بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، لا يزال النظام الإيراني يزيد من رسائل تهديده تجاه إسرائيل، متوعدا بالرد الذي بقي محصوراً في نطاقه الإعلامي.
و لعل استخدام النظام الإيراني لدمشق كأحد أدوات الرد على إسرائيل يُعد منطقياً بحكم تغول النفوذ الإيراني في سوريا، وهذا ما قد يفسر تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني، يوم أمس الثلاثاء، و الذي طالب من خلاله، النظام السوري بمواجهة إسرائيل في مرتفعات الجولان السوري المحتل. وذلك خلال استقباله وزير الخارجية السوري الجديد فيصل المقداد في طهران.
اغتيل فخري زاده نهاية الشهر الفائت، حيث وجّه مسؤولون إيرانيون أصابع الاتهام لإسرائيل. ولعل الضغوط المستمرة على النظام الإيراني اقتصاديا وسياسياً لا يتيح له الرد على إسرائيل، إلا أن ذلك لا يعني أنه لا يسعى إلى ذلك وحتى ولو بشكل غير مباشر، وفق المتخصص في الشؤون الإيرانية، حسن راضي.
وأضاف خلال حديث لـ "روزنة"، اليوم الأربعاء، بأن إيران تريد التلويح باقتراب ردها على اغتيال فخري زاده حتى وإن لم يأتي الرد من طهران بشكل مباشر، مشيراً إلى عدم قدرة الإيرانيين الدخول في أي صدام مباشر مع إسرائيل، خوفاً من تداعيات ذلك على النظام الإيراني المنهك على مختلف الأصعدة.
قد يهمك: تحذير إسرائيلي من توسع نشاط إيران بسوريا

وتابع "إيران تريد تحريك الأطراف الأخرى المرتبطة بها، و في مقدمتها النظام السوري وكذلك الميليشيات المتواجدة في سوريا؛ للدخول في مناوشات تصعيدية نيابة عنها".
ولفت الكاتب المختص في الشأن الإيراني إلى أن طهران تريد اشعال الجبهات سعيا منها للإيحاء بأن هذه الجبهات تدافع عنها، وأنها قوة متوازنة تدافع عنها ولو ظاهرياً؛ بخاصة وأنها فشلت في الدفاع عن نفسها داخليا.
وزاد بالقول "إيران تسعى لإشعال جبهات خارجية، و قد يكون من وراء هذا التحريض الذي تم توجيهه لوزير الخارجية السوري، أن يكون تحريكاً الميليشيات الموجودة في سوريا و ليس النظام السوري، فالأخير يعرف حجم المخاطر إذا فكر بأي بمناوشات تصعيدية ضد إسرائيل، فضلا عن ممانعة روسيا لأي تحرك من قبل دمشق".
ووصل وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، إلى طهران يوم الاثنين الفائت في أول زيارة خارجية يقوم بها عقب توليه منصبه كوزير للخارجية منذ تشرين الثاني.
حرب صعبة ومدمرة!
و في سياق مواز، اعتبر باحثون في معهد دراسات إسرائيلي إن الحرب المقبلة في الشمال على حدود لبنان وسوريا، ستكون "صعبة ومدمرة"، وفق ما نقلته مواقع عربية يوم أمس الثلاثاء.
ونقلت "القناة 12" الإسرائيلية دراسة أجراها معهد "الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، حذر فيها من أنه في حال اندلاع الحرب المقبلة "ستتعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لآلاف القذائف والصواريخ، من بينها عشرات الصواريخ الدقيقة، وكذلك لهجمات من قبل طائرات دون طيار من عدة جبهات، في نفس الوقت لبنان وسوريا وغرب العراق وربما غزة أيضا".
اقرأ أيضاً: تقرير يتحدث عن وصول أسلحة إيرانية إلى سوريا

ويعتقد أصحاب الدراسة إنشاء تواصل بري من طهران إلى بيروت، يشمل بناء قدرات متنوعة لمهاجمة إسرائيل على نطاق واسع من الصواريخ، والقذائف والطائرات دون طيار، ووحدات حرب العصابات التي ستتسلل إلى إسرائيل للسيطرة على مستوطنات ومواقع حيوية، بالقرب من الحدود مع لبنان ومرتفعات الجولان.
وكشف مسؤول عسكري إسرائيلي سابق، نهاية شهر أيار الماضي، عن إحباط حكومته خطة إيرانية لقائد "فيلق القدس" السابق التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني للسيطرة على مرتفعات الجولان السوري المحتل.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال غادي آيزنكوت، إن سليماني "كان يخطط لبناء قواعد جوية في سوريا، وجلب 100 ألف مقاتل شيعي من باكستان وأفغانستان إلى مرتفعات الجولان جنوب سوريا، لكنه لم ينجح بذلك".
و في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل هايوم"، ذكر آيزنكوت، آنذاك، بأن "سليماني كان يخطط لأهداف رئيسية في الشرق الأوسط من بينها، الحفاظ على جعل حكم آيات الله قويا وتحقيق الهيمنة الإقليمية في الشرق الأوسط، والحصول على الأسلحة النووية"، لكنه ورغم مقتل سليماني لا يبدو أن "إسرائيل" نجحت تماماً في القضاء على هدف إيران في تشكيل نسخة سورية من "حزب الله" بالقرب من أراضي الجولان السورية المحتلة.
الكلمات المفتاحية