نجاح السرحان: لم تخلق المرأة لتكون فقط ربة منزل وزوجة

نجاح السرحان
نجاح السرحان

نساء | 22 ديسمبر 2020 | ديما شلار

"لقد كنت أماً وأباً في نفس الوقت، فغياب زوجي في المعتقل، وإصابتي بمرض السرطان لم يثنياني عن تربية أولادي، ومتابعة عملي، بالتوازي مع متابعة علاجي ومواجهة واقعي والمرض بإرادة قوية، لكي أبني لأولادي قاعدة ثابتة، بعد ما تعرض له المجتمع السوري من تفكك نتيجة الظروف الصعبة التي مر بها السوريون طوال السنوات الماضية"، هكذا عرفت نجاح السرحان عن نفسها لروزنة.


بدأت السرحان من مدينة إدلب، عملها في مكتب المرأة والطفل في بلدة إحسم، لقناعتها بأن "المرأة لم تخلق لتكون فقط ربة منزل وزوجة، بل لها أدوار مختلفة تسهم في تطور المجمتع لتخطي المعوقات التي تواجهها".

انتقلت إلى مدينة حلب بعد زواجها، وحصلت على  الشهادة الثانوية بعد تشجيع زوجها لها، ومن ثمّ حصلت على إجازة في الأدب العربي، لتمتهن التدريس حتى عام 2012، إذ اعتقل زوجها لدى أحد الأفرع الأمنية التابعة للنظام، ما دفعها إلى العودة لبلدتها إحسم برفقة أولادها الأربعة، ولكن هذه المرة كنازحة حالها كحال مئات النازحات السوريات.

اقرأ أيضاً: بيان ريحان تجمع نساء سوريات فرقهن اللجوء والنزوح



اندفعت السرحان للعمل في مكتب المرأة والطفل بعد تجربتها الشخصية، وملاحظتها لواقع المرأة نتيجة فقدان المعيل والنزوح وسوء الأحوال الاقتصادية، للإسهام في تأهيل السيدات والأطفال نفسياً ومعرفياً.

كما تعمل مع فريقٍ (فضلت عدم ذكر اسمه) على توثيق الانتهاكات المرتكبة ضد المرأة مثل العنف الجسدي واللفظي و الجنسي، ودراسة آثار النزوح والاعتقال على السيدات، ويسعى الفريق حالياً للتواصل مع جهاتٍ عدة لرفع دعاوى قضائية ضد مرتبكي هذه الجرائم.

ويسعى مكتب المرأة والطفل أيضاً لمحو أمية الأطفال المتسربين من المدارس واليافعات وتطوير أدواتهم مهاراتهم لتعويض ما فاتهم.

تقول تسنيم العمري، إحدى المتدربات في مكتب المرأة والطفل، إن السرحان إنسانة معطاءة لها بصمة واضحة في العمل الإنساني والمجتمعي، كما تشيد إيمان الحسن، زميلة نجاح، بقوتها وعملها إذ "ساهمت أيضاً بالتأثير في نساء المنطقة وتنمية مهاراتهن".

بنت نجاح السرحان من خلال عملها علاقات اجتماعية واسعة ساهمت في تبادل الخبرات، لتصل السيدات إلى الثقة بالنفس، وتطوير الذات والاعتماد على أنفسهن وتحقيق استقلالهن الاقتصادي، على عكس ما كانت حالهن سابقاً باعتبارهن ربات منزل، حسب قولها، مما يؤدي إلى وضع المرأة في مكانها المناسب وتوظيف الأدوات التي  طورتها السوريات طوال السنوات التسع الماضية.

المزيد في المادة الصوتية التالية: 
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق