عملية عسكرية قريبة في البادية السورية تستهدف "داعش"

عملية عسكرية قريبة في البادية السورية تستهدف "داعش"
سياسي | 21 نوفمبر 2020 | مالك الحافظ

شهدت منطقة البادية عمليات مكثفة ومتواترة لتنظيم "داعش" الإرهابي، تشمل مناطق شاسعة وتستهدف خصوماً متعددين، كما تتميز بسرعة تنفيذها وضرب أهداف نوعية. ورغم الحملات العديدة التي شنتها الأطراف التي تستهدفه التنظيم الإرهابي، إلا أن ذلك لم يؤثر في القوّة الهجومية للتنظيم.


و وصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري، يوم أمس الجمعة، إلى بادية منطقة أثريا بريف حماة الشرقي عقب تزايد هجمات تنظيم "داعش" في المنطقة.

وبحسب مركز "نورس للدراسات"، فإن رتلا لقوات النظام انطلق من مدينتي سراقب و معرة النعمان بريف إدلب باتجاه البادية السورية.

وأوضح أن التعزيزات تضم أربعة دبابات و250 عنصرا، وغالبيتهم يتبعون للفيلق الخامس الذي يديره الروس بشكل مباشر، مشيراً إلى أن التعزيزات جاءت عقب تزايد هجمات تنظيم "داعش" على مواقع قوات النظام في المنطقة.

وكان تبنى التنظيم الإرهابي يوم الجمعة، مقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام عقب استهدافهم بعبوة ناسفة في منطقة خناصر جنوب حلب.

هذا ويحافظ التنظيم مؤخراً على نشاطه في البادية السورية (أرياف حمص ودير الزور الشرقية)، الذي يستهدف من خلالها قوات النظام السوري والفصائل التابعة للنفوذ الإيراني، وبدرجة أقل قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مناطق من شمال شرق سوريا. 

مصادر تمويل التنظيم 

ولعل التساؤل الأبرز في ظل حالة الهجوم المتقطع الذي يتبعه التنظيم، والذي يعلن من خلاله عن استمرار تواجده بخلاف الإعلان الأميركي في وقت سابق، لعل التساؤل يكمن في مصادر التمويل التي ما زالت تمنح "داعش" الحياة وتغذي نشاطه الإرهابي. 

وزارة العدل الأميركية، أجابت عن هذا التساؤل، و أكدت ما أوردته "روزنة" في وقت سابق، بأن التجارة بالعملات الرقمية هي أهم مصادر تمويل "داعش" إلى جانب مادة الذهب، وهو ما أشار إليه مسؤولون في الوزارة الأميركية، بأن واشنطن استولت على ملايين الدولارات من العملات الرقمية، التي اعتمدت عليها جماعات متشددة، بما في ذلك "تنظيم القاعدة"، وتنظيم "داعش"، لتمويل مخططاتها.

قد يهمك: داعش إلى الواجهة من جديد... هل يستطيع إعادة بناء نفسه؟



وقال مسؤولو الوزارة إن هذه العملات كانت ستستخدم لمخططات عديدة، منها بيع معدات سلامة شخصية زائفة، للوقاية من فيروس "كورونا المستجد"، و ذكر رئيس دائرة الأمن القومي بوزارة العدل، جون ديمرز، أن الوزارة صاردت نحو مليوني دولار.

ووصف المسؤولون الأميركيون العملية بأنها "أكبر عملية لمصادرة العملة الإلكترونية، تتعلق بالإرهاب على الإطلاق"، وهي جزء من عملية أكبر لوزارة العدل، تهدف لتعطيل تمويل المنظمات المتطرفة، بما في ذلك الجماعات المصنفة على أنها إرهابية.

الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، كان اعتبر خلال حديث لـ "روزنة" أن تنظيم داعش لديه مصادر تمويل عدة، ومن بينها العملة الرقمية "البيتكوين" والذهب الخام، قد تمكنه من استعادة قوته خلال الفترة المقبلة. 

وكشف فاروق، عن عدد من العوامل التي تساعد في بقاء تنظيم داعش، رغم الضربات المتلاحقة التي تعرضها لها من قبل قوات التحالف الدولي، وسقوط مشروع "دولته" وخسارته الفادحة للجغرافية السياسية المتمركز فيها داخل سوريا والعراق.

وأشار إلى أن الدعم المالي، يأتي في مقدمة تلك العوامل؛ حيث يعتمد "داعش" على مصادر تمويل متعددة تمكنه من الاستمرار في المواجهة، وإعادة ترتيب هيكله التنظيمي، حتى لو سقط مشروع دولته على أرض الواقع، وفق تقديره. 

اقرأ أيضاً: "داعش" يعاود نشاطه في الشرق السوري… هل اقتربت عودة التنظيم الإرهابي؟



وأوضح بأن داعش يجيد الاتجار بالعملة الرقمية "البيتكوين"، كما أن التنظيم كان استحوذ على كميات كبيرة من الذهب الخام التي استولى عليها من المناجم السورية والعراقية، فضلاً عن تمكنه من الاحتفاظ بكميات من الأموال التي حصل عليها نتيجة الاتجار في المواد النفطية، وقام بتحويل عائدها لبعض دول أوروبا، عبر وسطاء، وذلك بعيدا عن التجميد والمصادرة.

الجدير بالذكر أن خلايا التنظيم تستهدف بشكل متواصل قوات النظام في البادية السورية الممتدة من حمص وصولا لدير الزور.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق