الحب هو أسهل طريقة لتعلم اللغة الألمانية 

مصدر الصورة: DW
مصدر الصورة: DW

اجتماعي | 27 نوفمبر 2020 | ترجمة: سلوى إبراهيم - تحرير: مالك الحافظ

من الأفضل للقادمين الجدد إلى ألمانيا أن يشقوا طريقهم لتعلم هذه اللغة الصعبة عن طريق الحب، وإلا فإنها ستبقى لغزا أبدياً، كما ذكر الكاتب السوري يحيى الأوس في مقال نشرته صحيفة زود دويتشه، "أسهل طريقة هي التعلم مع الحب".


يقول الكاتب أن أحد أصدقاءه أخبره عن نظريته الخاصة بتعلم اللغة الألمانية وصعوبتها "دون وجود علاقة حب والعيش المشترك مع امرأة ألمانية، وإلا سوف تقضي بقية حياتك تحاول". هذا الصديق الذي يستمر في الدفاع عن نظريته، قدم دليلاً يدعمها "إذا نظرت حولك، سترى أن اللاجئين الشباب الذكور يتحدثون الألمانية بشكل أفضل من الإناث، كما أن العازبون الذكور بين اللاجئين أيضًا يتحدثون الألمانية بشكل أفضل من المتزوجين"، الأمر الذي رآه الكاتب معقولاً، لكنه ذهب أبعد من ذلك بتفكيره بعدم عدالة هذه الفرصة المتاحة للاجئين الذكور في تعلم اللغة من خلال العيش مع فتيات ألمانيات، بينما لا تستغل اللاجئات هذه الفرصة مع الشباب الألمان.

 على مدى العقود القليلة الماضية، حصل آلاف الطلاب السوريين منحاً دراسية في أوروبا، لا سيما في دول أوروبا الشرقية.  بالإضافة إلى ذلك ، كان هناك حوالي 15000 سوري آخر يعيشون في ألمانيا الشرقية بشكل غير رسمي،  تعلم معظمهم إن لم يكن جميعهم  لغات البلدان التي درسوا فيها  من خلال علاقاتهم مع الفتيات  اللواتي عشن معهم أو وقعوا في حبهم،  وطبعاً بالإضافة إلى ما تعلموه عبر تعليمهم الجامعي. 
سجين ألماني سابق بـ "فرع فلسطين" يتقدم ببلاغ ضد النظام السوري


 لسوء الحظ ، اصطحبَ عدد قليل جداً من الطلاب السوريين صديقاتهم إلى بلدنا، لأن الأسباب الاجتماعية والشخصية دائماً ما تلعب دورها، وبالتأكيد كان هناك العديد من الفتيات الأوروبيات اللواتي رفضن مغادرة مجتمعاتهن للذهاب إلى سوريا من أجل الحب، هناك شيء واحد مؤكد "التعلم عن طريق الحب " أتاح لآلاف الشبان السوريين تعلم لغات البلدان في لمح البصر. 

يتفق الكاتب مع صديقه في أن هذه الطريقة لا تزال الأفضل بين طرق تدريس اللغة وأفضل من جميع المناهج الدراسية التي ابتكرتها معاهد اللغة في ألمانيا. إنها تجعل اللغة الألمانية جميلة ولا تثير الخوف لدى الطلاب، و تُحوّل اللغة الألمانية بطريقة سحرية إلى لغة ممتعة ورشيقة وضرورية للتواصل الإنساني والاجتماعي، ويذكر المقال أن علاقات الحب هي أفضل مساهمة للاندماج في المجتمع الألماني.

 وذكر الكاتب في مقاله أمثلة عن كيفية تعبير أصدقائه عن صعوبة اللغة الألمانية، فإن أحدهم يستخدم مصطلح الهيروغليفية بدلاً من الألمانية ، فيقول: "سأذهب إلى دورة الهيروغليفية"، أو "لقد أجريت اختبار الهيروغليفية"، أو "فشلت في اختبار الهيروغليفية"، ويقول آخر إن رأسه "مثل التيفال" لأن الكلمات الألمانية لم تترسخ فيه. بالاضافة الى صديق آخر طور لغة الإشارة والجسد الخاصة به لتحل محل اللغة الألمانية في حياته اليومية بعد أن استسلم بعد عدة محاولات لتعلم اللغة الألمانية. وبالطبع  ينتمي هؤلاء الأشخاص الثلاثة إلى المجموعة الأقل حظًا من متعلمي اللغة الألمانية.
قد يهمك:حلمٌ لعائلة سورية ربما يتحول إلى كابوس!


يقول الكاتب أنه عندما اصطحب ابنته إلى مدرسة تعلم ركوب الدراجة للأطفال، وتبين أن المسؤول عن المدرسة يعاني من إعاقة جسدية، لكنه  مع ذلك يدير المدرسة بطريقة رائعة، وربما أفضل من أي شخص آخر رغم عدم قدرته على ركوب الدراجة بنفسه، وفكر لو أن هذا يمكن تطبيقه على اللاجئين أيضاً، أي أن يتاح لهم العمل ببساطة رغم وجود عائق اللغة فعندها يتعلمون اللغة بشكل أسرع بكثير من ذهابهم إلى دورات اللغة ويصبح اندماجهم أسهل.

 لتتعلم اللغة الألمانية عليك أن تحبها، إذا كنت لا تستطيع أن تحب ألمانيًا، فعندئذ كمتعلم عليك أن تبحث عن شخص يجعلك تحبها، وهذه ليست مهمة سهلة.  يكرر العديد من الألمان دائماً مدى صعوبة لغتهم، واستماعنا الدائم لهذا طوال الوقت، يجعلنا نشعر بالإحباط بعد العديد من الأخطاء، "لكن لا عجب أن اللغة القوية تجعلنا ببساطة نركع على ركبنا". 

يقول الكاتب أنه يتعلم اللغة ببطء،  وفي مرحلة ما كاد يظن أنه يتقنها بشكل جيد، إلى أن بدأت طفلتيه تصحح له إذا أخطأ وقام بتأنيث "سمكة" أو "شجرة" التي تعامل معاملة المذكر في اللغة الألمانية. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق