بمعنويات عالية يواجه سكان مخيم الركبان الضغوط الروسية التي بدأت ضدهم بالحصار و امتدت مؤخراً لتهدد الناس بقطع أي متنفس حيوي لهم، وفق موفق السعدون (أحد سكان مخيم الركبان على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية).
وتستمر روسيا بالضغط على سكان المخيم لمغادرته صوب مناطق سيطرة النظام السوري، من خلال وسائل ضغط وتهديد متعددة، من أبرزها توجيه رسائل إلى السكان تبين نيتها إغلاق خط المعبر التجاري الواصل إلى المخيم.
وقال السعدون لـ "روزنة" أن مساعي الروس بالنسبة لهم باتت مكشوفة. مؤكدا على انعدام الثقة تجاه أي ضمانة تقدم من قبل موسكو بشأن العودة بشكل آمن إلى مناطقهم التي خرجوا منها.
فيما بيّن السعدون أن أهالي المخيم و رغم الوضع المعيشي المزري؛ بالتزامن مع دخول فصل الشتاء دون وجود أي وسائل للتدفئة و الطبابة، فإنهم متشبثون حتى "ظهور حل سياسي كامل للمسألة السورية… أغلب الناس هنا لن ترحل و إدعاءات الروس بإفراغ المخيم هي ادعاءات لا معنى لها فالمخيم لن يتم إفراغه حتى خروج عناصر النفوذ الإيراني من مناطقنا فأغلب مناطق سكان المخيم (وسط سوريا) يتواجد بها نفوذ إيراني".
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، مطلع الأسبوع الجاري، أنه تم استئناف عملية خروج النازحين من مخيم الركبان، ولفت نائب مدير ما يسمى مركز "حميميم" للمصالحة، اللواء ألكسندر غرينكيفيتش، في بيان صحفي أنه "تم استئناف خروج النازحين من مخيم الركبان، وخلال الساعات الـ24 الماضية خرج عبر معبر جليب إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية 203 أشخاص، بينهم 59 امرأة و96 طفلا".
قد يهمك: مخيم الركبان… ورقة ابتزاز سياسي روسيّة

وزار وفد من الأمم المتحدة، في اواخر ايلول الماضي، مخيم الركبان على الحدود مع الأردن، لإجلاء اللاجئين الراغبين في الخروج فيما اعلن مسؤولون روس أن عملية إجلاء قاطني مخيم الركبان ستبدأ في 27 أيلول، وستجرى تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري على 3 مراحل خلال 30 يوما.
و تعليقاً على ذلك نفى نائب رئيس "هيئة العلاقات العامة والسياسية لمخيم الركبان" شكري الشهاب، خلال حديث لـ "روزنة" صحة التصريحات الروسية التي ادعت بخروج أعداد جديدة من الركبان، مؤكداً أنه ومنذ شهر تموز الماضي لم تخرج أي عائلة من المخيم، إلا الحالات المرضية الشديدة.
وتابع "قبل هذه الشهور الأربعة كانت تخرج 3 أو 4 عائلات من المخيم كل أسبوعين… الوضع بالمخيم سيء جدا ومن تبقى فيه هو مقتنع تماما بعدم العودة إلى مناطق سيطرة النظام".
ورقة ضغط روسية؟
ويضغط كل من النظام السوري وحليفه الروسي على سكان المخيم من خلال حصاره وعدم السماح بدخول المواد الرئيسية إلا بكميات بسيطة وبأسعار باهظة الثمن؛ بحسب الشهاب.
من جانبه رأى مرعي أبو محمود (من سكان المخيم) أن إجبار المقيمين في المخيم بالخضوع للنظام، يأتي كهدف روسي للذهاب بشباب المخيم إلى جبهات القتال، مشيراً إلى أن هذا الأمر تسعى له روسيا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
قد يهمك: مسؤول في الركبان لـ "روزنة": مستعدون لإخلاء المخيم مقابل شرط واحد

ويبدو أن روسيا ترغب بإفراغ المخيم من سكانه؛ رغبة منها باستخدام ذلك كورقة ضغط أمام الدول الأخرى المتدخلة بالشأن السوري؛ و اعتبار أنها قامت بتأمين المناطق التي عاد أهلها إليها، وفق ما تحدث به مرعي لـ "روزنة".
ويقع مخيم الركبان داخل منطقة تسيطر عليها الولايات المتحدة عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية في منطقة التنف، أنشئ في العام 2014، وينحدر معظم قاطنيه من أرياف حمص و الرقة، ويُعرف بأوضاعه الإنسانية السيئة، والحصار المحكم الذي يحيط به.
وقدّر عدد سكان المخيم في العام 2018 بنحو 45 ألف نازح، تضاءل عددهم خلال العامين الماضيين ليصل اليوم لنحو 10 إلى 12 ألف نازح، بحسب إحصائيات غير رسمية.
الكلمات المفتاحية