تلويح بانسحاب الإخوان المسلمين من الائتلاف

الصورة من الأرشيف
الصورة من الأرشيف

سياسي | 02 ديسمبر 2020 | مالك الحافظ

أثار قرار "الائتلاف السوري" المعارض بتشكيل "مفوضية الانتخابات" في 20 تشرين الثاني الفائت (تم تعليقه بعد يومين تحت ضغط شعبي) بتحريك موجة رفض واسعة ضد سياساته في تعامله مع مجرى ملفات العملية السياسية السورية، سواء تلك الموجة التي تمثلت بسخط شعبي على حاله، أو حتى حالة الرفض للقرار التي عبر عنها أبرز مكونات الائتلاف (جماعة الإخوان المسلمين) من خلال بيان أبدى فيه تفاجئه بقرار تشكيل المفوضية. 


بيان "الإخوان المسلمون في سوريا"  اتهم "الائتلاف" صراحة إلى أن قرار تشكيل المفوضية صدر من غير تشاور بين مكونات الائتلاف. وأعلنت الجماعة في بيانها الذي نشرته، يوم الاثنين الفائت، أنّ استمرار مشاركتها في "الائتلاف" مقترنة بالتزام الأخير بـ "أهداف الثورة السورية، وما نصت عليه القرارات الدولية".

وقالت في البيان "نحن نعلم أن هناك قوى متربصة، تحاول الكيد للائتلاف وتغييره، وهذا ليس من توجهنا، ولكننا نعلن اليوم بوضوح، أن مشاركتنا في هذه الأجسام التي ما زلنا نريدها وطنية، متوقفة على التزامها بأهداف الثورة الأساسية".

بدا تشكيل المفوضية قرارا فرديا صدر بشكل يخالف الآلية المتفق عليها بخصوص آليات اتخاذ القرار، وفق ما أفاد به مصدر خاص من "الإخوان" لـ "روزنة" مشيراً إلى أن بيانهم الأخير لا يعني خطوة أولى بالانسحاب من "الائتلاف"؛ بقدر ما يعتبرونه موقفاً يحافظ على خط مؤسسة المعارضة التي تعتبر نفسها ممثلا شرعيا للسوريين. 

تلويح بالانسحاب؟

مدير مركز "الشرق العربي"، زهير سالم، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن بيان جماعة "الإخوان" هو تعبير عن تمسكهم بما أسماه "ثوابت الثورة السورية و ورفضهم الانجرار إلى المطبات الدولية". 

و لفت سالم إلى أن "الإخوان" يرون حسب القرار الأممي 2254 حول سوريا؛ أن مهمة الائتلاف تتمثل بالسعي إلى التأسيس لـ "هيئة حكم انتقالي" وليس الحلول محلها. وحول احتمالات انسحابهم من "الائتلاف" وفي الوقت الذي رأى فيه أنه من المبكر القول بمغادرتهم من الجسم المعارض وقال حول ذلك "سيظلون حريصين على التزامه بمهامه"، رجح باحتمالية انسحاب الإخوان في حال تعقدت الأمور أكثر داخل الائتلاف خلال الفترة المقبلة من مبدأ "آخر الدواء الكي" وفق تعبيره. 

الباحث السوري في "مركز عمران للدراسات الاستراتيجية"، منير الفقير، رأى أن الهدف من بيان "الإخوان" إعادة استقطاب الحراك الاجتماعي الدعوي من جديد.
قد يهمك: اتهامات للائتلاف المُعارض بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية  


واعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" أن الجماعة اقتنعوا بوجوب الانسحاب من الازدواج بين العمل الدعوى و السياسي، وأن يرجعوا إلى الشكل الأساسي للجماعة الذي تأسست عليهم كحركة اجتماعية دعوية؛ وفق رأيه. 

بينما نوه الفقير في سياق آخر إلى أن تهافت "الائتلاف" في الحصول على شرعية دولية أوقعه في فخ التخلي عن الشرعية الشعبية، مؤكداً بحسب تعبيره أن "الائتلاف" في مأزق حقيقي فيما يتعلق بمسألة تمثيله للسوريين. 

وتابع متسائلاً "هل الائتلاف قادر على اتخاذ قرار جريء بإجراء الانتخابات في المناطق المحررة وصولا لائتلاف جديد له شرعية كافية؛ هو ليس له جدية في هذا القرار… الائتلاف غير قابل للإصلاح وهو لا يملك الجدية في العمل على ذلك". 

وفي وقت سابق من العام الماضي كانت الجماعة قد رفضت تشكيل اللجنة الدستورية، التي أعلنت عنها الأمم المتحدة لوضع دستور جديد لسوريا. واعتبرت الجماعة في بيان صدر عنها، في أيلول 2019، أن تشكيل اللجنة لم يقم على أسس سياسية سليمة، وهي وليدة انحراف سياسي في القرارات الأممية.

وتُعرّف جماعة "الإخوان المسلمون" في سوريا نفسها بأنها جزء من جماعة "الإخوان المسلمون" في العالم التي أسسها حسن البنا في مصر عام 1928.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق