لا يزال توتر الأوضاع الميدانية يسيطر على المشهد في منطقة عين عيسى شمالي شرق سوريا، وذلك في ظل توقعات متضاربة تتنبأ بمصائر مختلفة للمنطقة.
بعد ظهر اليوم شنت فصائل تابعة لقوات "الجيش الوطني" المعارض والمدعوم من أنقرة، هجوماً كبيراً على قريتين في محيط مدينة عين عيسى، استكمالا لمشهد الاستهداف العسكري المتصاعد للمنطقة و الاشتباكات المستمرة بين تلك القوات وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، منذ عدة أيام.
مصدر كردي عسكري من "ٌقسد" قال لـ "روزنة" اليوم الثلاثاء، أن الهجوم العسكري المستمر يحصل في وقت تحدث فيه مفاوضات بين الجانبين التركي والروسي حول الآلية الأنسب لاحتواء التصعيد، معتبراً أن كلا الطرفين له مصلحة في التصعيد.
وأضاف "تركيا تريد التقدم العسكري إلى المنطقة وتلوح بذلك وتهدد به الولايات المتحدة، بينما روسيا تسعى لإدامة التصعيد بهذا الشكل حتى تضغط أكثر على قسد وتدفعها للانسحاب من عين عيسى ومحيطها من أجل أن تسيطر عليها هي والنظام السوري".
ولا يبدو أن "قسد" مستعدة للرضوخ والقبول بابتزاز الروس ومغادرة عين عيسى، حيث أشار المصدر إلى أن قواتهم أبلغت الروس إذا ما كانوا يريدون وقوات النظام الدخول إلى المدينة فإن بإمكانهم ذلك لكن دون الطلب من "قسد" مغادرة المدينة.
وزاد بالقول "الجانب التركي لن يستطيع اختراق المجال الجوي الذي يسيطر عليه التحالف الدولي، فضلا عن أن منطقة عين عيسى خارج النطاق الجغرافي للاتفاق التركي الأميركي و التركي الروسي والمحدد بـ 32 كلم، والذي قضى توقيعه احتواء التصعيد في شمال شرق سوريا أواخر شهر تشرين الأول من العام الفائت (إبان عملية نبع السلام التركية)".
قد يهمك: تأرجح احتمالات العمل العسكري ضد عين عيسى

إلى ذلك أفادت مصادر مطلعة على سير المفاوضات الروسية-التركية، أن رفض "قسد" لأي عرض روسي جديد يعود مرده إلى أن واشنطن طلبت ذلك من قيادة "قسد"، لتفضيل الجانب الأميركي التفاوض مع الأتراك حيال هذا الملف.
وتابعت بالقول لـ "روزنة" أن "الروسي غير قادر على فرض انسحاب قسد في ظل فيتو أميركي، و التركي مصر على إنجاز تعهدات الروسي".
في حين كان ذكرت مصادر صحفية أن اجتماعا ضم ضباطا روس وأتراكا في صوامع الشركراك بريف عين عيسى، لمناقشة مستقبل المدينة، فيما نشرت وكالة "سبوتنيك" الروسية رسالة بعثتها القوات الروسية إلى "قسد" تفيد بأن قوات الأخيرة ليس لديها سوى خيار واحد؛ إذا ما أرادت أن تمنع سيطرة تركيا والجيش الوطني على مدينة عين عيسى، ويتمثل بالانسحاب الكامل من المدينة وتسليمها لقوات النظام السوري.
وذكرت الوكالة إن الجانبين الروسي والسوري طلبا من "قسد" الانسحاب من كامل مدينة عين عيسى ومحيطها، و "رفع العلم السوري فوق مؤسساتها الحكومية، وتسليمها إلى الجيش السوري بشكل كامل حتى يتسنى منع الهجمات التركية على المدينة"، وفق ما أوردته الوكالة.
وأضافت الوكالة أن الجانب التركي طالب الجانب الروسي بانسحاب كامل لقوات "قسد" من عين عيسى، كشرط للتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى إيقاف أي عمل عسكري محتمل للقوات التركية على المدينة.
وكانت تقارير صحفية أفادت إن تعزيزات عسكرية للقوات التركية وقوات "الجيش الوطني" وصلت إلى محيط منطقة عين عيسى، في وقت يتم استكمال كامل التجهيزات في المنطقة، بهدف شن عمل عسكري للسيطرة على المدينة القريبة من منطقة "نبع السلام" والتي ما زالت قوات "قسد" تسيطر عليها.
و بيّنت التقارير أن الأيام القليلة الماضية، شهدت اشتباكات "جس نبض" بين الطرفين، حيث تتحصن عناصر "قسد" ضمن الأنفاق التي جهزتها خلال الأشهر الماضية حول عين عيسى.
وتعتبر عين عيسى منطقة استراتيجية للقوى المنتشرة شرقي نهر الفرات، فهي بمثابة نقطة وصل رئيسية وعقدة مواصلات بين محافظتي الحسكة والرقة على الطريق الدولي "إم 4"، كما أنها النقطة الأهم من الناحية العسكرية للدفاع عن مدينة الرقة.
الكلمات المفتاحية