المازوت يشعل غضب السوريين.. ما حقيقة تخفيض مخصصات المازوت بحلب؟

توزيع المازوت في سوريا - economy2day
تضاربت الأنباء حول تخفيض مخصصات العائلة من المازوت المنزلي في محافظة حلب من 200 إلى 100 ليتر، حيث أعلن مدير محروقات حلب، سائد البيك، عن تخفيض الكمية المخصصة للنصف، فيما نفى عضو مجلس محافظة حلب، سمير جعفر، ما تم تداوله وقال إنّ القرار عبارة تجزئة الكمية المخصصة وليس تخفيضها.
مدير محروقات حلب، قال لصحيفة "الوطن" المحلية، إنه اعتباراً من يوم أمس الثلاثاء، تم تخفيض المازوت المنزلي المخصص للعائلات في حلب من 200 إلى 100 ليتر، موضحاً أن القرار مركزي من دمشق، وباعتقاده أن القرار يشمل كل المحافظات.
في حين، نفى عضو المكتب التنفيذي المختص في مجلس محافظة حلب، سمير جعفر، أن يكون هناك تخفيض في مخصصات مادة المازوت المنزلي، وإنما تجزئتها، حيث سيتم توزيع مئة ليتر حالياً، ليصار إلى إيصال المادة إلى شريحة المستفيدين في ظل الظروف المناخية التي تتطلب التدفئة، ونقص الكميات الواردة إلى المحافظة، مشيراً إلى أنّ القرار ليس من مدينة حلب، إنما مركزي، وفق صحيفة "الثورة".
وفوجئ أهالي مدينة حلب، أمس الثلاثاء، بانخفاض مخصصاتهم من مادة المازوت المنزلي بمقدار النصف، عبر تطبيق "way-in" الخاص بخدمات البطاقة الذكية، حيث ظهر لديهم بأن كمية المازوت المنزلي أصبحت 100 ليتر بعد أن كانت 200 ليتر.يقول أبو محمد، مقيم في أحد أحياء حلب الشرقية لـ"روزنة": "كثير من أهالي المناطق الغنية مثل الشهباء وحلب الجديدة استلموا مخصصاتهم من المازوت 200 ليتر، وقبل أن يتم توزيع المازوت على الجميع قرروا تخفيض الكمية إلى 100 ليتر… بالنهاية لم يُحرم إلا الفقير، وحتى الـ 100 ليتر ربما لن يتم توزيعها كما يبدو".
ويضيف، "العام الماضي استلمت فقط 100 ليتر كدفعة أولى، ولم أستلم الدفعة الثانية إلى الآن من مخصصات العام الماضي، فهل نتأمل من هكذا حكومة أن تكون عادلة! لا أتوقع".

ووفق تلفزيون "الخبر" فإن تطبيق البطاقة الذكية لم يظهر أي تخفيض بكميات المازوت لعدد من المشتركين في محافظة دمشق، وأنّ الكميات ما زالت 200 ليتر.

هل وافقت وزارة النفط على تخفيض المخصصات؟
وكانت مصادر في "وزارة النفط والثروة المعدنية" كشفت في شهر أيلول الماضي، عن رفض وزير النفط بسام طعمة مقترح "شركة محروقات" (الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية)، بتخفيض مخصصات العائلة من مازوت التدفئة إلى 100 ليتر بدلاً من 200 ليتر في الدفعة الواحدة، وفق موقع "الاقتصادي".
وأوضحت المصادر أنّ الإجراء المقترح كان لفترة مؤقتة ريثما تصل توريدات جديدة من المشتقات النفطية، لكن قوبل ذلك بالرفض، وعادت وزارة النفط آنذاك ونشرت على صفحتها في "فيسبوك" في الـ 17 من أيلول الماضي، تأكيداً على استمرارها بتوزيع الدفعة الأولى من مادة مازوت التدفئة، بواقع 200 ليتر لكل عائلة في كافة المحافظات.

