عن الصورة النمطيّة للاجئين.. واندماج السوريّات في المُجتمعات المُضيفة

لم تمر أشهر قليلة على مأساة التهجير السوري حتى بدأت صور نمطيّة وأحكام مُسبة تطلق على اللاجئين السوريين، ولا سيما النساء منهم، ما شكّل حاجزاً أمام اندماج هؤلاء اللاجئين في المُجتمعات التي لجأوا إليها، نور مشهدي في حلقة اليوم من (إنت قدها) تورد قصص نجاح من السوريّات ممن استطعن الاندماج في المجتمعات الجديدة، وكيف استطعن تغيير الصورة النمطيّة عن اللاجئين السوريين.
بتول محمد، إحدى الطالبات السوريات في مدينة سامسون التركية قالت لـ "روزنة" إنها واجهت العديد من الصور النمطيّة كاللباس الأسود مع حجاب أبيض، أو اللباس المُتديّن، إذ أخذ الكثير هذه الصور من جيرانهم السوريين، أو رُبّما رأوهم في التلفزيون أو عن طريق السوشل ميديا، أو حتى طريقة المكياج التي يتّبعها بعض السوريّات.
وأضافت محمد: "جلسنا مع الأتراك وبيّنا لهم أنّ السوريين كُلهم ليسوا كذلك، ونحن مجتمع مُتعدد، وكل واحدٍ منّا يُمارس حريّته في اللباس أو المكياج، استطعنا ولو قليلاً تغيير الصورة النمطيّة عن السوريين".
اقرأ أيضاً: حملات مناهضة العنف ضد النساء مُستمرّة.. والعنف مُستمر
بدورها إحدى أبطال فيلم "إلى سما" عفراء هاشم قالت: "في أيِّ لقاءٍ مع أبناء المُجتمعات المُضيفة نُحاول التأكيد على أنّ النساء السوريّات لسنّ مُستضعفات أو ربّة المنزل البسيطة المُستكينة، بل على العكس، ونحن لسنا حالات استثنائيّة، مع العلم يوجد العديد من النساء مسلوبات الحقوق".
الصحفية السورية المُقيمة في لبنان أكّدت أنّ الصورة النمطيّة عن السوريّات رسختها بعض الأعمال التلفزيونيّة، مثل مهر السوريّات المُرتفع، واليوم وبسبب الحرب باتت الصورة النمطيّة عن النساء السوريّات هي الفتاة الوحيدة المكسورة التي ترضى بالقليل، وهنا تلعب الأسباب الاقتصادية دوراً كبيراً.
الناشط النسوي في الحركة السياسية النسوية السورية، عبد الله زنكيح، أكد على أنّ أهم مُتطلبات الاندماج وتغيير الصورة النمطيّة هو تعلّم لُغة البلد المُضيف والمُشاركة في النشاطات المُمكنة.
بدورها الناشطة نبيلة بيرم والمُقيمة في الأردن أكّدت أنّ زواج السوريّات كان ناتج عن وجود السوريين في المُخيّمات، وهنا كان بعض الآباء مُجبرين على تزويج بناتهم لعدّة أسباب، منهم اعتقادهم بأنّهم يقومون بحمايتها وإخراجها من المُخيّم، وهذه الزيجات باتت صرة نمطيّة أو حُكماً مطلقاً على السوريين بأنّهم يُزوّجون بناتهم الصغيرات، على الرّغم من وجود المثير من السيّدات ممن تبوأن مناصب كبيرة أو يقمنّ برعاية أسرهن بعد غياب الزّوج لسببٍ مُعيّن.