تقول إحصائيات هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN women) إنّ واحدة من كل ثلاث نساء تعمل في الزراعة، وثمانون بالمائة من الأسر التي تفتقر إلى المياه؛ تعتمد على النساء لجلب هذه المياه، وتقف النساء الرّيفيات في مُقدمة خطوط القتال عندما تتعرض الموارد الطبيعية والزراعة للخطر، نور مشهدي في حلقة اليوم من (إنت قدها)، تستطلع آراء الخُبراء فيما يخصُّ النساء الريفيّات ومجالات عملهنّ وسبل دعمهنّ.
المُحامي سامر الحمصي قال لـ "روزنة": إن "قانون تحديد وتنظيم العمل الزراعي لم يتطرق بشكل تفصيلي أو مُباشر إلى جنس العامل، والتمييز الموجود اليوم بطبيعة الواقع والعادات الاجتماعية الموجودة"، منوّهاً بأنّ قانون تنظيم العمل الزراعي وكما يؤكد كان عام وشامل فيما يتعلق بحقوق العمال الزراعيين ذكراً كان أو أنثى، غير أنّه لحظ موضوع إجازات الأمومة.
اقرأ أيضاً: لا قوانين تحمي القاصرات.. والحرب زادت من نسبة زواجهنّ
غياب المنظومة القانونية في الداخل السوري كما يؤكد الحمصي أحد أهم أسباب ازدياد المُعاناة لهذه الفئة من المجتمع، وهنّ جزء واسع كالعمال في القطاع الزراعي بشكلٍ عام والنساء بشكلٍ خاص، مُضيفاً: "القانون موجود وينصُّ على حقوق العاملين وعلى العقود والأجور، ويُراعي حقوق العمّال دون التمييز بين على أساس الجنس غير أنّ غياب تطبيق هذا القانون والجهات المسؤولة عن تطبيقه هو ما يُسبب هذه المُعاناة".
وعن أسباب إصابة أطفال النساء العاملات في القطاع الزراعي بسوء التغذية، قال الطبيب البروفيسور جمال سواس: "هذه الإصابات تعكس تدني المستوى الاقتصادي في سوريا واللاجئين السوريين"، مشيراً إلى أنّ "الحالة الصحيّة للأطفال سابقاً كانت أفضل حيث أنّ مُعظم النساء الريفيّات يُرضعن أطفالهنَّ بشكلٍ طبيعي، وهذا أفضل بكثير من ناحية المناعة وتوازن الجسم، كما أنّه يُناسب معدة الطفال وكيمياء الطفل".
وفيما يخصُّ الأمراض التي قد تُصاب بها النساء خلال العمل في الزراعة أشار سواس إلى أنه: "في الصيف من المُمكن أنّ تتعرض للجفاف وفي الشتاء لنزلات البرد، بالإضافة لعدم وجود مصدر نظيف لمياه الشرب، ما يؤدي لبعض النزلات المعويّة، وهذه الإصابات ليس بالحجم الذي يُشكل مشكلة".
وتابع سواس: "الأمراض الناشئة عن شرب المياه المُلوّثة عدّة من الفيروسي كالتهاب الكبد، أو أمراض ميكروبية كالزحار العصوي والكوليرا، بالإضافة إلى الطفيليّات التي قد تُسبب الأكياس المائية في الرئة والكبد".