واشنطن تزيل "الحزب التركستاني" عن قوائم الإرهاب… هل يشمل فرعه بسوريا؟

مقاتلين في الشمال الغربي من سوريا (أرشيفية)
رفعت الولايات المتحدة الأمريكية "الحركة الإسلامية التركستانية" (الفرع الرئيسي للحزب التركستاني العامل في الشمال الغربي من سوريا) من قوائم الإرهاب الأميركية، في خطوة لم تكشف عن تفاصيلها المتعلقة بالتنظيم المتشدد الذي يتواجد في سوريا.
و بحسب بيان نشرته الوكالة الفيدرالية الأميركية أصدرته في العشرين من الشهر الفائت، وتم نشره يوم الخميس الفائت، فإنه و بخصوص "مسألة تصنيف الحزب الإسلامي التركستاني المعروفة أيضًا باسم حركة تركستان الشرقية، باعتبارها "منظمة إرهابية"، فقد تم إلغاء التصنيف على أنها منظمة إرهابية".
وتأسس الحزب الإسلامي التركستاني من الأيغور المسلمين في الصين؛ مطلع تسعينيات القرن الماضي، وينشط في شمال غرب سوريا ويعد اليد الضاربة في إدلب وتعرضت قياداته لعدة عمليات اغتيال عبر صواريخ موجهة من طائرات مسيرة.
انتقل مقاتلو الحركة إلى سوريا عقب اندلاع الثورة السورية، وازدادت أعدادهم بشكل كبير بين عامي 2012 و2014، حيث أتى غالبيتهم من أفغانستان وتايلاند وماليزيا وأندونيسيا، وكان غالبيتهم من عناصر تنظيم القاعدة المتشددين.
و شكّل القرار الأمريكي الأخير والذي رفع اسمها من قوائم الإرهاب تساؤلاً عن مدى شمول القرار المقاتلين في إدلب والذين ينضوون تحت اسم "الحزب الإسلامي التركستاني"، ومدى كون تلك العقوبات تستهدف مجموعة معينة من الحركة فقط، حيث لاتزال الصورة غير واضحة بعد.
قد يهمك: "حرب ظل" تستهدف تنظيم جهادي في إدلب

ولم يستهدف التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أيا من قيادات الحزب التركستاني سوى مرة واحدة في عام 2017، عندما شنت طائرة بدون طيار غارة جوية استهدفت أبو عمر التركستاني أحد القادة البارزين في الحزب حيث كان برفقة قيادات عربية وأفغانية وسورية وعدد من المقاتلين، وذلك على عكس القيادات الأخرى في تنظيمات داعش وحراس الدين التي تقوم واشنطن باستهدافهم بشكل دائم.
كيف سيتم التعامل مع الفرع السوري للحزب التركستاني؟
ويتواجد الحزب التركستاني ضمن تحالف "وحرّض المؤمنين"، والذي يعتبر أكبر تحالف للجماعات المسلحة الأكثر تشددا في ادلب، ، ولكن كسياسة عام للحزب فإنه يقول أنه ليس لديه أي مشكلة مع أيا من "الدولة الإسلامية مهما كان نظام حكمها"، ما يعني أنه لا يكفر هذه الأنظمة ولا يدعوا عناصره لمحاربتهم على عكس فكر تنظيمي "القاعدة" و "داعش" الإرهابيين.
ورغم إعلان الحزب لمرات عدة حياديته في المعارك الداخلية للفصائل المتشددة، إلا أنه كان داعماً لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) بقيادة أبو محمد الجولاني، رغم مطالبة "الشيخ أبو ذر عزام التركستاني" المهاجرين في فصيلي "التركستان و الأوزبك" بعدم الدخول في "أي اقتتال داخلي ضمن أرض الشام".
الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، خليل المقداد، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن قرار واشنطن بإزالة "الحزب التركستاني" له صلة مباشرة بالفرع الرئيسي في الصين، وله أبعاد تهدف إلى الضغط على الحكومة الصينية كون أن هناك سجالات و قضايا تجارية بين الولايات المتحدة و الصين.
واعتبر أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فعلت هذا الإجراء كخطوة استباقية تحسبا من خسارتها الانتخابات الرئاسية، وتابع "إدارة ترامب تريد تحميل الإدارة الديمقراطية وزر التعامل مع الملف مجددا، و تكبلها بهذه القضية و تضعها أمام خيارين، إما استمرار الحرب التجارية ومعارك كسر العظام مع الصين، أو أن تعيد ضم الحزب على قوائم الإرهاب".
قد يهمك: استمرار قصف "حراس الدين" في إدلب… ما الأسباب والنتائج؟

و أردف في السياق ذاته "هذا الملف لن يكون ملحا كأولوية، ربما يأخذ وقتا طويلا ومن غير المرجح وضع الحزب على قوائم الإرهاب".
وفيما يتعلق بالفرع السوري للحزب التركستاني وتأثره بالقرار، فرأى أنه من غير الواضح تأثير القرار على هذا الفصيل الذي ينشط في سوريا.
وزاد بالقول "ربما يصدر قرار من واشنطن يستثني فرع الحركة في سوريا، و ربما يشمله أيضا وبالتالي يصبح غير مستهدفا، و هو فعليا غير مستهدف حتى الآن؛ فالتركيز على الفصيل الذي يتبع تنظيم القاعدة في سوريا (حراس الدين)".
الكلمات المفتاحية