جريمة قتل في بلدة بشرّي اللبنانية تجبر السوريين النزوح منها

لبنان - صورة أرشيفية
لبنان - صورة أرشيفية

اجتماعي | 24 نوفمبر 2020 | إيمان حمراوي

شهدت بلدة بشري اللبنانية حالة نزوح لسوريين من المنازل التي يقيمون بها بعد موجة غضب اجتاحت البلدة،  أمس الإثنين، إثر مقتل شاب لبناني من إحدى أكبر العائلات في المنطقة على يد عامل سوري، وسط مطالبات بتفتيش مجمعات السوريين للتأكد من عدم وجود أسلحة.


ونفّذ أهالي بلدة بشري في شمال لبنان تجمعاً حاشداً حول مبنى السراي في المنطقة، احتجاجاً على الحادثة، فيما قام عددٌ من الشبان من أبناء البلدة بإحراق منازل يقيم فيها سوريون وذلك بعد طردهم من المنطقة، بحسب ما ذكر موقع "lebanon24".

وذكرت تقارير إعلامية، أن أكثرمن 350 لاجئاً نزحوا من المنطقة متجهين إلى طرابلس، بينهم أطفال ونساء، بعد حالتا التوتر والغضب اللتين سادتا المنطقة، إثر مقتل اللبناني بسلاح ناري من الشاب السوري.

وقالت  "الوكالة اللبنانية للإعلام" إن فرع المعلومات أوقف الشاب السوري الذي تسبب بقتل اللبناني (ي.ع.طوق)، فيما أشار الجيش اللبناني إلى تسييره دوريات في المنطقة.

وتضاربت الأنباء  حول مقتل الشاب اللبناني، فيما لا تزال التحقيقات جارية.

الإعلامية اللبنانية، بهية الشمالي ( اسم مستعار) قالت لـ"روزنة": إن عداوة أهل البلدة للسوريين تعود منذ أيام حافظ الأسد الذي اعتقل عدد كبير من أبناء المنطقة، ولا يزال قسم منهم في سجون النظام السوري حتى الآن، لافتة إلى أن البلدة هي مسقط رأس سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، الذي دفع ثمن الحرب الأهلية وسجن لمدة 11 سنة، ولم يخرج إلا مع خروج القوات السورية من لبنان عام 2005".

وأشارت مجدولين إلى أن المسؤولين في المنطقة جمعوا السوريين في "فان" وأخرجوهم من المنطقة منعاً لأي صدام أو جريمة بين أهالي البلدة والسوريين، بحسب ما قيل.

وكان جيش النظام السوري انسحب من لبنان بعد وجود عسكري له دام منذ عام 1976 عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005.

وقال الجيش اللبناني في بيان عبر حسابه على "تويتر": أمس الإثنين، إن "الجيش يسيّر دوريات في بشري لإعادة الهدوء الى المنطقة بعد توتر ساد المنطقة أعقاب قيام السوري (م.خ.ح) بإطلاق النار على المواطن جوزيف طوق إثر إشكال فردي بينهما ما أدى إلى مقتله وقد عمد القاتل إلى تسليم نفسه إلى قوى الأمن الداخلي وباشرت التحقيقات".

اقرأ أيضاً: "كورونا" ذريعة جديدة لارتفاع مستوى العنصرية ضد السوريين في لبنان

تفتيش مجمعات السوريين

وأصدر نائبا قضاء بلدة بشري، ستريدا جعجع وجوزاف إسحق، بياناً، طالبا فيه الجيش اللبناني بالعمل على ضبط الأمن في المنطقة، وعدم السماح لأي كان باستغلال هذه الحادثة من أجل إخلال الأمن فيها، كما طالبا قوى الأمن الداخلي وكل الأجهزة المعنية بالقيام بحملة تفتيش واسعة على مجمعات السوريين في المنطقة للتأكد من عدم وجود أي سلاح أو مطلوب للعدالة فيها، وفق موقع "النشرة" اللبناني.

وشدد النائبان على أهالي منطقة بشري التزام القوانين و"عدم الانجرار إلى أي أفعال غرائزية" بدافع الانتقام، ولا سيما أنّ القاتل يتم التحقيق معه.

