النظام السوري يواجه استحقاق مفصلي في الجولة الدستورية الخامسة 

النظام السوري يواجه استحقاق مفصلي في الجولة الدستورية الخامسة 
سياسي | 19 نوفمبر 2020 | مالك الحافظ

يسجل التوافق على جدول أعمال اللجنة الدستورية للجولتين الرابعة والخامسة، سابقة في مسار عمل اللجنة بعدما اعتاد وفد النظام السوري على المماطلة في سير أعمال اللجنة الدستورية. 


وقال عضو وفد المعارضة لـ "روزنة" أن نقاش المبادئ الأساسية في الدستور (مقدمة الدستور)؛ يبرز كمرتكز رئيسي وحيد لمستجدات جدول الأعمال المتفق عليه، حيث ستناقش المبادئ في الجولة الخامسة، بينما يستكمل في الجولة الرابعة النقاش حول ما تم تسميته في وقت سابق "الثوابت الوطنية". 

ويثير التوافق الأخير الذي أعلنه الرئيس المشترك للجنة عن وفد المعارضة، هادي البحرة، التساؤلات حول وجود رغبة روسية بتسريع مسار اللجنة الدستورية قبل قدوم الإدارة الأميركية الجديدة. 

هذا وستكون الجولة الخامسة غير مرتبطة بنتائج الجولة الرابعة، وفق المصدر المعارض.

وقال عضو وفد المعارضة "اتساقاً مع ولاية اللجنة الدستورية والمعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية، تناقش اللجنة الدستورية المصغرة في الجولة الخامسة المبادئ الدستورية (المبادئ الأساسية في الدستور)". مبيناً أن وفد المعارضة يعمل وفق استراتيجية محددة " لم يحدد معالمها بوضوح خلال الفترة المقبلة" ويبدو أنها ستتأثر وتتغير بشكل مباشر وفق متغيرات تعاطي وفد النظام السوري مع مسار اللجنة الدستورية. 

ويأتي قرب انعقاد الجولة الرابعة، مع محاولات كل من دمشق و موسكو كسب أوراق سياسية، كان آخرها ورقة إعادة اللاجئين السوريين واللعب على وتر بدء مرحلة إعادة الإعمار وتمييع العملية السياسية.
 
قد يهمك: لماذا عادت الخلافات إلى مسار اللجنة الدستورية؟



و أفاد البحرة في تصريحات إلكترونية وصلت إلى "روزنة"؛ بالتوافق بين رئيسي اللجنة والمبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، على انعقاد الجلسة الرابعة لاجتماعات اللجنة الدستورية في مدينة جنيف بتاريخ 30 تشرين الثاني الجاري على أن تنتهي بتاريخ 4 كانون الأول المقبل. فضلاً عن التوافق على جدولي أعمال الجلستين الرابعة و الخامسة (تقام في شهر كانون الثاني 2021).

وفي وقت سابق من الشهر الحالي كان المبعوث الأممي إلى سوريا، قد أجرى جولات بين تركيا ومصر ودمشق، في خطواتٍ تمهد للجولة المقبلة من الاجتماعات.

تحريك المياه الراكدة!

وتبدو محاولات موسكو لتحريك مسار اللجنة الدستورية في مثل هذا الوقت تحريك للمياه الراكدة في العملية السياسية قبل وصول الإدارة الأميركية الجديدة مطلع العام المقبل، رغم أن الجدية في اللجنة الدستورية مرهونة بالتكافؤ بين الطرفين وليس على طغيان طرف النظام على المعارضة، وفق المحلل السياسي حسام نجار.

واعتبر المحلل السياسي خلال حديث لـ "روزنة" أن الروس يحاولون الضغط على النظام السوري "إعلامياً فقط"، غير أن هذا الضغط غير موجود في الواقع، لافتاً إلى أن هذه الضغوط ما هي إلا دعوات لا تحمل في مضمونها سوى العودة للجلسات ومهما كانت بنود الإتفاق؛ فالأهم منها هو الإلتزام بها.

اقرأ أيضاً: البحرة لـ "روزنة": اللجنة الدستورية بوابة الحل



ولعل وصول رئيس أميركي جديد لسيادة البيت الأبيض دور في عملية التسريع الذي سعت إليها روسيا، رغم أنها لا تشكل الجانب الأهم بالنسبة للروس، بل أن الجانب الأبرز وفق نجار هو انسحابات الأتراك من نقاط المراقبة العسكرية الثلاثة في الشمال، وكذلك خطة الاتفاق الأذرية-الأرمينية، في إشارة إلى التفاهمات التركية الروسية التي أثرت في كل هذه الملفات المتداخلة. 

و دعا بيدرسن خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول تطورات الأزمة، إلى عملية سياسية "أوسع وأعمق لمعالجة النزاع السوري"، وأشاد بتعاون تركيا وروسيا في شمال غربي سوريا. وقال حينها، إن "الصراع في سوريا لا يمكن حله فقط عن طريق إصلاح دستوري أو وضع دستور جديد".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق