خلف الأبواب المقفلة والجدران الصامتة في "زمن الكورونا" تدور حكايات كثيرة، حكايا نساء فرضت عليهن الحياة مع معنّفيهنّ، في وقت يصعب اللجوء إلى أُطر الحماية ومراكز اللجوء، يصعب حتى الخروج من البيت، حلقة (إنت قدها) تُناقش كيفيّة حماية النساء لأنفسهنّ في "زمن الكورونا" مع ارتفاع نسب العنف المنزلي بشكل مخيف؟
المنسق المساعد للكتلة الفرعية للعنف القائم على النوع الاجتماعي عبد الوهاب العلي يُشير إلى أنّهم جسم تنسيقي يعملون على التدخل لوقف عمليات العنف القائم على النوع الاجتماعي في سوريا وتركيا، يقول العلي: "بدأنا عملنا في آب 2014، وبشكل رسمي عام 2015".
اقرأ أيضاً: الحجر المنزلي إذ عزل النساء مع جلّاديهنّ
ويُتابع العلي: "الإحصاء صعب في بلد ظروفه معقدة كسوريا، وأيضاً في زمن استثنائي كزمن "كورونا". لذلك نحاول في عملنا ألا نعتمد على الأرقام وحدها، لأننا نعرف أنّ البيئة التي تعيش فيها هؤلاء النساء ليست مشجعة على البوح والإفصاح".
ويُضيف: "نقوم بحملات مناصرة متواصلة، ونُقدّم تقريراً سنوياً يتضمن أرقاماً ومقابلات مع نساء وفتيات ورجال وفتيان حول مسألة العنف ضد النساء".
ويؤكد العلي أنّ الأرقام التي تُسجّل أقل بكثير من الحقيقة، فالعنف المسكوت عنه أكبر بكثير، وذلك بسبب الضغوط الاجتماعية وصعوبات التبليغ اللوجستية وغيرها، لكننا نلاحظ أنّ نسبة الإفصاح بدأت ترتفع، والنساء صرن مدركات لحقوقهنّ وراغبات في التغيير".
المديرة التنفيذية لمنظمة "شمس" نورا خليل أوردت عدداً من المسائل حول العنف المنزلي في الآونة الأخيرة: "نحن نعمل مع عدد من المخيمات حيث لاجئين من جنسيات مختلفة في المنطقة ولا سيما في سوريا، وعملنا في مناطق كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية".
وتُضيف خليل: "نقوم بحملات توعية ومساعدة داخل المخيمات، إضافة إلى الدعم النفسي والمعنوي لرفع الوعي الذاتي لدى المرأة لتعرف حقوقها".
وتؤكد الخليل أن العنف هو جريمة هذا العصر، بأشكاله المختلفة، وعلينا جميعاً أن نعمل لمكافحته، لا سيما العنف المسلّط ضد النساء والفتيات القاصرات، فهو من أخطر أشكال الاستغلال والعنف.
وتختم الخليل: "في مخيم الهول نعمل بشكل متواصل ونقوم بمبادرات اجتماعية، لمساعدة النساء والفتيات، حيث تعيش الكثير من زوجات عناصر في "داعش"، وهو ما يصعّب مهمّتنا، نريد مساعدتهن للتخلص من الأفكار الإرهابية وحل المشكلات بسلمية وهدوء بلا عنف".