ويحق لكل عائلة تملك البطاقة الذكية الحصول على مخصصاتها من مازوت التدفئة البالغة 400 ليتر بالسعر المدعوم، توزع على دفعتين الأولى 200 ليتر، تبدأ عادة من شهر آب حتى نهاية العام، والدفعة الثانية أيضاً 200 ليتر من مطلع العام الجديد وحتى منتصف تموز.
وبدأت وزارة النفط لدى حكومة النظام السوري توزيع مادة المازوت المنزلي عبر البطاقة الذكية التابعة لشركة "تكامل" عام 2018، حيث بدأت بمحافظة دمشق، وعمّمت القرار على جميع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
كيف علّق السوريون؟
وأثار القرار غضب السوريين وتهكمهم في آن معاً، في ظل أوضاع مادية متردية تعصف بهم، يقفون عاجزين بسببها عن تأمين أدنى متطلبات الحياة الأساسية.
واستنكرت أم عماد تلك القرارات المجحفة بحق المواطنين، بقولها لـ"روزنة": "المئة ليتر التي سيتم توزيعها لن تكفينا سوى عشرة أيام خلال الشتاء، نحتاج في اليوم الواحد إلى 10 ليتر كحد أدنى، ما يعني أن شتاءً بارداً ينتظرنا".
ويعلّق أبو إبراهيم، 42 عاماً، من حلب على القرار قائلاً لـ "روزنة" إن "من الألم أصبحنا نخترع نكات، للأسف لم يعد أمامنا شيء سوى الضحك، وإلا سنموت من غباء الحكومة وقرارتها".
ويقول متهكماً "وضعنا جدول نقطات مازوت يومي صباحاً ومساء، يجب على العائلة الالتزام به".
ويأتي هذا القرار في الوقت الذي يصل فيه تقنين الكهرباء لنحو يوم كامل باستثناء ساعتين صباحاً ومساء في بعض المناطق، فيما تحرم مناطق أخرى من الكهرباء ليومين، بينما بعض أحياء من حلب لا تصلها الكهرباء منذ عامين، كما يقول أبو محمد لـ"روزنة"، ويكون اعتمادهم على "الأمبيرات" لكنها لا تساعد على تشغيل المدفأة الكهربائية، وبالتالي لم يستفيدوا منها شيئاً، ويضيف أنه حتى المناطق التي تصلها الكهرباء تكون الشبكة الكهربائية فيها ضعيفة لا تتحمل أي جهد لتشغيل مدافئ كهربائية.
محمد معتصم نعناع، عضو المكتب السياسي في حزب "التضامن العربي الديمقراطي" المرخص في محافظة حلب، قال، أمس الثلاثاء، لموقع "سناك سوري"، إنه تم إلغاء 100 ليتر من حصة المازوت الموزعة على المواطنين عبر البطاقة الذكية، وأشار أنّه تم حذف مئة ليتر من المازوت من التطبيق المخصص للبطاقة الذكية.
اقرأ أيضاً: سوريا: محسوبيات المازوت تنذر بأزمة جديدة مع حلول الشتاء

ورأى نعناع أن القرار يعبّر عن إجحاف بحق الفقير، لا سيما أنه لم يسبق بأي تمهيد أو دراسة، كما أن حكومة النظام "لم تبرر سبب حذفها للمئة ليتر من كمية المازوت"، لافتاً إلى أنّ 60 بالمئة من أهالي حلب لم يحصلوا على مخصصاتهم من المازوت بسبب نقص الواردات للمحافظة.
ووفق تقارير إعلامية فإن الفساد والمحسوبيات في توزيع مازوت التدفئة قد يكون أحد أسباب أزمة توفر مادة المازوت، والذي قد يدفع السوريين إلى شرائه من السوق السوداء بسعر يتجاوز الألف ليرة سورية لليتر الواحد منه إن وجد، فيما يبلغ سعر ليتر المازوت المدعوم 180 ليرة.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، رفعت في الـ 19 من شهر تشرين الأول الماضي، سعر ليتر المازوت الصناعي والتجاري الحر من 296 ليرة لليتر إلى 650 ليرة أي بنسبة تجاوزت المئة بالمئة، ورفعت أيضاً سعر ليتر البنزين "أوكتان 95" من 850 إلى 1050 ليرة، فيما أبقت على سعر مازوت التدفئة دون أي تغيير بسعر 180 ليرة، كما أبقت على سعر ليتر المازوت المخصص للأفران التموينية على 135 ليرة.
الكلمات المفتاحية