"عم نطلع بالباصات متل قطرميزات المكدوس، وشو بحكي عن التحرش الجنسي أو انتشار كورونا!؟"، بهذه الكلمات تصف حلا (21 عاماً) أزمة المواصلات في مدينة دمشق.
وتضيف حلا، طالبة الاقتصاد بجامعة دمشق لروزنة "إذا حالفك الحظ بتركب باص نقل داخلي بس تحت باط أحد الأشخاص، وعلى شم روايح".
وعن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، تجيب حلا "ما حدا سائل عن كورونا أو غيرها.. إذا كان باص النقل الداخلي يتسع لـ 100 شخص عم يطلع فيه بين الـ 250 لـ 300".
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صور تظهر الاكتظاظ في باصات النقل الداخلي، وتفاقم أزمة المواصلات، نتيجة النقص الحاد في الوقود، إذ يضطر المواطنين للوقوف على عتبات أبواب الباصات، ما يشكل خطراً على حياتهم.
وتتابع حلا أن "المواصلات بالشام مثيرة للشفقة وخاصة المسا، والكهربا مقطوعة وننتظر الباص أكثر ساعتين، و بالعتمة بتكثر حالات السرقة والتحرش الجنسي بالبنات".

إضراب غير معلن لسائقي الميكروباصات.. والسبب!؟
حنان موظفة في إحدى الدوائر الحكومية تؤكد لروزنة: أن "معظم سائقي الميكروباصات أوقفوا العمل في نقل الركاب بحجة ارتفاع أسعار المازوت، وعدم كفاية مخصصاتهم من المادة".
وتلفت حنان إلى أن "تلك الأسباب ليست هي الوحيدة لإضراب السائقين عن نقل الركاب، إذ يلجأ عدد كبير منهم إلى بيع مخصصاتهم من المازوت في السوق السوداء، بأسعار تصل إلى 3 أضعاف ثمنها في محطات الوقود".
اقرأ أيضاً: المازوت يشعل غضب السوريين.. ما حقيقة تخفيض مخصصات المازوت بحلب؟

وتخصص حكومة النظام السوري 30 لتراً يومياً من المازوت لسيارات النقل الخاصة (الميكروباص) بسعر 180 ليرة لليتر، و350 لتراً من البنزين المدعوم شهرياً لسيارات "التاكسي" بسعر 450 ليرة سورية، يحصل عليها أصحاب السيارات من خلال "البطاقة الذكية".
في حين رفعت وزارة الداخلية وحماية المستهلك، في حكومة النظام، في تشرين أول الماضي، سعر ليتر البنزين المدعوم من 250 إلى 450 ليرة، وزادت الوزارة سعر ليتر المازوت الصناعي والتجاري الحر إلى 650 ليرة سورية، بعد أن كان بـ 296 ليرة.
التاكسي تتحول إلى باص عمومي والباكسي تغزو دمشق!
ماسة (23 عاماً) تسكن في الغوطة الشرقيّة، طالبة بكلية الآداب في جامعة دمشق تقول لروزنة إن "سيارات التاكسي تحولت إلى وسيلة نقل شبيهة بالميكروباص".
وتوضح "السائق أصبح يفرض ركوب 5 أشخاص سويةً، ويتقاضى أجراً مقطوعاً على مزاجه"، مشيرةً إلى أنها تضطر للمشي مسافة تتجاوز الـ 5 كيلو متر، في معظم الأحيان، حتى تجد وسيلة نقل.
وهناك أربع وسائل نقل يستخدمها السوريون، هي باصات النقل الداخلي، الميكروباص (السرفيس)، والتاكسي، وجديداً (الباكسي) الذي لقي رواجاً منذ انطلاقه في 2018 وأصبح اليوم أكثر انتشاراً.
و"الباكسي" هي دراجة تعمل على الكهرباء بثلاث عجلات مزودة بمقعد خلفي ومظلة، وباتت اليوم أحد الحلول المبتكرة لأزمة المواصلات في دمشق.

وتتميز الباكسي بأنها وسيلة نقل توفر الوقت والمصروف على مستخدميها في آن واحد مقارنة بوسائل النقل الأخرى، ويتركز عملها في أسواق دمشق القديمة ومناطق شارع بغداد وجسر الرئيس وباب شرقي وغيرها من الأماكن وسط العاصمة.
الكلمات المفتاحية