ما رد بلدية بشرّي؟

وأصدرت بلدية بشري بياناً، اليوم الثلاثاء، قالت فيه بأنها لن تقبل تحت أي ذريعة أن يشكّل أي شخص أو جماعة تهديداً للمجتمع المحلي.

واستغربت البلدية وجود سلاح بأيدي عمال في حدودها، داعية القوى الأمنية لحملة تفتيش واسعة تستهدف العمال السوريين وأماكن سكنهم، وشددت على مغادرة السوريين الذين يقيمون بطريقة غير شرعية في البلدة.

وطالبت البلدية بعدم المماطلة في التحقيقات وإنزال أقصى العقوبات بحق المجرم، ودعت أهالي البلدة إلى الاعتماد على اليد العاملة المحلية بدل الأجنبية، وعدم تأجير أي شخص (غريب) دون التأكد من أوراقه الثبوتية.
 
 

بيان صادر عن بلدية بشري

Posted by Municipality of Bsharri on Tuesday, November 24, 2020


موقف اللبنانيين من الحادثة

وانتقد لبنانيون على وسائل التواصل الاجتماعي، تصرّف بعض أهالي بلدة بشري إثر حادثة مقتل الشاب اللبناني، مشيرين إلى أن ما حدث "عنصري"، فلا دخل لكل السوريين بحادث فردي، مطالبين بعدم اتخاذ أي ردات فعل عشوائية اتجاه اللاجئين السوريين في المنطقة، ولا سيما أن الموضوع يخضع للتحقيقات.

 

وكان لبنانيون وحسابات لبنانية على موقع "تويتر" نشرت فيديوهات لتجمع مواطنين من بلدة بشري اللبنانية معبرين عن غضبهم مما حدث، كما أظهرت حالات طرد السوريين من منازلهم وإحراق ممتلكاتهم.
 

وفي الـ 21 من شهر تشرين الأول الفائت قتل سوري في حي السلم بضاحية بيروت الجنوبية على يد لبنانيين اثنين، بسبب سوء معاملة كلب، وفق بيان صادر عن قوى الأمن الداخلي، وذكر البيان أن شاباً من مواليد 2004 وصل إلى مستشفى الرسول الأعظم في بيروت بذريعة سقوطه عن سطح مبنى في حي السلم وما لبث أن فارق الحياة.

ووفق البيان حصلت مشادة كلامية بين المتوفي وآخر لبناني بسبب سوء معاملة الأول لكلب وتطور إلى عراك في الأيدي تدخل على إثره شخص آخر، ما أدى إلى وفاة السوري ختقاً نتيجة الضغط على رقبته من قبل المذكورين.

قد يهمك: كورونا يتحالف مع الدولار ويدفع باللاجئين السوريين العودة من لبنان



وكان طفل سوري قتل طعناً بالسكين على يد قاصر لبناني أثناء عمله في مغسلة السيارات في قضاء عالية التابع لمحافظة جبل لبنان، شهر أيلول الماضي، وذكر مركز التوثيق في الرقة على حسابه في "تويتر" أن الطفل ينحدر من بلدة حويجة سنان في منطقة السبخة شرقي الرقة.

فيما أوضح الإعلامي أحمد القصير أن الخلاف بدأ بين طفلين قاصرين داخل مغسلة السيارات وخلال مشاجرتهما طعن القاصر اللبناني الطفل السوري بسكين ما أدى إلى وفاته على الفور، حيث تم إيقاف القاصر من قبل الأمن العام اللبناني.

ويتعرض اللاجئون السوريون في لبنان إلى العنصرية وخطاب الكراهية، وبخاصة من الأحزاب السياسية، والمسؤولين البارزين كالرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، واللذان طالبا مراراً وتكراراً برحيل السوريين، بحجة  أن لبنان لم يعد قادراًَ على تحمل  اللاجئين، الذين يهددون اقتصاده.

وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو مليون لاجئ، ويعيش عدد كبير منهم في مخيمات قريبة من الحدود السورية، وسط ظروف معيشية متردية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق