوتري... مُهجرة من دوما تُمكن السوريات سياسياً في الشمال

نيفين حوتري روزنة
نيفين حوتري روزنة

نساء | 14 ديسمبر 2020 | ديما شلار

"لا نسعى لوجود نساء فقط في أماكن صنع القرار، بل نسعى لوجود نساء ممكنات ذوات كفاءة، ويمتلكن الأدوات الحقيقة، والوعي السياسي للقدرة على إحداث تغيير"، تقول نيفين حوتري لروزنة حول عملها في وحدة دعم وتمكين المرأة.


ساهمت نيفين حوتري (40 عاماً) والحائزة على شهادة معهد إدارة الأعمال في نقل الصورة والمعاناة اليومية لعشرات العائلات والأطفال، ومن بينهم طفليها، في أقبية مدينة دوما، قبل نحو عامين ونصف، خلال حصار الغوطة الشرقية من قبل النظام السوري وقواته.

ووثقت التفاصيل المؤلمة التي عاشها المدنيين في أماكن غير مخدّمة لتقول للعالم "هنا في عتمة الأقبية المحاصرة أناسٌ يتمتعون بحب الحياة والإصرار، رغم إحساسهم بالضعف أثناء اشتداد القصف الممنهج، واختلاط الأتربة والغبار برائحة الكلور، جراء الهجمات التي استهدفت الغوطة قبل التهجير القسري إلى شمال سوريا.

أطلقت عدة مواقع غربية ومحلية لقب "شهرزاد الحصار" على نيفين، إذ كانت مدوناتها عبر منشورات موقع فيسبوك "توثيقيا تاريخياً تم بيد أصحاب المعاناة منعاً لتحريف الحقائق مستقبلاً"، وحتى يسمع العالم صوت أهالي الغوطة، وهذا ما قالته أيضاً في جلسة مجلس الأمن التي عقدت في 12 من آذار 2018.

اقرأ أيضاً: بيان ريحان تجمع نساء سوريات فرقهن اللجوء والنزوح



"أُحبها كثيراً وأشكرها على ما قدمته لي من عونٍ معنوي ومادي منذ أن كان عمري 10 سنوات" قالت نهى الموسى قريبة نيفين لروزنة، كما أشارت عتاب قاروط، إحدى العاملات في وحدة دعم وتمكين المرأة إلى مساندة نيفين للعديد من فتيات ونساء المجتمعات المحلية في مدينتي دوما واعزاز، وتجاوز ما سببته حالة الحرب من أزماتٍ نفسية واجتماعية واقتصادية، مشيرة إلى الأثر الإيجابي الذي تركته بعض النساء المهجرات لدى أهالي المنطقة.

استمرت نيفين في عملها بالشأن العام بعد أن هُجرت قسراً من مدينتها دوما إلى اعزاز في ريف حلب الشمالي، وسعت إلى رفع وعي المجتمع بأهمية دور النساء في المجتمع، وتجاوز الأدوار النمطية التي همشت دور النساء سابقاً عبر زيادة قدرات النساء وتطوير أدواتها بالتوازي مع تطوير الفئة العمرية للشباب.

وأكدت حوتري أن تحقيق القدرة والاستقلال الاقتصادي للمرأة هو الخطوة التي تسبق دفع المرأة للمجال السياسي، والمشاركة في صنع القرار ودعت مختلف الحركات النسائية إلى التكاتف والعمل بشكل مشترك لتحقيق مخرج حقيقي نحو دورٍ فاعل ومؤثر للنساء، وأضافت: "هذا ما نسعى إليه في الأمانة العامة للحركة السياسية النسوية، إذ تمتلك هذه الحركة القدرة على التواصل مع السياسيين والجهات المؤثرة في الشأن السوري، ونقل أصواتنا ومتطلباتنا".

وأشارت نيفين إلى الحاجة الملحة لمشاركة النساء في الأوساط السياسية وأماكن صنع القرار، ما يستدعي ضرورة العمل الحالي والجاد لتطوير الوعي السياسي، وبناء الشخصية والقدرات للنساء الراغبات في المجال السياسي بالتعاون مع السلطات المحلية، وتوفير برامج تدريبية في كافة المجالات، وصولاً إلى مرحلة بناء دولة المؤسسات، ومنعاً لتكرار تجربة 40 عاماً من التهميش والإقصاء الذي عانت منه المرأة السورية.

المزيد في المادة الصوتية التالية:  
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق