لهذه الأسباب جددت واشنطن بحثها عن مكان الجولاني

لهذه الأسباب جددت واشنطن بحثها عن مكان الجولاني
سياسي | 26 نوفمبر 2020 | مالك الحافظ

في خطوة سياسية تستبق موعد مغادرة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، البيت الأبيض، جددت وزارة الخارجية الأميركية يوم أمس الثلاثاء، تذكيرها بالمكافأة التي أعلنت عنها سابقاً، مقابل الإبلاغ عن أبو محمد الجولاني متزعم "هيئة تحرير الشام" الإرهابية.


ونشر الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع للخارجية الأميركية على "تويتر"، تغريدة ذكر فيها أن الوزارة تبحث عن معلومات تخص "الجولاني". 

و أفاد الحساب إن "تحرير الشام" مسؤولة عن جرائم كثيرة بحق السوريين، وأن "الجولاني" يتظاهر بالاهتمام بسوريا، "لكن الناس لم ينسوا جرائم تنظيمه بحقهم".

ويشي توقيت تجديد الإعلان الأميركي بشأن الجولاني، أن إدارة ترامب التي تنتهي ولايتها مطلع شهر كانون الثاني المقبل، تريد خلط الأوراق في مسألة الشمال السوري بخصوص تواجد القوى الإرهابية فيها وكذلك شكل النفوذ هناك، لا سيما ما يتصل بالدور التركي في الشمال والتعامل مع الجانب الروسي. 

و أما بخصوص روسيا فقد يبدو هذا الإعلان تسهيلاً سياسياً إعطاء ضوء أخضر لروسيا للتصعيد في شمال غربي سوريا، وأن موسكو تستعد لهذا السيناريو بحجة محاربة "الإرهاب".

واشنطن تعيد حساباتها؟

الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية، د.حسن أبو هنية، قال في حديث لـ "روزنة" إن إعلان واشنطن يدلل على أنها غير مقتنعة بكل التحولات التي أجرتها "هيئة تحرير الشام" سواء في فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة"، والعمل على تقديم نفسها كحركة معتدلة.

وتابع بأن واشنطن تريد القول أن ما فعلته "تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) غير كافي من أجل إزالتها من على قائمة الإرهاب، وأضاف "حتى حينما أعلنت تحرير الشام أنها حركة محلية وليست عابرة للحدود، ولن تستهدف أهدافاً خارجية لم يكن ذلك كافياً للمجتمع الدولي". 

وفي سياق مواز بيّن أن إجراء إعادة النظر في قوائم المنظمات الإرهابية والأشخاص الإرهابيين ضمن برنامج المكافآت هو إجراء روتيني مفهوم، فرغم أنه لم يكن هناك استهدافات مباشرة لـ "تحرير الشام" في إدلب مثلما كانت تستهدف الحركات الأكثر تطرفا (حراس الدين، داعش)، غير أن ذلك لا يعني أن واشنطن لم تعد ترى في "تحرير الشام" تنظيمياً إرهابياً. 

قد يهمك: استمرار قصف "حراس الدين" في إدلب… ما الأسباب والنتائج؟



وختم بالقول "هذا التنظيم مهما أبدى نوعا من البراغماتية فهو يبقى تنظيماً راديكالياً خطيراً، ومن الصعب القبول بأنه حركة معتدلة".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت في 10 أيار 2017 لأول مرة عن جائزة بقيمة 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى إلقاء القبض على "الجولاني".

وفي الـ 22 من شهر تشرين الأول 2019 أعلن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" مجدداً عن المكافأة لمن يساعد في جمع المعلومات عن الجولاني، كما نشرت ملفاً تعريفياً عن الجولاني ضمن الموقع الرسمي للبرنامج.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق